الرئاسات وقيادات الحشد اطلعوا على نتائج التحقيق بالغارات واتفاق على التهدئة

Tuesday 27th of August 2019 08:34:17 PM ,
العدد : 4496
الصفحة : سياسية ,

بغداد/ وائل نعمة

زادت النتائج الأخيرة التي خرجت بها اجتماعات الرئاسات الثلاثة مع فصائل من الحشد الشعبي والجهات الأمنية من غموض أسباب التفجيرات الأخيرة التي حدثت في مخازن ذخيرة الحشد.

وعلى الرغم من أن بعض التسريبات كشفت عن عرض لتقرير لجنة التحقيق بتلك الحوادث في إحدى تلك الاجتماعات، والذي حدد هوية الجناة، إلا أن البيان الختامي للقاءات لم يؤكد ذلك.

وأكدت تلك الاجتماعات وجود محورين داخل الحشد الشعبي على خلفية تلك الحوادث تبين من غياب شخصيات قيادية عن اللقاء، أبرزهم نائب رئيس الحشد أبو مهدي المهندس وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي.

وركز البيان الختامي للقاء الرئاسات الثلاثة الذي جرى مساء الاثنين في بغداد، مع 5 شخصيات قيادية في الحشد الشعبي، على ضرورة "احترام الدولة" في معالجة تلك الخروق، وعدم الانجرار إلى "سياسة المحاور" في إشارة إلى الصراع الأمريكي- الإيراني.

ولم يحمل البيان أي توضيح عن أسباب حدوث تلك التفجيرات أو الجهة التي تقف وراءها، لكن أحمد الكناني وهو نائب عن تحالف الفتح، قال أمس لـ(المدى) إن "رئيس الوزراء عادل عبد المهدي عرض في الاجتماع تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في تلك الحوادث".

وبحسب الكناني إن التقرير الذي كشفت عنه بعض التسريبات التي خرجت من الاجتماع أكد أن "التفجيرات كانت قد نفذت بطائرات إسرائيلية".

بالمقابل انتقد الكناني البيان الحكومي الذي وصفه بـ"الضعيف" تجاه ما حدث من استهدافات لمخازن الحشد ومقاتليه، مطالبا الرئاسات بتصريحات أكثر وضوحاً.

اتساع الخلافات

وجاء الاجتماع والذي لحقه بعد ذلك اجتماع آخر في بغداد أيضا، ضم الرئاسات الثلاث مع قيادات الأجهزة الأمنية، بعد ساعات من مقتل مسؤول الصواريخ في كتائب حزب الله، إحدى فصائل الحشد، في هجوم مجهول غربي الأنبار.

وتسبب ذلك الحادث بزيادة الانقسام داخل مؤسسة الحشد الشعبي، التي تصر على اتهام إسرائيل بتلك الهجمات، بينما يؤكد رئيس الهيئة فالح الفياض استمرار التحقيقات بالحوادث واللجوء إلى القنوات الدبلوماسية.

وكانت وزارة الخارجية، قد أصدرت بيانا سبق لقاء الرئاسات بساعات فقط، أكدت فيه أنها ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي لمنع أي عدوان خارجي على العراق.

بيان الخارجية كان مفهوما لو أن اجتماع الرئاسات دان في النهاية أي جهة بتلك الحوادث، لكن ما جرى أن خطاب الخارجية بني على شيء غير موجود أو تغيير جرى في الساعات الأخيرة داخل اجتماع الرئاسات.

وفي كل الأحوال فان الخلافات داخل مؤسسة الحشد كانت واضحة، بعد غياب قيس الخزعلي وأبو مهدي المهندس، وممثل عن كتائب حزب الله عن الاجتماعات، واقتصر تمثيل الحشد برئيسه فالح الفياض، وزعيم تحالف الفتح هادي العامري، والأمين العام لـحركة النجباء أكرم الكعبي، ورئيس كتلة السند أحمد الأسدي، والأمين العام لـكتائب سيد الشهداء أبو ولاء الولائي، والقيادي في الفتح سامي المسعودي.

لكن النائب عن عصائب أهل الحق (صادقون) أحمد الكناني قال إن غياب تلك الجهات كان بسبب انشغالهم بأعمال أخرى. وأضاف: "كان هناك من يمثلهم في اجتماع الرئاسات".

وكان قيس الخزعلي، قد قال قبل أيام إنه ينتظر القيادة العسكرية لمعرفة نتائج التحقيقات بتلك الحوادث، لكنه أيضا حذر من "تجاهل توقعات المهندس"، في إشارة إلى بيان نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس الأخير، والذي تحدث فيه عن تورط إسرائيل بالهجمات.

توصيات الصدر

بالمقابل حذر سعد مايع الحلفي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان من استمرار الخلافات داخل القوى السياسية والفصائل التابعة للحشد.

وقال الحلفي وهو نائب عن كتلة سائرون المحسوبة على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تصريح لـ(المدى) إن "تلك الخلافات ستزيد من حالة التشظي ولن تمنع من تكرار تلك الحوادث الأمنية".

وكان الصدر قد قدم عدة توصيات تتفق مع توجهات الحكومة وتختلف مع بعض فصائل الحشد - كانت أكثر وضوحا من بيان الرئاسات- لتجنب حدوث تفجيرات جديدة، رغم أنها أيضا لم تتهم جهة بعينها بالوقوف وراء تلك الأحداث.

وقال الصدر في بيان نشره عبر تويتر "إنني على يقين من أنه (العدو الصهيوني) لا يقدم على هذه الخطوة أو الخطوات فهو يعلم أن الرد سيكون مزلزلا لأمنه ونفوذه، فالصهاينة يعلمون أن نهايتهم من العراق، ومعه فلن يزجوا أنفسهم في هذه اللعبة التي هي أكبر منهم".

وحث الصدر الحكومة على "الإسراع بالتحقق من الأمر، ولو بإشراف دولي، فإن ثبت جرمهم وإرهابهم، فعلى الجميع التحلي بالصبر وعدم التفرد بالقرار، فإن العراق ما عاد يحتمل مثل هذه التصرفات الرعناء".

كما دعا إلى حماية الحدود، لاسيما مع الجارة سوريا، مجددا الدعوة لانسحاب كامل الفصائل الشيعية العراقية من الأراضي السورية. وتسليم السلاح إلى الدولة.

ويقول النائب الحلفي عن تلك التوصيات، بأنها "خارطة طريق وحلول جذرية للمشكلة"، مبينا أن بعضا من تلك المقترحات "متفق عليها مع بعض الأطراف السياسية والحكومة" التي بدأت منذ أيام بعمليات جرد وتفتيش لمخازن الحشد.