جائزة نوّار الثالثة.. ارتباط بمسيرة الإبداع العراقي

Monday 7th of October 2019 08:25:08 PM ,
العدد : 4523
الصفحة : عام ,

د. ضياء نافع

جائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي هي الجائزة الأولى في سلسلة هذه الجوائز , التي تحمل اسم نوّار( الراحل الذي لم يرحل ) باعتباره ابن العراق وابن روسيا معاً .

فاز بهذه الجائزة في دورتها الأولى السيد بوغدانوف نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية ( انظر مقالتنا بعنوان – بوغدانوف يفوز بجائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي ) , وكان ذلك في العام 2018 , و في الذكرى الرابعة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية العراقية – الروسية , أمّا في العام 2019 , عندما احتفل الجانبان العراقي والروسي بالذكرى اليوبيلية ( 75 سنة ) على إقامة تلك العلاقات , فقد قررت لجنة جائزة نوّار منح جائزتين بدلاً من جائزة واحدة تحية لهذه الذكرى اليوبيلية , جائزة للعراق (ويستلمها سفير العراق في روسيا السيد حيدر العذاري) , وجائزة لروسيا (و يستلمها سفير روسيا في العراق السيد مكسيم مكسيموف) . الجائزة الثانية في سلسلة هذه الجوائز هي جائزة نوّار للمترجمين العراقيين عن الروسية , والتي تحمل اسم نوّار باعتباره ابن الثقافتين العربية والروسية , وثنائية الثقافتين هذه تحتاج الى تعزيز حركة الترجمة بينهما وتوسيعها . فاز بهذه الجائزة بدورتها الأولى (2019 ) المترجم العراقي الدكتور تحسين رزاق عزيز , رئيس تحرير المجلة العراقية العريقة (الثقافة الاجنبية) التي تصدرها وزارة الثقافة في العراق .

جائزة نوّار الثالثة في سلسلة هذه الجوائز ترتبط بمدرسة الموسيقى والباليه العراقية , وذلك لأن نوّار هو خريج هذه المدرسة الفريدة في العراق , المدرسة التي تأسست في بغداد العام 1968 , وكان من المفروض أن تكون لديها بعض الفروع في المدن العراقية الأخرى , ولكن ذلك لم يحدث – مع الأسف الشديد – نتيجة عوامل عديدة . مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد ترتبط أيضاً بالعلاقات العراقية – الروسية , إذ أن هذه العلاقات هي التي منحت الكوادر التدريسية الفنية لها من المدرسين الروس في الموسيقى والباليه , ومن الخريجين العراقيين , الذين درسوا في الجامعات الروسية . إن مدرسة الموسيقى والباليه في العراق تذكرنا – نحن العراقيين – باسماء مبدعين كبار في تاريخنا المعاصر مثل فنان الشعب العراقي عزيز علي ( الذي عمل هناك في أوائل تأسيس تلك المدرسة الرائدة ) والموسيقيّ منير بشير وشقيقه فكري بشير وغيرهم , إن هذه المدرسة هي تعبير رائع لمسيرة بناء المجتمع المدني العراقي السليم, الذي ابتدأ منذ ثلاثينيات القرن العشرين في الدولة العراقية الفتيّة , عندما تمكن عباقرة العراق الأوائل من وضع أسس الفنون الجميلة (كما استقر هذا المصطلح لغوياً في مجتمعنا ), والتي تعني تلك الجوانب الضرورية للحياة الانسانية من الفنون المسرحية والتشكيلية والموسيقية وكل ما له علاقة بهذا الجانب الجمالي للحياة الإنسانية , وقد انعكس كل ذلك في تأسيس معاهد الفنون الجميلة واكاديميتها , وجاءت مدرسة الموسيقى والباليه تتويجاً منطقياً لكل هذه الظواهر . 

جائزة نوار الثالثة ترتبط بهذه المسيرة وتسمى – (جائزة نوّار للمبدعين من مدرسة الموسيقى والباليه) . وهكذا تصبح هناك ثلاث جوائز تحمل اسم الراحل الذي لم يرحل نوّار وكما يأتي - جائزة نوّار لتعزيز الحوار العراقي – الروسي، جائزة نوّار للمترجمين العراقيين عن الروسية، جائزة نوّار للمبدعين من مدرسة الموسيقى والباليه، وتخطط لجنة جوائز نوّار لإعلان نتائج كل هذه الجوائز في الشهر التاسع من العام القادم ( 2020).