4 عمليات عسكرية تطهر 325 ألف كم وتطيح بـ 59 داعشيا خلال شهر

Wednesday 28th of August 2019 08:53:24 PM ,
العدد : 4497
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

انتهت اول امس الثلاثاء، الحملة الرابعة من سلسلة عمليات ارادة النصر التي اعلنت الحكومة عن انطلاقها الشهر الماضي،

 

لملاحقة فلول داعش في المناطق النائية الصحراوية. ووفق بيانات عسكرية، فان نتائج الصفحات الاربعة من العمليات التي بدأت من شمال بغداد الى غربها، اسفرت عن مقتل 15 مسلحا واعتقال 44.

ونفذت العمليات الاربعة في مساحة تصل الى نحو 325 الف كم مربع، طهرت خلالها اكثر من 150 قرية. بالمقابل تقول تقارير امنية محلية ودولية ان المجاميع المنفردة لتنظيم داعش والتي انتشرت في صحراء الانبار، عقب اعلان التحرير نهاية 2017، باتت تقترب من اعادة لملمة شتاتها بشكل تدريجي، لكنها قد تحتاج الى المزيد من الوقت لتحقيق ذلك. التنظيم الذي خرج من تحت عباءة "القاعدة" بعد القضاء عليه تماما في العراق في 2009، يعتمد سياسة "النفس الطويل" في تحقيق اهدافه. استمر داعش لسنوات مختبئا في الصحراء حتى ظهر بشكل علني في نهاية 2013. ويستطيع عناصر التنظيم، بحسب مصادر امنية، التأقلم بشكل سريع مع الظروف المناخية والجغرافية الصعبة، كما يملكون خبرة في انشاء الانفاق واخفاء الاسلحة وحتى الدراجات النارية تحت الارض لاستخدامها للتنقل بين المناطق دون اثارة الشبهات. وكشفت العمليات الثلاثة السابقة ضمن (ارادة النصر) عن وجود مضافات فيها مولدات كهرباء ومطاحن لطحن الحبوب، فيما اتضح وجود اتصالات مع البدو لتوفير المعلومات والحصول على الوقود والطعام.

مصير المسلحين

ويقول حاكم الزاملي، وهو رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق، في تصريحات قبل أيام، إن هناك 3 آلاف مسلح يتجولون في المناطق الصحراوية وقرب الحدود مع سوريا.

لكن مصادر (المدى) الأمنية، تقول إن تلك الأعداد مبالغ بها، وإن الارقام قد تصل الى 1000 مسلح على اعلى تقدير. وتعمل القوات الامنية، بحسب المصادر نفسها، على اتباع سياسة تمنع من خلالها بقايا "داعش" من التجمع في المناطق البعيدة، وتدمر كل الامكانيات التي تسمح بذلك المخطط منها تفجير المضافات، وان يكن عدد المقتولين من المسلحين غير كبير.

ويقول احمد المحلاوي، قائممقام القائم الحدودية مع سوريا، في اتصال امس مع (المدى) إن "الاعداد الصغيرة التي يتم قتلها هي بسبب انقسام المسلحين في الصحراء الى مجاميع منفردة".

وبحسب المصادر ان وادي حوران مثلا في غرب الانبار، يضم نحو 20 مجموعة، كل مجموعة تضم 5 افراد على الاقل. واعلن الحشد الشعبي، في بيانات امس، انه استطاع خلال مشاركته في المرحلة الرابعة لارادة النصر والتي انطلقت قبل 5 ايام في غرب الابنار، "تطويق وادي حوران" بـ360 درجة. بالمقابل يقول احمد المحلاوي انه "لا يمكن السيطرة على الوادي في 4 ايام.. المكان واسع جدا ويحتاج الى وقت اطول".

ويمتد الوادي الذي يرتبط مع ثلاث دول مجاورة، بمسافة تمتد الى 400 كم داخل الحدود العراقية، فيما يضم مناطق وعرة. واعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير رشيد يارالله في بيان الثلاثاء الماضي، عن "اكتمال المرحلة الرابعة من عملية إرادة النصر والتي استمرت للفترة من الـ24 آب الحالي ولغاية الـ27 من آب الحالي". وبين يار الله ان العملية "تضمنت تفتيش وتطهير المناطق ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الانبار في مناطق شمال الخط السريع (شمال الكيلو 70– شمال الكيلو 160 - المرصنات – الكعرة – الحسينيات – وادي حوران والمناطق ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الجزيرة جنوب نهر الفرات وحتى الحدود الفاصلة مع قطعات عمليات الانبار جنوبا لتأمين الاستقرار الكامل في جميع المناطق المحددة". واشار البيان الى "قتل ارهابيين اثنين والقاء القبض على 6 آخرين، وتدمير 6 انفاق و25 وكرا، والعثور على مفرزة طبية، و22 عبوة ناسفة وتفجير 31 عبوة اخرى، و19 حزاما ناسفا و6 اسلحة مختلفة وجليكان، وقد بلغ عدد القرى التي تم تفتيشها 16 قرية".

تكنولوجيا الحرب 

من جهته يقول فرحان الدليمي عضو مجلس محافظة الانبار في تصريح امس لـ(المدى) ان "عمليات التفتيش لا يمكن لوحدها ان تسيطر على الصحراء او تمنع عودة المسلحين من جديد".

ويتفق الدليمي مع ما قاله رئيس الحكومة عادل عبد المهدي حين زار الانبار مع بداية انطلاق الحملة الاخيرة الاحد الماضي، واعتبر خلالها انه عملية السيطرة على الانبار "ليست صعبة" مشترطا "اعتماد التكنولوجيا الحديثة أثناء المدة المقبلة بشكل أكبر ومراقبة العجلات إلكترونيا". وما زال العراق يعتمد بشكل كلي، بحسب مسؤولين، على الإمكانيات التي يقدمها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث شارك طيران التحالف وفق بيان العمليات المشتركة في الصفحات الأربعة لحملة "إرادة النصر" بـ 166 طلعة.

ويقول فرحان الدليمي ان "داعش ما زال قادرا على التحرك في الصحراء ويعتمد على رعاة الغنم في الحصول على الاموال والمعلومات"، مبينا ان الطائرات المسيرة وكاميرات المراقبة ستمكن الجيش من امساك الصحراء بشكل افضل.