الإعدام بحق 3 فرنسيين بتهمة الانتماء إلى داعش والمؤبد لـ3 آخرين

Sunday 26th of May 2019 12:00:00 AM ,
العدد : 4438
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

أصدرت محكمة في بغداد، يوم أمس الأحد، أحكاماً بالإعدام للمرة الأولى على ثلاثة فرنسيين أدينوا بالانتماء إلى تنظيم داعش، بحسب ما قاله مسؤول قضائي لوكالة (فرانس برس).
وأشار المسؤول إلى أن المحكومين هم كيفن غونو وليونار لوبيز، وسليم معاشو، الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديموقراطية في سوريا، ونقلوا مع تسعة فرنسيين آخرين إلى العراق في شباط الماضي.
كما أُدين ثلاثة فرنسيين بالانضمام إلى تنظيم داعش في العراق، وهم ميلينا بوغدير (27 عاماً)، جميلة بوطوطعو (28 عاماً)، ولحسن قبوج (58 عاماً)، الذين حكم عليهم بالمؤبد، أي ما يعادل 20 عاما في العراق.
كان لوبيز، وهو من سكان باريس في الثانية والثلاثين من عمره، يعمل في مكتبة لبيع الكتب الإسلامية خلال العقد الأول من القرن الحالي، وأحد العناصر الأكثر نشاطاً في موقع "أنصار الحق"، أبرز منصات الجهاديين الذي يتحدثون الفرنسية.
اتخذ لنفسه لقب "أبو إبراهيم الأندلسي" بعد انتمائه الى تنظيم داعش وعاش مع إرهابيين شجع لديهم التطرف ونفذوا في فرنسا هجمات دامية.
غادر لوبيز فرنسا في تموز 2015، أثناء خضوعه للمراقبة القضائية بسبب نشاطاته على الموقع، مع زوجته وطفليهما.
عاش في البدء في الموصل ، ثم انتقل إلى سوريا، وفق المحققين الفرنسيين.
حكم عليه في تموز 2018 غيابياً بالسجن خمس سنوات في ملف "أنصار الحق"، وصدرت أوامر باعتقاله من قبل المحاكم الفرنسية.
لكن أجهزة المخابرات تتبعت نشاطاته خصوصاً منذ تأسيسه جمعية "سنابل" التي حلّتها الحكومة الفرنسية نهاية عام 2016 لمساهمتها بتحويل السجناء الى متطرفين تحت غطاء عملها لتقديم مساعدات لهم.
وقد صرح أحد المحققين حينها بأن "جميع الذين شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الاعتداءات منذ كانون الثاني 2015 كانوا مرتبطين بشكل مباشر أو غير مباشر بسنابل."
أما كيفن غونو المولود في بلدة فيجاك جنوب غرب فرنسا (32 عاماً)، واعتقل في سوريا مع أخيه غير الشقيق توماس كولانج (31 عاماً) ووالدته وزوجته، ادعى في اعترافاته التي أدلى بها للسلطات في العراق، أن والده انضم الى تنظيم داعش وقتل خلال المعارك في الرقّة.
وقال إنه دخل الى سوريا بشكل غير شرعي عبر تركيا والتحق فور وصوله بجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا سابقاً) قبل أن يبايع زعيم تنظيم داعش أبا بكر البغدادي.
وتقول السلطات القضائية العراقية إن هذا الرجل، الذي يطلق على نفسه اسم "أبو سفيان"، شارك في القتال الى جانب الإرهابيين في سوريا والعراق.
صدر بحقّه في فرنسا حكم غيابي بالسجن تسع سنوات، حسب مركز تحليل الإرهاب في باريس.
والمحكوم الثالث سليم معاشو البالغ من العمر 41 عاماً، التحق بكتيبة "طارق بن زياد" التابعة لتنظيم داعس بقيادة عبد الإله حيميش، وفقاً لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي.
وبحسب السلطات الأميركية، ضمّت هذه الكتيبة 300 عنصر من الأجانب الأوروبيين منفذي الهجمات في العراق وسوريا وغيرها.
ووفقاً لمركز تحليل الإرهاب الفرنسي، استضاف معاشو في الرقّة جوناثان جيفروا وهو فرنسي اعتقل في سوريا وتم تسليمه للقضاء الفرنسي.
وكشف جيفروا الكثير من المعلومات، خصوصاً فيما يتعلق بالأخوين. يشار الى أن ابنة شقيقهما متزوجة من كيفن غونو.
ومن المفترض أن يحاكم قريباً تسعة فرنسيين آخرين، هم فاضل طاهر عويدات، مصطفى المرزوقي، ياسي صقم، كرم الحرشاوي، فياني أوراغي، إبراهيم النجارة، بلال الكباوي، محمد بريري، ومراد دلهوم.
وأعلن العراق مؤخراً استعداده لمحاكمة الإرهابيين الأجانب الذين قبض عليهم في العراق أو في سوريا، خصوصاً المتواجدين في قبضة قوات سوريا الديموقراطية بعد استعادة السيطرة على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق البلاد.
وتشكل عودة الإرهابيين الأجانب مسألة حساسة للغاية بالنسبة للرأي العام في الدول التي ينتمون إليها.
وعليه، يستعد العراق لمزيد من عمليات محاكمة الإرهابيين الأجانب، معتبراً أن محاكمه ذات اختصاص استناداً إلى أن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتطرف، تمتد على مساحات بين سوريا والعراق.
وينص القانون على عقوبة الإعدام بتهمة الانتماء الى الجماعات الإرهابية حتى لغير المشاركين في أعمال قتالية.