إرادة النصر تطبق على مواقع داعش البديلة في الصحراء

Sunday 7th of July 2019 06:57:41 PM ,
العدد : 4465
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

أطلق العراق امس الاحد، عملية عسكرية هي الاكبر منذ اعلان النصر على تنظيم داعش، لتطهير الاراضي الصحراوية باتجاه الحدود السورية التي لجأ اليها التنظيم بعد هزيمته.

يشارك في الحملة التي ستستمر لعدة ايام نحو 20 الف مقاتل نصفهم على الاقل من الحشدين الشعبي والعشائري، وباسناد من طيران التحالف الدولي.

ومن المفترض أن تستهدف الحملة العسكرية مساحات كبيرة تصل لـ5 آلاف كم مربع، يشك بوجود مضافات داخلها للتنظيم المهزوم.

وأطلقت قيادة العمليات المشتركة، اسم "إرادة النصر" على العملية العسكرية والتي تستهدف تطهير المثلث الصحراوي الواقع بين محافظات، نينوى، الانبار وصلاح الدين.

وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، امس، انه "في صباح اليوم الأحد انطلقت المرحلة الأولى من عملية إرادة النصر، بعمليات واسعة لتطهير المناطق المحصورة بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار إلى الحدود الدولية العراقية – السورية". وأوضح أنّ "العملية تمّت بمشاركة قطعات كبيرة من موارد الجيش لقيادة عمليات (الجزيرة ونينوى وصلاح الدين)، وكذلك قطعات كبيرة من الحشد الشعبي المتمثلة في قيادات المحاور (نينوى وصلاح الدين والجزيرة)، ومشاركة الحشد العشائري، وبدعم جوي من القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي"، مؤكداً أنّ "العملية تستمر عدة أيّام".

من جهته، أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن القوات ستضيف نصراً جديداً لانتصاراتها من خلال هذه العملية. وقال في بيان مقتضب في الساعات الاولى من لحظة انطلاق العملية العسكرية: "نشدّ على أيدي قواتنا البطلة، وسيتحقق النصر الأكيد بعزيمة الأبطال على عصابات داعش الإرهابية". وبعد نحو عامين على دحر تنظيم داعش ما زال عناصره يسيطرون على أجزاء من البلاد بشكل متقطع، وفق مسؤولين.

ويواجه عبد المهدي، أزمة مركبة بسبب تصاعد نشاط داعش الى جانب قيام جماعات محلية باستهداف مواقع ترتبط بنحو مباشر أو غير مباشر بالمصالح الأميركية في العراق.

ويؤكد مسؤولون أمنيون تزايد تواجد التنظيم في المناطق الصحراوية، وهي مواقع انطلاق التنظيم في 2014، لحظة سقوط الموصل.

وخلال عام تقريباً، تراجع آلاف من سكان القرى في غرب الموصل الى الوراء عدة كليومترات تجنباً لمنطقة يعتقد أنها تضم نحو 50 مجموعة تابعة لداعش. وتشن تلك المجاميع بين فترة وأخرى غارات على القرويين لـ"تصفية الحسابات" مع بعض العشائر أو لغرض السطو.

ويتمتع المهاجمون بإمكانات كبيرة في التحرك، لوجود فراغ أمني في تلك المناطق الشاسعة، ويتغلغل المسلحون في بعض الدوائر الأمنية الحساسة التي توفر لهم الغطاء.

قطع الطريق على داعش

ويقول مصدر امني مطلع لـ(المدى) ان الحملة العسكرية الاخيرة "تهدف الى منع عودة مسلحي داعش الى المناطق الصحراوية". ويشير المصدر الى صعوبة السيطرة على تلك المناطق، مضيفا :"الهجمات المتكررة على تلك المواقع وتدمير المضافات ستمنع فلول التنظيم من البقاء هناك".

ويؤكد المصدر ان العملية "ستستمر لمدة اربعة ايام"، ويشارك فيها عدد كبير من المقاتلين من الجيش والحشد بحدود 3 فرق عسكرية. وتأتي هذه العملية عقب نجاح العملية العسكرية التي انطلقت غربي الانبار نهاية حزيران الماضي، واسفرت عن قطع خطوط الدعم لـ"داعش" وتطهير 5940 كم مربع.

وبحسب بيانات الحشد الشعبي عن "إرادة النصر" انه تمت معالجة أربعة منازل مفخخة وتفتيش الطريق من الصينية الى جسر السكريات.

وتم خلال العملية تطهير عدد من القرى في جزيرة الصينية اهمها ابو قصب، زهيليل الغربي، العكيدان، عسيلية ضمن قاطع عمليات صلاح الدين.

وفي آذار الماضي كشف البرلمان عن إفادات صادمة لـ30 مسؤولاً أمنياً في غرب نينوى، ضمن تقرير لجنة تقصي الحقائق. وأوضح التقرير، الذي منعت أطراف سياسية في البرلمان قراءته بشكل علني، وجود 1600 كم في نينوى لا توجد فيها قطعات عسكرية.

وأظهر التقرير أن فرقتين عسكريتين ونصف الفرقة من أصل 3 موجودة في نينوى، مشغولة بتأمين مناطق التماس بين المحافظة وحدود إقليم كردستان، وهو أمر انتقده القادة العسكريون الذين قدموا شهادتهم أمام لجنة تقصي الحقائق.

كما اشار التقرير الى وجود نحو 650 مسلحاً عبروا الحدود من سوريا منذ نهاية 2018، واستقروا في مناطق صحراوية بين الموصل والأنبار وصلاح الدين.

ما بعد "إرادة النصر"

وكان مقترح سابق لقائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري (اقيل الشهر الماضي) تضمن تسليح ابناء 50 قرية في المناطق النائية في خطة جديدة لمواجهة داعش في تلك المناطق.

لكن محمد الوكاع، وهو احد قيادات الحشد الشعبي في نينوى، قال لـ(المدى) انه "لا توجد معلومات حتى الآن عن تلك الخطة". واكد الوكاع وجود مضافات يستغلها التنظيم بين الحين والآخر في جنوب الموصل، حيث المكان الذي تجري فيه العملية العسكرية الاخيرة.

واستبعد القيادي في الحشد ان تتضمن العملية آلية لمسك الاراضي التي سيتم تطهيرها، مشددا على ان احد اهم عوامل الاستقرار في تلك المناطق هو "انشاء مواقع امنية ثابتة لمنع عودة داعش".