دواعش من سوريا ينجحون بعبور الحدود العراقية رغم مسك الأرض

Sunday 20th of October 2019 08:53:25 PM ,
العدد : 4529
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ وائل نعمة

منذ ايام وحكومة نينوى المحلية والقيادات العسكرية تتواجد قرب الحدود العراقية السورية خوفا من تسلل المسلحين واستعدادا لموجة من اللاجئين السوريين الفارين من العملية العسكرية التي نفذتها تركيا هناك قبل 3 اسابيع.

وعلى الرغم من اعلان واشنطن التوصل الى حل مع انقرة منذ 3 ايام بوقف اطلاق النار مؤقتا، الا ان عدد النازحين السوريين تجاوز الـ300 الف، 5 آلاف منهم على الاقل وصلوا الى العراق حتى الآن.

الجزء الأخطر فيما يجري قرب الحدود هو تمكن عدد من مسلحي تنظيم داعش من العبور الى الاراضي العراقية، ومخاوف من اتصال هؤلاء مع اقاربهم المتواجدين في مخيمات النازحين في جنوب الموصل.

ودعا رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، قبل يومين، الحكومة الى متابعة ملف "ارهابيي داعش" الفارين من شمال شرق سوريا.

وقال المالكي في تغريدة له انه يرفض "اي تفاهمات او اتفاقات دولية تفضي الى التحفظ عليهم في العراق لان بلدنا لم ولن يكون مكبا لنفايات الارهاب وذيول الجريمة"، في اشارة الى وجود "صفقة" لمحاكمة "دواعش سوريا" الاجانب في العراق مقابل بعض الضمانات.

وكان رئيس المنبر العراقي اياد علاوي قد حذر في وقت مبكر من بداية العملية العسكرية التركية، من انعكاسات "سلبية" ومضاعفات "خطيرة" ستطال العراق نتيجة توغل الجيش التركي في سوريا .

وقال علاوي حينها ان "مئات الآلاف من المواطنين سيفرون نحو العراق نتيجة العمليات العسكرية، لافتاً الى ان خلايا داعش النائمة ستستغل الموقف".

ودعا علاوي الحكومة الى التهيؤ للاحتمالات كافة سواء بوضع الخطط اللازمة لذلك من جهة، ومناقشة الملف برمته دولياً من جهة اخرى بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وكذلك ارسال وفد رفيع المستوى الى تركيا لمناقشة كافة التداعيات المحتملة .

كما دعا الى توفير سبل الدعم الكافي واللازم لاقليم كردستان بوصفه المحطة الرئيسة التي سينزح لها الفارون من شرقي الفرات .

وتشترك سوريا مع العراق بحدود طويلة تصل مسافتها الى اكثر من 600 كم، تنقسم بين نينوى والانبار وبعض مدن كردستان، وهي جميعها لا تخضع من الجانب السوري لسيطرة النظام وانما لجماعات كردية، ابرزها قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم "قسد".

ويقول شيروان دوبرداني، وهو نائب عن نينوى في تصريح لـ(المدى) امس، ان "القوات الامنية اعتقلت عددا من المسلحين الفارين من سوريا الى العراق، لكن اعدادا اخرى تمكنت من الافلات ودخلت الى عمق المحافظة". وأعلنت وزارة الدفاع، الاربعاء الماضي، اعتقال عدد من عناصر تنظيم داعش الفارين من سوريا صوب العراق، دون ان تذكر اعدادهم.

وقال بيان للدفاع ان الوزير نجاح الشمري اكد على "الاستمرار بعمليات ملاحقة المتسللين داخل الاراضي العراقية، وشدد على تحصين المواضع الدفاعية في الشريط الحدودي لمنع تسلل هذه العناصر الارهابية الى الاراضي العراقية".

ومنذ انطلاق عملية "نبع السلام" العسكرية التي تنفذها تركيا في مناطق شرق سوريا، شكك مراقبون وسياسيون في العراق باهداف الحملة. وقال مسؤولون، ان انقرة تخطط "لاعادة داعش الى غربي العراق".

وكانت "قسد" قد ذكرت قبل ايام، في تغريدة على حسابها الرسمي أن "سجنا به عدد من معتقلي داعش تعرض للقصف في غارة جوية تركية".

وسيطرت "قسد" عقب تحرير مناطق شرقي سوريا في الشتاء الماضي، على عدة سجون ومخيمات تضم نحو 70 الف شخص من جنسيات مختلفة بينهم اخطر مسلحي داعش وعوائل التنظيم.

اتصالات تنظيم داعش

شيروان دوبرداني قال ان "الخلايا النائمة للتنظيم ما زالت متواجدة في نينوى، كما ان المسلحين المتسللين من سوريا سيتصلون حتما بذويهم المتواجدين في مخيمات جنوب الموصل". واستنادا لتقديرات منظمة "هيومن رايتس ووتش" فان اعداد العوائل التي يعتقد بان احد افرادها ينتمون الى "داعش" يقاربون الـ100 ألف، نصفهم على الاقل في نينوى.

