مضيق هرمز : ممر ستراتيجي في قلب التوترات بين إيران والولايات المتحدة

Tuesday 25th of June 2019 08:11:12 PM ,
العدد : 4457
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة/ عدوية الهلالي

لايزال هذا الممر البحري هو طريق الشحن شبه الحصري الذي يربط منتجي الهيدروكربون في الشرق الأوسط بأسواق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية..

يعتبر مضيق هرمز ، الواقع في المنطقة التي أسقطت فيها إيران يوم الخميس الموافق 20 حزيران ، طائرة عسكرية أميركية بدون طيار ، نقطة عبور استراتيجية لتجارة النفط العالمية وفي قلب التوترات الإقليمية على مدار عقود..

وكانت إيران قد حذرت في يوم الجمعة الموافق 21 حزيران من إنها ستدافع عن أراضيها ضد أي انتقام من الولايات المتحدة ، في حين قررت الخطوط الجوية الماليزية والخطوط الجوية السنغافورية تجنب الطيران فوق مضيق هرمز ..

يقع مضيق هرمز ، الذي يربط الخليج العربي بخليج عمان ، بين إيران وسلطنة عمان ..ويتصف بضيقه – حوالي 50 كيلومتراً – وعمقه الذي لايتجاوز 60 كيلومتراً ..كما وتنتشر فيه جزر صحراوية أوغير مأهولة بالسكان لكنها ذات أهمية ستراتيجية كبيرة ..وهي الجزر الإيرانية لمضيق هرمز ، وجزيرتي قشم ولاراك ، بمواجهة شاطئ بندر عباس الإيراني ..

ويظل مضيق هرمز طريق الشحن شبه الحصري الذي يربط منتجي الهيدروكربونات في الشرق الأوسط ( المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والعراق وإيران ) بالاسواق الآسيوية والاوروبية وفي أمريكا الشمالية ..

في عام 2018، تم تداول حوالي 21 مليون برميل من النفط الخام يومياً ، وفقا لوكالة الطاقة الاميركية ، ويمثل هذا حوالي 21 % من استهلاك النفط العالمي وثلث النفط الخام في العالم الذي يتم شحنه عن طريق البحر ، وربع التجارة العالمية من الغاز الطبيعي السائل يمر عبر هرمز ..وقد تمّ تمريرنحو 76 % من صادرات النفط الخام عبر هذا المضيق الستراتيجي الى الدول الآسيوية في العام الماضي ( في المقام الاول الصين ، الهند ، اليابان ، وكوريا الجنوبية ) وفقا لوكالة الاستخبارات الاميركية ..

وبينما أنشأت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة شبكة من خطوط الانابيب لتجاوز المضيق ، فإن هذه الطرق البديلة لاتحمل سوى كميات محدودة ( 3 ملايين برميل يومياً في عام 2018 ، بسعة إجمالية قدرها 6,8 مليون) ولم يتم انقاذها ، بعد أن حدث في آيار هجوم على خط أنابيب النفط السعودي من قبل المتمردين اليمنيين ..وقد أدت الهجمات الاخيرة التي تعرضت لها ناقلات النفط في بحر العرب وحادثة ضرب الطائرة الاميركية بدون طيار الى إثارة اضطراب في حركة المرور وزعزعة في استقرار سوق النفط ، إذ ارتفع سعر برميل نفط غرب تكساس بنسبة 6% يوم الخميس قياساً الى نيويورك ..

بالنسبة للبلدان المستهلكة ، يبدو من الصعب ايجاد بديل ، من حيث الحجم والجودة ، للخام المستخرج من منطقة الخليج ، بالتالي ، فان النفط الخفيف الذي تنتجه الولايات المتحدة ليس بديلاً عن النفط الخام الثقيل للشرق الأوسط ..وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أكبر منتج ومصدر خالص للنفط في العالم ، فقد استوردت في عام 2018 حوالي 1,4 مليون برميل في اليوم من النفط الخام الذي يمر عبر مضيق هرمز والذي يمثل 7% من استهلاكها ..

وتدين إيران – التي تعتبر نفسها حامية الخليج – باستمرار وجود قوات أجنبية في المنطقة ، بما في ذلك الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين ، وقد هددت مراراً وتكراراً بإغلاق مضيق هرمز في حالة القيام بعمل عسكري في المنطقة ، كما إن الحرس الثوري والجيش الإيراني يسيطران على العمليات البحرية في الخليج ..وتعود أهم فترات تعطيل نقل النفط الخام الى عام 1984 ، في خضم الصراع الإيراني – العراقي ( 1980-1988) ، أثناء "" حرب الناقلات" ، إذ تم تدمير أكثر من 500 سفينة ..

وفي تموز عام 1988، تمّ إسقاط طائرة ايرباص (A300) تابعة للشركة الوطنية للطيران الإيراني ، والتي تؤكد العلاقة بين بندر عباس ودبي ، وكان قد تم إسقاطها بصاروخين من فرقاطة أميركية كانت تقوم بدورية في المضيق و(290) شخصاً قد قتلوا ..وادعى طاقم السفينة بأنه ضرب ايرباص لمقاتل ايراني يحمل نوايا معادية ..وفي أواخر نيسان عام 2015 ، أوقفت قوارب الحرس الثوري سفينة حاويات في جزر مارشال في مضيق هرمز ، وفي الشهر التالي ، أطلقت قوارب الدورية الإيرانية طلقات تحذيرية في محاولة واضحة لاعتراض سفينة تجارية ترفع علم سنغافورة ..

وفي آيار من عام 2018، انتعشت التوترات بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي وإعادة فرض عقوبات صارمة ، واشتدت حدة التوترات في الآونة الاخيرة بسبب هجمات تخريبية ضد الناقلات النفطية في منطقة الخليج ..

 عن مجلة لوبوا الفرنسية