كاظم الربيعي يقّدم كشف حساب الأسود فنياً.. ويحذر :كاتانيتش تنقصهُ الشجاعة الهجومية.. ومنتخبنا بلا مُعين بعد الدقيقة 75

Monday 21st of October 2019 08:05:59 PM ,
العدد : 4530
الصفحة : رياضة ,

 بغداد/ إياد الصالحي

عَدَّ مدرب منتخبنا الوطني الأسبق د.كاظم الربيعي مباراة إيران المؤمّل إقامتها يوم 14 تشرين الثاني المقبل بالتاريخية والمفصلية لتعزيز صدارة الأسود للمجموعة الثالثة،

واستغلال تضييف البصرة ليلعب الجمهور الوفي دوراً مهماً في إنجاح اللقاء والحصول على النقطة 12 وزيادتها لاحقاً إلى 15 بهزيمة البحرين، والمضي بأمان في التصفيات بعيداً عن لقائي هونغ كونغ وكمبوديا إياباً كونهما "تحصيلاً حاصلاً" للمشاركة.

وأضاف الربيعي في حديث خصّ به (المدى) :" نترقب أن يوظّف المدرب ستريشكو كاتانيتش اللاعبين بصورة صحيحة أمام منتخب إيران الذي يمتاز بالندية معنا في جميع مبارياته السابقة، ولديه مدرب جيد هو البلجيكي مارك فيلموتس الذي طوّر الفريق دفاعياً وهجومياً وأكملَ مهمة سلفه البرتغالي كارلوس كيروش بعدما عمل بتميّز لمدة ثماني سنوات، لاسيما أن مارك سيدرس الهزيمة أمام البحرين نتيجة الإفراط في اللعب الهجومي أمام منتخب لعب بروحة عالية وهدّد مرمى إيران بصورة متواصلة ونال مرامه بانتزاع ثلاث نقاط قلبتْ الموازين!".

أسلوب غريب

وأكد الربيعي، أن:"الغريب في أسلوب كاتانيتش هو عدم استقراره على التشكيل، وعدم الاستفادة من اللاعبين الجيدين، بدلالة أهتمامه بالمهاجم أيمن حسين الذي أبتعدَ عن مستواه وأختفى طويلاً ليجد ثقة المدرب الذي سرعان ما أنتزعها منه، وكذلك زميله علاء عبدالزهرة أُهمِلَ مدة ليست قليلة ثم اختاره أساسياً وبعدها رُكن على دكة الاحتياط، ما يؤكد أن المدرب يعاني قلقاً واضحاً في منطقة الهجوم، ولو كان جريئاً في قراراته لسجّلنا عشرة أهداف بدلاً من الأربعة، وليس هذا فحسب، بل أنتابه الخوف وقام بإخراج مهاجمين أمام فريق شعبي مثل كمبوديا، وزاد من لاعبي الوسط وأبدل مهاجماً آخر، أي يحتاج الى الاستقرار في تصفيات مهمة مثل كأس العالم لأننا لم نجد منتخباً في آسيا استبدلَ أكثر من لاعبين أو ثلاثة حسب ظروف التصفيات".

وأوضح: يجب أن يصل كاتانيتش إلى قناعة نهائية بالعناصر الثابتة في تشكيل عراقي ينسجم مع أسلوب لعبه، وهو يعلم أن منتخب إيران قادم بأسلوب مغاير ومعنويات عالية لتعويض خسارته في المنامة، منتخب يمتلك لاعبين محترفين أشدّاء بمزيج من الشباب دفعوا ثمن غرورهم بالفوز على كمبوديا (14 – 0) لذا سيكون لقاؤنا معهم قوياً، إما أن نحسمَ وضعنا أو نؤجّله الى المباراة الأخيرة في ملعب آزادي يوم التاسع من حزيران عام2020.

