تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن يضع بغداد بين فكي كماشة

Monday 7th of October 2019 07:43:50 PM ,
العدد : 4521
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد

منذ انسحابه من الاتفاق النووي مع ايران، يسعى الرئيس الاميركي ترامب الى عزل طهران عالميا على أمل اجبارها بالتخلي عن دعمها لمجاميع مسلحة وتطويرها للصواريخ من بين اشياء اخرى.

وكانت ايران قد اشارت الى رغبة بالدخول في مباحثات مع الولايات المتحدة فقط في حال عودة واشنطن لبنود الاتفاق النووي، وهو أمر قد نوه عنه ترامب سابقا بانه لن يفعله .

وتؤثر التوترات بين واشنطن وطهران على الوضع في العراق حيث ان الاخير مازال صديق الدولتين المتخاصمتين، بحسب مجلة نيوزويك الأميركية.

وتعهدت ايران بتقديم مزيد من الدعم في مجال اعادة اعمار العراق حال اعلان البلد الجار رسميا اعادة افتتاح معبر القائم الحدودي مع سوريا التي تضررت ايضا بسبب المعارك وتعتبر حليفا مشتركا لطهران وبغداد .

وخلال احتفال رسمي لاستذكار وتأبين الذين استشهدوا في الحرب التي شنها العراق ضد تنظيم داعش، كرر السفير الايراني ايرج مسجدي، دور بلاده بانها "كانت دائما وما تزال تدعم سيادة العراق الوطنية ووحدة اراضيه."

من جانب آخر اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاقليميين ايران بممارسة نفوذها في العراق وهو أمر نفته طهران في وقت تواجه فيه حملة عقوبات اقتصادية عنيفة وعزلة سياسية من واشنطن .

وخاطب مسجدي تجمعا من الناس في مدينة الحلة بمحافظة بابل وفق ما اوردته وكالة الانباء الرسمية لإيران قائلا "هبت إيران لمساعدة اشقائها العراقيين في احلك ظروف الحرب ضد داعش، وهي اليوم تؤكد أنها ستكون مع الشعب والحكومة العراقية في مرحلة اعادة البناء والاعمار ." واتهم مسجدي الرئيس الاميركي دونالد ترامب واسرائيل بمحاولتهم ثني ايران واخضاعها، مضيفا بقوله "ولكن شعبنا وبمقاومته تحت قيادة المرشد الاعلى أحبط هذه الضغوط، واليوم تتوسل الولايات المتحدة لاجراء مفاوضات مع إيران." حتى مع وجود هذه التقييدات الشديدة، شهدت ايران بعض النجاح في بناء علاقات اقليمية خصوصا مع العراق. ورغم الخلاف بين واشنطن وطهران فقد تقدم كلاهما لدعم جهود العراق في محاربته لتنظيم داعش. ولكن حال انتقال داعش لسوريا فان واشنطن وقفت مع المعارضة ضد الرئيس السوري الاسد في حين وقفت طهران بمساندتها قوات الجيش السوري حيث كان يسعى ترامب الى كبح نفوذ ايران في هذا البلد وقطع اسنادها للمجاميع المسلحة هناك .

وبينما تستمر واشنطن بدعوتها لمغادرة الرئيس السوري بشار الاسد، فان بغداد وسعت تعاونها مع دمشق واجتمع البلدان مؤخرا يوم الاثنين لاعادة افتتاح المعبر الحدودي بين بلدة البوكمال السورية ومدينة القائم الحدودية العراقية. وزير الداخلية السوري محمد خالد الرحمون قال ان "هذا الحدث يمثل انتصارات شعبينا ضد المجاميع المسلحة الارهابية بكل اسمائها وخصوصا تنظيم داعش الارهابي" . في اليوم التالي كتبت الحكومة العراقية على موقعها الرسمي في تويتر رسالتها الخاصة التي تقول: "كجزء من سياسة الحكومة العراقية لتعزيز الروابط مع دول الجوار، فان العراق يعيد رسميا افتتاح معبره الحدودي في القائم مع سوريا بعد خمس سنوات من الاغلاق معيدين بذلك مركز نقل بري مهم للمسافرين والبضائع ." وكان العراق قد دعا ايضا الى اعادة عضوية سوريا في الجامعة العربية عقب تعليقها في العام 2011 بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الانسان، وهو التماس ايده اعضاء آخرون ولكنه لم يحظ بالموافقة بسبب الضغط الاميركي .