قناطر: العيداني.. بعد هزيمة ذوي الثياب الزرق

Saturday 20th of July 2019 09:13:20 PM ,
العدد : 4473
الصفحة : الأعمدة , طالب عبد العزيز

 طالب عبد العزيز

عقّدت تظاهرات ذوي الثياب الزرق، جماعة بليغ ابي كلل المشهد السياسي في البصرة، وكشفت عن هزال جديد في العملية السياسية،

بعد أن أثبتوا أنهم أقلية واضحة إزاء الحشود التي وقفت على الأرصفة، ولم تفلح أعداد شيوخ العشائر الذين استأجروهم في التأثير على رصانة مشهد المتظاهرين في البصرة، فيما لم يسلم شخص الزعيم الحكيم من الاساءة وسماع الكلمات البذيئة، فقد استذكرت جماهير المدينة المناوئة له شعاراتها القديمة، التي رفعتها العام الماضي ضد المحافظ السابق ماجد النصراوي، وهي كلمات قاسية جداً.

نعتقد أن الأخ ابو كلل تلقى ضربة موجعة في البصرة، وبات من الواضح أن تيار الحكيم هنا ما زال يعاني من تركة النصراوي وقصي محبوبة وشركة هيل انترناشيونال، الأمر الذي يستثمره المحافظ أسعد العيداني لصالحه بشكل حقيقي، مع الخطأ الذي ارتكبه باخراج أبناء عشيرته لنصرته، إذ لم يكن بحاجة الى ذلك، فالمدينة بدأت تشعر بأنه يعمل لصالحها، ومشاريعه في الخدمات بعد إقرار التخصيصات الكبيرة بدأ يجني ثمارها، والسكان ما زالوا على الامل بتحسن أوضاعهم، لذا لا قيمة لنصرة العشيرة لرجل مؤيد من قطاعات واسعة كثيرة.

لم يخرق المحافظ، العيداني قاعدة الولاءات عراقياً، فالعديد من رجال السياسة العراقيين استبدلوا ولاءاتهم من اليمين الى الشمال وبالعكس، ولعل تنقلات العيداني في أكثر من كتلة (المؤتمر،الدعوة، الحكيم) تقع ضمن السياق ذاته، لكنه، فارقهم جميعاً لصالح البصرة منتميا لها، وما حشود الحكيم الاخيرة ضده إلا لأنه انقلب على المعادلة الأولى، التي تقول بانَّ كرسي المحافظ في البصرة من حصة الحكيم. كسرُ العيداني للقاعدة هذه، وانتماؤه الصريح للمدينة، خارج الولاءات التقليدية، ونجاحُه في تنفيذ المشاريع التي يعمل على تنفيذها ستكون القضية المحورية في بقائه محافظاً، والتفاف البصريين حوله.

الاشهر القادمة، وما تبقى من سنوات ثلاث له قادرة على تبوؤه أعلى الرتب إذا احسن إدارة المدينة على وفق ما يخطط له، ربما تعوزه الحكمة والقدرة فالمهمة ليست باليسيرة، بوجود المتربصين به، وستظل أعين تيارات أخرى تدمع وتتطلع. واضح أن لا جهة حزبية صريحة تقف وراء كرسي العيداني اليوم، فقد جيء به كمنقذ وحيد وبارادة بصرية من قبل أعضاء المجلس، بعد الضغوط التي تعرضت لها الحكومة المحلية وزحف التظاهرات الدامية التي اندلعت والتفت حولها جماهير مختلفة تطالب بالقصاص من المحافظ السابق، النصراوي، الهارب الى إيران فاستراليا. الجماهير التي رفعت شعار (لا ب......ني ولا نصراوي ونريد حاكم بصراوي).

إذن، هي مهمة صعبة بكل تأكيد، تلك التي ستواجه العيداني، رهانها النجاح في تنفيذ المشاريع الخدمية، والشفافية في صرف المال، بعد تخطيه عقبة الحكيم وأبي كلل بقوة، أما ما هو مخبأ في خروج التيارات الأخرى فما زال بيد الغيب، ذلك لأن لعبة الكتل في العراق لا تقبل بمنطق المنقلبين عليها.