سائرون والحكمة تصطفان ضد العيداني: البرلمان أو منصب محافظ البصرة

Monday 23rd of September 2019 08:49:14 PM ,
العدد : 4513
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

مر أكثـر من عام على انعقاد اول جلسة للبرلمان فيما لا يزال فائزون في الانتخابات التشريعية يضعون قدما داخل المجلس

واخرى في مناصب تنفيذية مثل محافظ البصرة اسعد العيداني الذي فاز بمقعد عن ائتلاف حيدر العبادي (النصر).

ومنذ ذلك الوقت يصر العيداني على تشويش معارضيه عبر تصريحات مراوغة، بحسب منتقديه، وبمواقف سياسية متقلبة وفرت له فرصة البقاء في منصبين، بالمقابل كانت بعض الاحداث التي جرت في البصرة قد خدمته بالصدفة ومنها ما حدث مؤخرا في قضية رفع التجاوزات.

انتخب العيداني محافظا للبصرة في وقت ملتبس، حيث كان تيار الحكمة -الذي قال بعد انتخاب العيداني إن الأخير هو مرشحه – يتعرض لانتقادات شديدة على اثر هروب المحافظ السابق ماجد النصراوي (مرشح التيار) في ظروف غامضة.

وقدم العيداني وهو مهندس، اثناء اختياره للمنصب قبل اكثر من عامين، نفسه باعتباره عضواً في حزب المؤتمر الوطني، قبل ان يزعم الحكمة بانه من رشحه للموقع، فيما كان العيداني قد رشح في انتخابات 2014 عن دولة القانون.

وفي صيف 2018، خلال ذروة التظاهرات في البصرة، حاول رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي وزعيم كتلة العيداني الانتخابية، ان يحمل الاخير جزءاً مما يجري في المحافظة، لكن المحافظ حينها تملص بذكاء وغازل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قبل ان يصطف مؤخرا مع تحالف الفتح.

ودفع العبادي، وحيدا، بعد ذلك ثمن خراب البصرة التي شهدت في ذلك الصيف اعمال عنف وحرق مقرات للاحزاب ومنها القنصلية الايرانية، بالمقابل استمر العيداني في منصبه ومحافظا على كرسيه في البرلمان الذي بدأ مؤخرا، تحالف سائرون باتفاق غير معلن مع "الحكمة" بمحاولة هزه. واعلن رامي السكيني، وهو نائب عن سائرون في البصرة، قبل ايام انه قدم طلبا لرئاسة مجلس النواب "لحسم الموقف القانوني لمحافظ البصرة اسعد العيداني، إما البقاء بمنصبه كمحافظ أو الذهاب إلى البرلمان"، وهو طلب ايده المستشار القانوني لمجلس النواب صباح الموسوي قبل يومين وطالب العيداني ان يعلم "رئيس مجلس النواب خطيا بموقفه الوظيفي، اما محافظا لمحافظة البصرة، او تفرغه لعضوية مجلس النواب والاستقالة من منصب المحافظ".

ويعترف تيار الحكمة بأن منصب المحافظ من حصته، لكن كان من الغريب ان يقوم "سائرون" بتلك المهمة بدلا عن الاول، الا اذا عرفنا وبحسب مصادر من "الحكمة" تحدثت لـ(المدى)، بان الطرفين "يتفقان" في بعض النقاط مثل قضية العيداني، رغم انهما يبدوان مختلفين في موقفهما من الحكومة، باعتبار تيار عمار الحكيم اخذ صوب المعارضة.

السكيني خلال مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب عن قضية محافظ البصرة قال إن التمثيل النيابي لمحافظة البصرة 25 نائبا لكن مضى أكثر من عام على السنة التشريعية الرابعة ونجد أن تمثيل محافظه البصرة 24 نائبا فقط وهذا يعتبر بخسا بحق البصرة.

بديل العيداني

ومن المفترض – في حال تخلى العيداني عن مقعده في البرلمان- فان النائب السابق وعضو حزب الدعوة عامر الخزاعي يصبح بديله، حيث ان الاخير هو اعلى الخاسرين في ائتلاف النصر في البصرة بـ3883 صوتا مقابل 6133 صوتا للعيداني.

