ضد التيار..

Saturday 28th of September 2019 06:19:50 PM ,
العدد : 4516
الصفحة : آراء وأفكار ,

 حسين العادلي

• الحاكم لدينا نصف (إله)، والجاهل عندنا نصف (إله)!! الحاكم ينصّب نفسه مقياساً للحق، والجاهل ينصّب نفسه مقياساً للحقيقة..

والطامة عندما يجتمع النصفان: حاكم مسكون بوهم الحق وجاهل مسكون بوهم الحقيقة،.. هنا يكتمل (إله) الخراب وتضيع مفاتيح الحلول.. فلا حاكم راشد ولا محكوم مسترشد!!

• تختلف وجوه الثوار ووجوه الحكّام تتشابه،.. يا لشقاء القيم عندما تركع أمام الإمتياز، ويا لفجيعة المبادئ عندما تتهاوى عند عتبة السلطة!!.. السلطة مقبرة الآيديولوجيات.

• حتى لو شيدت للعبد قصراً للحرية فسيظل يحن إلى الزريبة!! إنَّ زرائب العبيد ممالك الطغاة وجنان المحتالين!! ما لم نتحرر من ثقافة التلقين والتدجين والطاعة العمياء.. فلا حرية للعقل ولا تحرير للإرادة.

• لا يحتاج المال إلى لسان أو حُجة، وإذا ما تكلم أخرس الصدق ودحر الحقيقة!! يا لشقاء الإستقامة قبال سلطان المال!!

• يريدك الآيديولوجي وعاءً والكهنوتي مطيعاً والسياسي مطيةً.. فممالكهم تأبى الأحرار، أحرار العقول والإرادة والقرار.

• يُسمى اللص لصاً لسرقته محفظة.. تُرى، كيف نُسمّي مَن يسرق أوطاناً وآمالا!!.. مَن يسرق وطنه كمن يقتلع شجرته ليأكل ثمارها.. !! ما أغباه وأوسخ معدنه.

• شعوب البطون تطلب علفاً وشعوب الإرادة تطلب حريةً،.. شعوب العلف أفواه، وشعوب الإرادة عزم،.. الإرادة بوصلة مستقبل، هي مطرقة تصميم وأجنحة تفوّق.. إنما الشعوب إرادة.

• للمجتمع سلطاته، إنْ تخلى عنها ذل وهان وسُحق،.. والشعب الذي لا يطالب ويراقب ويحاسب.. يموت.

• السلطة لا تغيّر بل تُسقط الأقنعة، إنها القوة التي تُظهر الوجوه على حقيقتها،.. والسياسيون ثلاثة: سياسي ثوري وسياسي تاجر وسياسي مهنة، الثوري يرى بعين القيم، والتاجر يرى بعين المصلحة، والمهني يرى بعين الوظيفة،.. الأول أخلاقي والثاني انتهازي والثالث أجير.

• أمّة الشعارات أمّة حُنجرة، وأمّة الأفكار أمّة عقل،.. الشعار يبداً كبيراً وينتهي صغيراً، والفكرة تبدأ صغيرة وتنتهي كبيرة،.. إنما نحن فكرة ولسنا بحنجرة.

• ليس أخطر من التفكير بأزمنة التدجين،.. التفكير ثورة ضد الساكن والموروث والمألوف.

• هناك مَن يقرأ التاريخ بعينه، وهناك مَن يقرأ التاريخ بعقله.. الأول سيحكمه الماضي، والثاني سيحكم الحاضر،.. ويا لشقاء الحاضر عندما يحكمه التاريخ الميت.

• يحاول المتشاطر ستر خطاياه!! يا شاطر: الخطايا خُلقت عارية، وستبقى عارية.

• لا توفر الوعود خبزاً، والبطون الجائعة لا آذان لها.

• طالب السلطة شحاذ دوماً، طالب السلطة عبد وإن تجبّر.

• تتسخ العقول كما تتسخ الأقدام،.. وغسول العقول هي الأسئلة،.. إنما نحن معنى يتجدد بالأسئلة.. لسنا مقابر أجوبة.. الأسئلة تخلق أحراراً، والأجوبة تخلق قطيعا.

• النخبة المتشدقة كالطبل، وأفضل الطبول كبير الجوف.. صوتها يرن بالأرجاء، وعندما تصل إليها يبتلعك الفراغ!!.. النخبة الصَّلدة مركز ثقل الشعب، وكلما رأيت شعباً ميتاً فزر مدافن النخب،... النخبة تحتاج إلى نخبة!! 

• لو كان للذنوب روائح، لما تشدّق المتشدّقون.. ليت الخطايا تفوح.

• وأنا على مشارف الستين، أحن إلى عهد الطفولة!! ولو كان الأمر بيدي لأدخلت الكبار في مدارس الطفولة... فأخطاء الطفولة تعلّم وأخطاء الكبار تأسيس،.. الطفولة تكتب بقلم رصاص والكبار يكتبون ببندقية رصاص!! أخطاء الطفولة تُمحى وأخطاء الكبار تبقى!!.. ليت الطفولة تدووووم.