واثناء عمليات "قسد" في شباط الماضي في مناطق شرقي سوريا القريبة من الحدود العراقية، تسربت معلومات عن تسلل 400 "داعشي" الى منطقة الجزيرة الرابطة بين نينوى والانبار وصلاح الدين.

آنذاك، كانت تلك المعلومات قد تسببت بتراجع بعض المتحمسين في مجلس النواب لتشريع قانون يجبر القوات الامريكية ضمن التحالف الدولي، على مغادرة البلاد في غضون سنة واحدة من سن القانون.

وكانت واشنطن حينها تستعد لاجلاء الفي عسكري من سوريا الى داخل العراق، وهو ما استفز بعض القوى الشيعية في البرلمان، فيما لم يسمع اي ردود فعل حتى الآن على اعلان وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" مرة اخرى عن احتمال سحب الف جندي من سوريا الى العراق.

وقال مصدر امني في غربي الانبار في اتصال امس مع (المدى) انه "حتى الآن لا توجد اي تحركات غير طبيعية في قاعدة عين الاسد"، وهي القاعدة التي تتواجد فيها اكبر قوة امريكية في العراق والتي زارها الرئيس الامريكي دونالد ترامب عشية عام 2019. 

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يوم السبت الماضي، للصحفيين وهو في طريقه للشرق الأوسط إن "الانسحاب الأمريكي ماض على قدم وساق من شمال شرقي سوريا.. إننا نتحدث عن أسابيع وليس أياما".

وقال إن عملية الانسحاب تتم من خلال طائرات وقوافل برية. وأضاف إن "الخطة الحالية هي إعادة تمركز تلك القوات في غربي العراق". واكد أن عددها يبلغ نحو ألف فرد. وتبدو الاوضاع في الانبار هادئة حتى الآن، بحسب المصدر الامني الذي طلب عدم كشف هويته لحساسية المعلومات. 

وقال ان "الحدود مغلقة بشكل كامل في الانبار ولم تجر حتى الآن عمليات لاستلام معتقلين مثلما تم تسريبه قبل ايام". وكانت الانبار قد شهدت في الشتاء الماضي، عمليات لاستلام نحو 500 معتقل سوري بينهم 19 فرنسيا تمت محاكمتهم في العراق، فيما تقول مصادر (المدى) ان اعداد المعتقلين الكلي الذين تسلمتهم بغداد هو "1500". 

واعلن العراق، مؤخرا، على لسان وزير خارجيته عن الاستعداد بشكل رسمي لاستلام مسلحي تنظيم داعش ومحاكمتهم.

لكن قوات سوريا الديمقراطية، ردت بأنها لن تسلم مسلحي تنظيم "داعش" وعائلاتهم المعتقلين لديها إلى أي جهة.

ويقول النائب شيروان دوبرداني ان "وجود هؤلاء المعتقلين سيشكل خطرا على العراق". وكان اغلب مسلحي "داعش" هم نزلاء سابقين في السجون العراقية قبل عام 2014.

ويرجح ان "قسد" تحتجز نحو 11 ألفا من مسلحي التنظيم ، بينهم نحو 5 آلاف عراقي، و4 آلاف سوري و2000 مسلح ينتمون إلى نحو 50 دولة.

موجة لاجئين جديدة

في غضون ذلك أكد محافظ نينوى، منصور المرعيد، السبت الماضي، من منفذ ربيعة مع سوريا ان الحكومة المحلية تسعى لتدارك ازمة اللجوء السوري الى العراق، مبينا انه يتابع الاستعدادات في المنفذ لاستقبال اللاجئين.

بدوره قال ابنيان الجربا عضو مجلس محافظة نينوى نقلا عن المسؤولين في ناحية ربيعة شمال الموصل، انه "لم يصل حتى الان اي لاجئ الى الموصل قادما من سوريا".

واكد الجربا في اتصال امس مع (المدى) ان "عمليات النزوح تركزت في مدن كردستان".

وكانت كردستان قد استقبلت خلال موجة اللجوء السوري في 2012 نحو 250 الف نازح. شكّل هؤلاء حينها، أزمة في سوق العمل بسبب قلة المرتبات التي يتقاضونها نسبة الى عمال الإقليم.

واستنادا للنائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني سيروان دوبرداني ان "1000 عائلة تقريبا وصلت الى مخيمات في دهوك".

وقال دوبرداني ان كردستان تستضيف لاجئين من "سوريا وتركيا وايران" جاءوا الى الاقليم هربا من الحروب والنزاعات الداخلية التي جرت في فترات زمنية مختلفة.