بدوره قال صفاء الغانم، وهو نائب عن البصرة في تحالف القوى العراقية، في اتصال مع (المدى) امس ان "حسم وضع العيداني سيأخذ وقتاً طويلاً لانتهاء الاجراءات".

واضاف ان "القضية الآن بين مجلس النواب والمحكمة الاتحادية"، مطالبا في الوقت نفسه ان يطبق هذا الاجراء على بقية النواب الذين لم يؤدوا اليمن الدستورية.

وما زال بعض النواب، ابرزهم حيدر العبادي ونوري المالكي لم يؤدوا اليمين الدستورية.

وكانت المحكمة الاتحادية قد ردت في وقت سابق دعوى قضائية لإقالة العبادي من البرلمان بسبب عدم تأديته اليمين الدستورية على الرغم من مرور اكثر من عام على انعقاد المجلس، واكدت انه لا يوجد سند قانوني لاستبدال النائب الغائب قبل حلف اليمين.

والى جانب هؤلاء النواب المتغيبين، ما زال محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، الذي تنطبق حالته على حالة العيداني، في منصبه رغم فوزه بالانتخابات. ويستثمر الجبوري، بحسب مسؤولين في كركوك، حالة الانقسام الشديدة داخل المحافظة والشلل السياسي بسبب احداث "اكتوبر 2017" للاحتفاظ بمنصبه.

مصادفات وأحداث

ولأسباب مقاربة من كركوك، حفظت للعيداني منصبه، مثل التظاهرات التي جرت قبل اشهر ضد مجلس المحافظة فيما كان الاخير يستعد لاستجواب العيداني، والتي قال ناشطون في البصرة وقتها، إنها خدمت المحافظ بـ"الصدفة" ولم يكن مخطط لها ان تحدث في هذا التوقيت.

ومؤخرا زاد رصيد المحافظ مع اعلانه "الحرب" على تجاوزات المباني، وتحميله "الوافدين" في اشارة الى القادمين من المحافظات او دول اخرى للعمل في البصرة، مسؤولية تخريب المحافظة.

ويقول عضو في مجلس محافظة البصرة لـ(المدى) طلب عدم نشر اسمه، ان "الحملة ضد التجاوزات سترفع رصيد العيداني كما رفعت صولة الفرسان في 2008 من رصيد نوري المالكي".

ويضيف المسؤول ان العيداني ما زال يحترف التقلب في تبعيته السياسية "فقد احتمى قبل اشهر باحد القيادات الكبيرة في الحشد الشعبي (لم يكشف اسمه) واليوم اصطف مع رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي". ولا يعرف المسؤول المحلي ماهي المصالح التي تجمع العيداني بتلك الجهات. 

وكان العيداني قد كشف منتصف ايلول الجاري، انه تعرضه لتهديد قادم من إيران لإجباره على إيقاف حملة إزالة التجاوزات.

وقبل ذلك رد العيداني بشكل ملتوٍ على مجلس المحافظة حين طالبه بحسم قرار بقائه كمحافظ او نائب، وقال حينها انه "متمسك بمنصبه كمحافظ"، فيما دعا المجلس الى سؤال مجلس النواب بشأن مقعده.

من جهته يقول امين وهب وهو رئيس تيار الحكمة في البصرة في تصريح لـ(المدى) ان "العيداني مشغول بالسفر خارج العراق وترك المشاريع الخدمية التي صادق عليها المجلس منذ اشهر دون تنفيذ".

واضاف وهب ان المحافظ "لم يتقدم خطوة واحدة في العمل بمئات المشاريع الخدمية في مجال الطرق والجسور وتوفير المياه العذبة".

واكد رئيس تيار الحكمة ان حزبه الذي يعد منذ اشهر لائحة بالاتهامات التي ستوجه للاخير "ما زال يحاول جمع الاصوات اللازمة داخل مجلس البصرة لاستجواب المحافظ"، الا انه قال ان بعض الاعضاء "مترددين" لاسباب لم يذكرها.