تفجيرات البو كمال تؤجل افتتاح منفذ القائم إلى إشعار آخر وتعطل طريق طهران- بيروت

Wednesday 11th of September 2019 09:14:45 PM ,
العدد : 4505
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

أرجأت السلطات العراقية افتتاح منفذ القائم الحدودي مع سوريا إلى "إشعار آخر" بعد سلسلة من التفجيرات التي استهدفت مواقع للحشد الشعبي في الجانب السوري قرب المعبر.

وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل افتتاح المعبر، فيما تقول الرواية الرسمية إن الأسباب "لوجستية" خصوصا وأن المنفذ كان قد تعرض لدمار كامل أثناء سيطرة داعش على القائم قبل 5 سنوات.

وتتداول الأوساط في الانبار منذ عدة اشهر، انباء عن ضغط سوري لاعادة افتتاح المعبر لوجود مخطط لانشاء طريق ستراتيجي يربط بين طهران ودمشق وبيروت، قد يمر بالقائم.

وتؤكد مصادر (المدى) في المحافظة الغربية ان دمشق تستعجل بغداد لاعادة افتتاح معبر "البو كمال" - وهي تسمية منفذ القائم من الجهة السورية - لـ"عودة التبادل التجاري بين البلدين".

وكان حجم التبادل التجاري بين سوريا والعراق قد بلغ قبل اندلاع الأزمة السورية قبل 5 سنوات قرابة 3.5 مليار دولار، شكلت صادرات سوريا إلى العراق معظمها.

واستنادا لقائممقام القائم احمد المحلاوي، فان الموعد الرسمي لافتتاح منفذ القائم كان في الاول من ايلول الماضي، لكن تم تأجيله بعد ذلك أسبوع.

ويضيف المحلاوي في اتصال هاتفي مع (المدى): "بعد الاسبوع جرى تأجيل الافتتاح الى إشعار آخر"، مرجحا ان يكون السبب هو التفجيرات التي جرت قبل ايام في منطقة البو كمال التي تبعد نحو 4 كم عن الاراضي العراقية.

ويؤكد المحلاوي، قائممقام القائم، ان تلك الاحداث التي جرت في البو كمال "قد تعطل افتتاح المنفذ لانه سيعتبر موقعا خطيرا بالنسبة لمرور الشاحنات".

وكان تأخير افتتاح المنفذ قبل حادثة البو كمال، وفق ما يقوله المسؤول المحلي: "لعدم اكتمال الاجراءات الفنية".

واعادت الحكومة في الشهرين الماضيين بناء المنفذ الذي دمر "داعش" كل مبانيه، بطريقة انشاء الكرفانات، فيما لايعرف حتى الان من الجهات التي ستكلف بحمايته.

ويقول المحلاوي ان "هناك افواجا من الجيش (الفرقة 8) وتم طلب سريتين اضافيتين من قيادة عمليات الجزيرة لكنها لم تصل حتى الآن".

تفجيرات البو كمال

وسمعت يوم الاحد الماضي، اصوات 3 انفجارات في منطقة البو كمال. وبحسب مصادر (المدى) في القائم القريبة من مكان الانفجار فان "التفجيرات استهدفت مواقع تابعة للحشد الشعبي في سوريا".

ولم يعلق اي طرف عراقي او مسؤول في الفصائل المسلحة حتى الان على الهجوم.

وترفض الحكومة العراقية، بحسب بيانات رسمية، اي عراقي يقاتل خارج حدود البلاد، فيما تطلق بعض قيادات الحشد الشعبي على تلك العناصر التابعة لها بـ"فصائل المقاومة" التي تعمل خارج اطار الحشد.

وكان فصيل كتائب سيد الشهداء، احد تشكيلات الحشد الشعبي -الذي دمرت مخازنه في الشهر الماضي في معسكر الصقر بهجوم مجهول جنوب بغداد- قد تعرض لقصف في آب 2017 على الحدود السورية.

وقالت "سيد الشهداء" وقتذاك إن مقاتليها "تعرضوا لقصف شديد عند الحدود وفي الجهة المقابلة للانبار، الأمر الذّي أدى إِلى سقوط أعداد كبيرة منَ الشّهداء والجرحَى". وحملت الجيشَ الأمريكيّ حينها "عواقبَ هذَا العملِ"، وقالت إنها "لَنْ تسكتَ عنهُ".

وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، في ذلك الوقت، إن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن "لا تملك صلاحيات تنفيذ ضربات دون موافقة الحكومة المركزية".

ووفق المصادر ذاتها في الانبار، فان الهجوم اسفر عن استهداف مقر جديد للحشد في الاراضي السورية، واسفر ايضا عن مقتل واصابة اكثر من 40 عنصرا تابعين لحركتي "النجباء" و"الابدال".

وكان تقرير لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية قد كشف في وقت سابق، عن تعزيز إيران لوجودها العسكري في سوريا من خلال قاعدة عسكرية سرية جديدة في منطقة البوكمال.

واعتمدت "فوكس نيوز" في تقريرها على تحليلات صور التقطتها شركة "ISI" التي تمتلك خدمة أقمار اصطناعية مدنية، إضافة إلى معلومات استخباراتية تشير إلى أن إيران ستأوي آلاف الجنود والقوات التابعة لها في القاعدة.

وأشار التقرير إلى أن هذه ستكون من أكبر القواعد التي تبنيها إيران في سوريا وسيطلق عليها اسم قاعدة "الإمام علي"، ووافقت على إنشائها المرجعيات العليا في طهران، وفق ما قالته الشبكة.

مخازن العشائر

وبعد يوم واحد من تفجيرات "البو كمال" اندلع حريق داخل مخزن عتاد تابع للحشد العشائري (ضمن هيئة الحشد الشعبي) في المعمورة جنوب مدينة هيت غرب الانبار.

وانطلقت الصورايخ بسبب الانفجار باتجاه الصحراء، فيما يقول فرحان الدليمي، عضو مجلس محافظة الانبار لـ(المدى) انه "لم تسجل اي اصابات بالحادث".

ودارت ترجيحات بان الهجوم قد يكون مدبرا، او كما جرى في التفجيرات السابقة التي استهدفت ترسانة الحشد في بغداد وصلاح الدين.

ويقول الدليمي ان التحقيقات الاولية بالحادث تقول ان سبب الانفجار تماس كهربائي "لكن حجم الدمار الذي جرى في الموقع جعلنا نشك بان الامر مدبر وبان صاروخاً او طائرة مسيرة قد استهدفت المخزن".