موسيقى الأحد : بورتيه باخ الشاب؟

Sunday 9th of June 2019 08:48:52 AM ,
العدد : 4444
الصفحة : عام ,

ثائر صالح

يعكف متخصصون من أرشيف باخ في لايبزج على دراسة بورتريه يعتقد أنه يصوّر باخ في شبابه. لو صح توثيق هذا البورتريه، سيكون ذلك حدثاً مهماً، إذ لا يوجد سوى بورتريه واحد موثق يمثل أحد أهم الموسيقيين على مدى التاريخ.

فالصورة الوحيدة التي نملكها هي تلك التي رسمها الياس گــوتليب هاوسمان سنة 1748، قبل سنتين من وفاة الموسيقار وكان وقتها في الثالثة الستين من عمره. في الحقيقة هناك صورتان رسمهما هاوسمان، الثانية موجودة في متحف تاريخ مدينة لايبزج لكنها في حالة سيئة جداً بسبب الإهمال لسنوات طويلة. 

بورتريه سنة 1748 كان في حوزة ابنه كارل فيليب إيمانويل، وهي جزء من حصته من الورثة. كان البورتريه لا يزال ضمن ممتلكات العائلة سنة 1790 بعد وفاة كارل فيليب في 1788 لكنه بيع لاحقاً في القرن التاسع عشر واقتنته عائلة ينكه من مدينة برسلاو (فروسواف البولونية)، وبقي حتى نقله الى إنكلترا في الثلاثينيات خوفاً من تدمره في الحرب الوشيكة بعد صعود النازية، وقد أُودع عند عائلة كـاردينر في دورست. 

ترعرع أحد أهم المتخصصين المعاصرين بموسيقى باخ، سير جون أليوت كـاردينر تحت هذا البورتريه، حيث راقبته عينا الموسيقار من البورتريه يومياً حسبما قال كـاردينر في فيلمه المهم عن حياة باخ (2013). بيع البورتريه في مزاد سنة 1952 ليقتنيه الباحث ويليام شايده من الولايات المتحدة حيث بقي هذا البورتريه الثمين عنده حتى 2015 عندما أهداه شايده الى أرشيف باخ في لايبزج. وقتها قدرت قيمة اللوحة بمليونين ونصف المليون دولار.

أما هذا البورتريه الجديد الذي تبلغ أبعاده 80 × 70 سم فربما يعود الى العقد الأول من القرن الثامن عشر، أي أن باخ كان في عشرينياته. نرى في البورتريه شاباً ينظر الى جنب ممسكاً بيمينه ورقة نوطة ملفوفة، ونتبين خلفه مجموعة من أنابيب الأورغن. من المحتمل أن تعود الصورة الى فترة فايمار (بين 1708 – 1717) حيث عمل باخ عازفاً للأورغن وقائداً للجوقة الموسيقية في بلاط دوق فايمار. وهناك ألف الكثير من أعماله الأوركسترالية والأدواتية المهمة مثل الكلافير المعدل وأعمال أورغن مختلفة وبعض الكانتاتات.

يحاول المتخصصون التثبت من عدم تزوير البورتريه، فهو غير موقع ولا يُعرف الرسام الذي رسمه. إذ توجد ورقة ملصقة على الإطار خلف الصورة كتب عليها "عازف الأورغن الشهير باخ، توفي في 28 تموز 1750". تشير الدلائل الى أن هذه الورقة وضعت متأخرة، ربما في أوائل القرن التاسع عشر، لأن باخ نُسي بعد وفاته، ولم يكن معروفاً سوى بين المتخصصين وعدد قليل من الموسيقيين (مثل موتسارت الذي اهتم بمؤلفات باخ المخطوطة منذ اطلاعه عليها سنة 1781 وقد أثرت كثيراً في أسلوبه لاحقاً). 

سيجري المتخصصون المزيد من الدراسات على هذا البورتريه، لذلك يحتاجون الى المزيد من الأموال لتمويل البحث، كذلك لتهيئة ترميم البورتريه فهو في حاجة ماسة للترميم، وهذه عملية مكلفة.