العمود الثامن: أنا والفيسبوك وجيوش السيدة

Wednesday 11th of September 2019 09:43:24 PM ,
العدد : 4505
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

لا أعرف ما هي المعايير التي يحدد وفقا لها السادة أصحاب موقع الفيسبوك ما يصلح للنشر، وما لا يصلح، فقد عشت تجربة مريرة مع الفيسبوك

بعد أن تعرضت صفحتي للحجب، وباءت بالفشل كل محاولاتي لاستعادتها، وقد صرت اقتنع أن الفيسبوك يتحرك بالمنع والحظر وفق ما يمليه عليه سياسيونا الأشاوس .

على مدار الأسابيع الماضية، فاجأني الفيسبوك بقرار إصدار حكم الإعدام على صفحتي، بدعوى أنني أخالف سياسات النشر في الموقع، وليست مصادفة أن كل منشوراتي التي زعل عليها السيد مارك زوكربيرغ ، تتحدث عن الفساد والمفسدين في بلاد الرافدين.. ولهذا قررت إدارة الفيسبوك اعتباري مشاغبا وخارجا على القانون، لأنني ألاحق السيدة حنان الفتلاوي، وأسخر من منجزات نوري المالكي، ولا أستسيغ أشعار "صنّاجة العرب" محمود المشهداني، وأناصب تكنوقراط الكربولي العداء.. وعلى ضوء ذلك تم اعتباري مارقًا ومخالفًا لأصول الضيافة الفيسبوكية .

كيف يسقط كبار الساسة في أوروبا وأمريكا ويذرفون الدموع أمام الفضائيات؟ بسلاح اسمه الإعلام، وليس بإنشاء جيوش إلكترونية امتلأت بها صفحات الفيسبوك، وكان أبرزها في الوقت الحاضر جيش تابع للسيدة حنان الفتلاوي، ومن لا يصدق أحيله إلى تقرير نشره موقع " ناس " تحدث عن عن وجود عدة صفحات وهمية تديرها مجموعة تابعة للفتلاوي، دون أن ينتفض السيد مارك ويحاول أن يحذفها مثلما فعل مع العبد الفقير لله. 

للأسف بعد 16 سنة من سرقة ثروات البلاد، والخراب وفقدان الأمن والأمان يريدون منا أن نقول للص والانتهازي والمزور والمرتشي سمعا وطاعة.. وغير ذلك فان الجميع عملاء مشاغبون .. يريدون منا طاعة عمياء للصوص والمستبدين باسم الدفاع عن معايير الفيسبوك .

لأعترف وأقولها بصوت عال، نعم أنا مشاغب وأنفذ أجندات خارجية ما دام الدفاع عن كرامة الإنسان يعتبر خيانة، وفضح الفاسدين عمالة للأجنبي، ومادمت أكتب مقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية وغياب الأمن والرشوة والفساد، وأرفض دولة القطيع.

نعم اعترف بأنني عميل لهذا الوطن، أرفض الولاء للمستبدين.. عميل ومخرب لأنني لا أريد لقطاع الطرق من صبيان السياسة وأمراء الطوائف أن يسرقوا فرحة العراقيين بالتغيير والعيش في ظل دولة المواطن، لا دولة الحاكم بأمر الله.

يريد منا "فيسبوك" أن نزيف الحقائق، أو نكتب عن الجنة الموعودة في العراق، كي نفوز برضاه ونصبح في عينيه بشرًا صالحين للكتابة والقول والتعبير عن الآراء، على الرغم من مزاعم الموقع أنه يحمي حرية التفكير والتعبير، ويحارب من أجلها. غير أن الواقع يكشف عن حقيقة تقول إن "فيسبوك" محكوم بمفاهيم الجيوش الإلكترونية التي يفرضها على مستخدميه ، ومن يخرج عنها يطرد من جنته.