الحالات الثابتة

وأشار الربيعي إلى أن" كاتانيتش مطالب بفكر ستراتيجي في الثلث الهجومي، فإعتماده على مهند علي البارع بالحلول الفردية دون تعزيز المساندة له من الخلف أو الجانبين يُصعّب كسب موقعة البصرة، وعليه أن ينتبه للحالات الثابتة التي تكاد فائدتها معدومة لعدم وجود أسلوب واضح للمدرب مُجرّب مسبقاً في التمرين، ويكفي إننا سجّلنا ثلاثة أهداف من كرات رأسية، فاللاعب الكمبودي قصير القامة وضعيف عند التلاحم في الكرات العالية، بعكس المنتخب الإيراني، سيتعبنا في قطع الكرات والتنظيم الدفاعي الجيد".

وذكر أن "تنصّل جستن ميرام وأحمد ياسين المؤثرين في تشكيلة المنتخب الوطني منذ عام 2014 حتى الآن عن أداء الواجب الوطني مع المنتخب أكثر من مرّة لا يجوز، ولا بدّ من وقفة حازمة معهما، فغيابهما يسبّب الخلل عندما يضطر المدرب الى زج بدلاء في الجانب الأيمن وخلف المهاجم، والأمر موصول الى علاء عباس الذي اعتاد اللعب مع مهند علي بصورة دائمية ثم فجأة يقطع المدرب الوصل بينهما ليجد عباس نفسه على دكّة الاحتياط مصاباً بخيبة أمل آذتْ نفسيته وأدّت الى انخفاض مستواه ، بينما هو لاعب كُفء ويمكن أن يستفيد منه المنتخب في ارسال الكرات العالية الى مهند أو لاعبي الوسط".

خدمات ياسر وكرار وجيلوان

ولفت الربيعي، إلى أن:"المنتخب يحتاج إلى تحرّك إداري ومعنوي لاستدعاء اللاعب ياسر قاسم الذي لم يزل منتخبنا بحاجة الى خدماته ، إذ لم يعوَّضْ مكانه حتى الآن، وبذات الأهمية نرى وجوب تواجد كرار جاسم المتألق في الدوري الممتاز، ويمكن أن يلعب عشرين دقيقة لخبرته الكبيرة وتمرّسه في مجاراة الإيرانيين عدة مواسم وهم يعرفون قوّته ويخشوه، أضف إلى ذلك يمتلك كرار مهارة الاختراق من الوسط، الميزة المهمة المفقودة في منتخبنا منذ تسنّم كاتانيتش الإدارة الفنية قبل عام، وهو الدور الذي أجاده أحياناً حسين علي في بعض المباريات وبعد إصابته كُلّف بشار رسن بالمَهمّة ذاتها خلف المهاجمين، لكنه أخذ يتراجع ويتسلّم الكرات من المدافعين، تاركاً أمجد عطوان يتقدّم للأمام، ونعلم أن واجبه دفاعي أكثر مما هو هجومي".

وتابع: كما لم يأخذ جيلوان حمد فرصة الانسجام كاملة مع زملائه خارج الملعب فانعكس ذلك على عطائه أثناء المباراة ، مع أن تحرّكه الجانبي في حالتي التقاطع ومساندة اللاعب خلف المنافس كان جيداً، وليس صحيحاً ضلوع بعض اللاعبين في التآمر ضده في أول مباراة له، بل يحتاج الى وقت للتفاعل التدريجي معهم".

ونبّه المدرّب الأكاديمي، أن كرة القدم الحديثة تتطلّب من اللاعب كيفية وصول الكرة الى منطقة جزاء المنافس بأقل المناولات، بينما لاعب الارتكاز صفاء هادي لم يمرّر كرة واحدة للامام، إنما دأب إلى الجانب أو إعادتها للمدافعين، وهذا خطأ فادح لا أعرف لماذا لم يُنبهه كاتانيتش المُطالب بإعادة النظر في هذه الحالة، وإيجاد حل للحيازة السلبية في الخلف مع معالجة ترك المنطقة الهجومية بلا زيادة عددية، وهي مبادىء ينشأ عليها اللاعب من مرحلة الفئات العمرية التي تشهد إهمالاً على مستوى تنظيم المسابقات الخاصة بهم ونوعية المدربين المُعيّنين للاشراف على الموهوبين الصغار".

