سياسيون شيعة يتحدثون عن فرضية استهداف إسرائيل للسلاح الإيراني داخل العراق

Wednesday 21st of August 2019 09:44:45 PM ,
العدد : 4492
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

لم تستبعد حتى الآن فرضية الإهمال فيما يتعلق بالتفجير الغامض الذي حدث مساء أول أمس في مخازن السلاح التابعة للحشد الشعبي في قاعدة عسكرية جنوب تكريت،

رغم أن خبر تلميحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده عن غارات شنت مؤخرا على مواقع تابعة للحشد في العراق غطت على كل الاحتمالات الأُخرى.
ولم تعلق حكومة بغداد حتى الآن على الحادث الذي جاء بعد أيام قليلة على قرار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بحظر الطيران العسكري في الأجواء العراقية وحصر الموافقات بشخصه أو من يخوله.

بالمقابل نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن نتنياهو قوله للصحفيين خلال زيارة إلى أوكرانيا يوم الاثنين الماضي، "ليس لإيران حصانة في أي مكان"، مؤكدا أن أيدي إسرائيل طويلة وستتحرك ضدها أينما تستدعي الحاجة.

وأشار إلى أن الإيرانيين يواصلون التهديد بالقضاء على إسرائيل ويبنون قواعد عسكرية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط لتحقيق هذا الهدف.

ويقول محمد البلداوي وهو نائب عن صلاح الدين في اتصال هاتفي امس مع (المدى) إن "التفجير الذي استهدف مخزن لعتاد الحشد الشعبي في البوابة الغربية لقاعدة بلد الجوية لا يبدو وانه حادث عرضي".

وجاء الحادث بعد اسبوع فقط من انفجار مماثل حصل في معسكر الصقر في جنوب بغداد، حيث استهدف مخزن عتاد لكتائب سيد الشهداء، احد فصائل الحشد الشعبي.

ويستغرب البلداوي وهو نائب عن تحالف الفتح، المظلة السياسية للحشد الشعبي، حدوث الهجوم على احد اطراف المعسكر بينما في الطرف الآخر توجد قوات امريكية.

والتفجير الاخير حدث في اكثر قاعدة عسكرية حساسة في البلاد، حيث تضم طائرات الـ(اف 16 الامريكية) التي اشتراها العراق من الولايات المتحدة، ووحدات من الدفاع الجوي ومستشارين امريكان.

وتسربت أنباء بعد الحادث عن بدء واشنطن باجلاء المستشارين من القاعدة، فيما قالت وسائل اعلام عربية ان الهجوم "اسرائيلي" باتفاق بين واشنطن وروسيا على ان لا تعلن تل ابيب مسؤوليتها عن الحادث.

ويقول النائب المقرب من الحشد، ان "الحادث الاخير هو رقم 16 من ضمن الحوادث التي استهدفت مواقع ومخازن تابعة للحشد الشعبي"، مشيرا الى ان وجود طائرات مسيرة فوق القاعدة امر روتينيا يحدث كل يوم.

أسلحة الجيران

ويلاقي "سيناريو" القصف الجوي لمخازن السلاح رواجا كبيرا في الحوادث الثلاثة التي جرت في العام الحالي، حيث تعرض معسكر للحشد في شرق تكريت الشهر الماضي الى تفجير مماثل، لكن تحقيقات الحشد قالت انه "بفعل حريق"، بينما شهد العام الماضي نحو 7 تفجيرات على اكداس تابعة للحشد ايضا، اعنفها في مدينة الصدر، ولم تكن حينها فرضية الطائرات المسيرة فكرة مقبولة.

وقال الدفاع المدني انه لا يمكن تحديد فيما لو كان الهجوم في قاعدة بلد سببه طائرة مسيرة، لكنه اكد في بيان صحفي، مساء الثلاثاء، ان ٣٠ عجلة اطفاء شاركت باخماد الحريق الذي اندلع بمخازن سلاح تابعة لفصيل كتائب الامام علي، احد تشكيلات الحشد الشعبي.

وبين الدفاع المدني انه تمكن من ابعاد خطر النيران "عن ستة مخازن على بعد ١٥ مترا من الحادث، وانقاذ صهريج وقود عدد ٢ سعة الواحد ٣٦ الف لتر".

ويستبعد النائب البلداوي تعرض قاعدة بلد الى قصف بالهاونات، مبينا ان "المنطقة المحيطة بالقاعدة العسكرية منزوعة السلاح، وبلدة يثرب القريبة من الموقع نزح سكانها بالكامل أثناء فترة احتلال داعش وعاد بعضهم مؤخرا وهم منشغلون بالزراعة الآن".

ويعتقد سياسيون شيعة، ان تل ابيب تلاحق صواريخ "باليستية" نقلتها طهران خلال العامين الماضيين الى الفصائل المسلحة بالعراق في حربها ضد واشنطن.

وفي وقت سابق، قال بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء الأسبق إنه من خلال طبيعة نيران حريق مخازن العتاد في معسكر الصقر جنوب بغداد، يظهر أن الأسلحة التي انفجرت غير اعتيادية ولا تستعملها القوات العراقية ولا حتى الحشد الشعبي.

وأضاف في تغريدته: "نعتقد أنها عبارة عن أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناء على وشاية عراقية خائنة"، في إشارة إلى إسرائيل.

بالمقابل قال النائب فائق الشيخ علي في تغريدة على تويتر، انه في حال كانت فرضية القصف الاسرائيلي صحيحة لاكداس الحشد الشعبي، فيجب تسليم "السلاح للدولة، ولنر إذا ما استمرت إسرائيل في قصفها أم لا؟". واضاف: "سلاح الحشد مُلك العراق".

قلة الخبرة

بدوره كشف سعران الاعاجيبي، وهو عضو في لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب لـ(المدى) عن بدء بدء "رئيس الوزراء باجراء جرد لجميع مخازن السلاح التابعة للحشد الشعبي والشرطة الاتحادية بعد حادثة التفجير في معسكر الصقر، جنوبي بغداد".

وقال الاعاجيبي وهو ضابط سابق، انه لا يمكن التأكد من استهداف طائرة مسيرة او عسكرية لقاعدة بلد "نحتاج الى خبراء في المتفجرات وفي الدفاع الجوي قبل ان نعطي حكما بالحادث".

وكان عبد المهدي قد اعلن قبل ايام تشكيل لجنة تحقيقية بتلك الحوادث، بينما يقول النائب الاعاجيبي ان "فرضية الاهمال وسوء خزن العتاد واردة"، مبينا ان هناك أساسيات لخزن السلاح منها "نوع الملاجئ وصلابة الجدران، ودرجة الحرارة وابتعادها بمسافات عن المدن".

واشار عضو لجنة الامن الى "احتمال عدم امتلاك فصائل الحشد لخبرة التخزين"، فيما دعا الى تدخل وزارة الدفاع والدفاع الجوي في اعادة ترتيب مخازن السلاح بطريقة مهنية.