جذور الحالة الراهنة : السياسة والحكومة والإرهاب (5)

Saturday 8th of October 2005 08:23:01 PM ,
العدد : 509
الصفحة : مقالات رئيس التحرير , فخري كريم

فخري كريم

في الحلقات الأربع الماضية من التحليل السياسي الذي قدمناه لجذور الحالة الراهنة، لم نستخدم صيغتي (سني) و (شيعي).

لقد عاندنا ضغط الأدب الصحفي والسياسي الحالي الذي نعترف بأنه شكًل عندنا في (المدى) مشكلة، ولا سيما في قسم الأخبار. نحن –بالتأكيد- نتفهم اولئك الذين يستخدمون هاتين الصفتين لدوافع الاختزال والتوضيح، لكننا خشينا وجود دوافع أخرى غير معلنة أو لا يتبينها الشعور الواعي عند الاستخدام المفرط. إن اسوأ اعلام هو الذي ينتصر عليه اللاشعور ثم يدافع عن نفسه بوعي هذه المرة باسم القيم المهنية في الاختزال أو تبني واقع الحال، ثم لا يتبين في النهاية انه يستخدم ويقوي مرجعيات سياسية من حيث التعريف.

إن سياسة الأمر الواقع جعلت من التوزيع الطائفي للسكان قضية تمثيل سياسي وتمثيل هوية طائفية. لنكن صريحين: اننا نرفض هذا كله حتى لو قبله أصحاب الشأن!

إن قاعدة النقاش السياسي الدائرة اليوم مخترقة من قبل مبدأ الهوية والتمثيل السياسي الطائفيين، وهو أمر نعتقد بأنه خطر على الوحدة الوطنية والانتماء الوطني العراقي، وموقفنا السياسي منه قائم على تحرير هذه القاعدة من التمايز الهوياتي غير الوطني وغير القومي، واعادة تقعيدها على أسس ومبادىء الديمقراطية والحرية والعدالة، والاعتراف بالاختلاف.

    والحال ما أن نجعل لقاعدة النقاش منطقاً طائفياً حتى نجد أنفسنا ازاء حالتين: إما ان ندعو الى اقتسام الغنائم والسلطة، وإما أن نثير انشقاقاً لن يكون بمقدور العقلاء وشيوخ الحكمة لحمه إن لم يسهم فيه أصلاً.

    أهو أمر واقع أن نسمي الائتلاف العراقي الموحد بالتحالف الشيعي، أو نسمي السيد الجعفري بالقائد الشيعي؟

    إذا كان الأمر كذلك، فيا للخسارة! ويا لضياع الوقت!

    إزاء ذلك هل نعطي امتيازاً لأهل الرمادي والفلوجة وسامراء ومدن ومناطق عربية مسلمة اذا سميناهم بأهل السنة؟ هل يرضيهم هذا أم يثير حفيظتهم؟ قد يرضيهم ويثير حفيظتهم في آن، حسب الطريقة التي تدار فيها قاعدة النقاش، وحسب الأوراق الموضوعة على الطاولة، وحسب الصوت الذي أمامهم، وحسب السكين الارهابية الموجهة الى رقابهم.

التكملة