تكتيك النقاط الثلاث

وعلّق الربيعي على قول كاتانيتش (أن المُهم في تصفيات المونديال الحصول على النقاط الثلاث سواء كان الفريق ضعيفاً أم قوياً) بقوله:"إن الأداء الجيد هو الذي يحقق النقاط الثلاث وليست الصدفة، فهل نبحث عن الصدفة أم عن ركلة جزاء أم قرار حكم ما لصالحنا أم عن استقرار الأداء الجيد والخروج بعرض فني يؤهّل منتخبنا للتقدم بلا خوف على مصيره؟ الجواب واضح، نحن مع تكتيك كاتانيتش إن كان يقصد المحافظة على ستراتيجية اللعب أثناء تقدمه بهدفين يحرص على تأمين عدم هزّ شباكه، لكن لسنا معه حين يخطئ في التبديل ويغيّر أسلوب اللعب ويخسر التقدّم ويتمكن المنافس من التعادل أو إلحاق الهزيمة بمنتخبنا.. هنا نحمّله المسؤولية كاملة".

واستدرك : خلال 22 مباراة في عهدة كاتانيتش لم يحقق النجاح الحقيقي الذي ننشده ضمن مفهوم التعاقد مع مدرب أجنبي إلا في مباراتين فقط تعادل فيهما مع السعودية (1-1) ضمن البطولة الرباعية الدولية في الرياض عام2018 ومع إيران سلبياً في كأس آسيا 2019، وحتى في هاتين المباراتين كان الفوز ممكناً لو حرّرَ المدرب اللاعبين من اللعب الدفاعي وأمتلكَ الشجاعة الهجومية".

وتساءل الربيعي: أين مدرب اللياقة الذي تم تعيينه من قبل الاتحاد، هل تابع اللاعبين في الدوري، متى سجّل معدلات كل لاعب آخر مرة كي ينظم المستوى الفني؟ بالمناسبة لست مع إيقاف دوري الكرة إلا قبل اسبوع فقط من بداية مباراتنا مع إيران كون أغلب اللاعبين بدءاً من الحارس الى الدفاع إلى لاعبي الارتكاز والوسط، أي بحدود 80 % من عناصر التشكيل موجودين في العراق كي يستفيدوا من استمرار اللعب مع انديتهم ويحافظوا على لياقتهم، ومن الممكن خلال فترة الاسبوع مع كاتانيتش يمكن أن يصطحبهم الى البصرة للتجمّع في وحدات تدريبية ضمن المناخ نفسه والإحاطة بدعم جماهيري كبير.

رسالة إلى رحيم

وأختتم د.كاظم الربيعي حديثه برسالة إلى المدرب المساعد رحيم حميد، مطالباً أياه التنسيق مع كاتانيتش للتركيز على مسألتين وتحذير اللاعبين منهما، أولاً انخفاض لياقة اللاعبين حتى يُخيّل لنا أن منتخب الأسود لا يقوى على اللعب بعد الدقيقة 75 وكأنه بلا معين، وكذلك تجنّب أي تصرّف أو احتكاك بين لاعبينا ولاعبي منتخب إيران ربما يؤلّب الجمهور ويوتر الأجواء مثلما حصل في مباراة فريقي الزوراء وذوب آهن في دوري أبطال آسيا 2019 في كربلاء، فنجاح المباراة مسؤولية الجميع، وإن شاء الله يكسب الأسود نقاطها ويواصلون الرحلة بثقة كبيرة صوب مونديال قطر 2022".