باختصار ديمقراطي: فرصتنا في بصرتنا

Tuesday 22nd of October 2019 07:06:18 PM ,
العدد : 4531
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

 رعد العراقي

"أصحاب العقول العظيمة يجب أن تكون مستعدة دائماً ليس لإغتنام الفرص فحسب، وإنما لصنعها أيضاً" هكذا يقول تشارلز كاليب، وكأنه يلامس موقف أسود الرافدين

وما فرضته نتائج مجموعتنا التي أهدتنا فرصة من ذهب لحسم التأهل مبكّراً من أرض البصرة الفيحاء حين سقط أولاً أقوى مرشّح لتصدّر المجموعة المنتخب الإيراني في فخ الخسارة بهدف أمام منافس يزاحم على البطاقة الثانية وهو الأحمر البحريني في وقت فرض جدول المباريات أن نلتقي مع كلا المنتخبين على أرضنا وبين جماهيرنا يومي 14 و19 من تشرين الثاني وكلتا المباراتين ستحدّدان ملامح بطل المجموعة بنسبة كبيرة وضمان الابتعاد عن الحسابات المعقدة لصاحب المركز الثاني.

تشارلز كاليب توجّه بالنصحية لأصحاب العقول العظيمة كشرط لاغتنام الفرصة وهو ما نريد أن نوجه حديثنا لمن يخطط ويرسم خطوات تجهيز وإعداد المنتخب لتلك المباراتين التي نعتقد أن الهدف لديهم هو اقتناص انتصارين متتاليين وست نقاط ربما تجعل اللقاء الأخير على ملعب آزادي تحصيلاً حاصلاً.

وهنا نقول إن منظومة التخطيط والإعداد لا بدَّ أن يشترك بها الجميع بدءاً من وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة، مروراً بالكادر التدريبي واللاعبين والأندية والإعلام وإنتهاءً بالجماهير التي تمتلك سحر التشجيع بالحضور المرعب الذي يطيح بأعصاب المنافس حتى قبل إطلاق صافرة البداية.

الوزارة لديها مهام جوهرية تتمثل بالدعم اللوجستي من توفير وسائل نقل الجماهير من بغداد والمحافظات وتهيئة الملعب وتخصيص المكافآت للاعبين وأيضاً جوائز خاصة وإعلام للجمهور وأي مبادرة أخرى يمكن أن تشكّل إضافة ترفع من وتيرة التهيئة والدعم، أما الاتحاد فهو أمام مرحلة على قدر كبير من الأهمية تتطلب أن يستثمر الوقت ويسارع الى عقد اجتماع مع الملاك التدريبي لتقييم مسيرة المنتخب وتحديد نقاط الضعف والقوة والعوامل التي يمكن أن تحقق الاستقرار والاستماع لأفكار المدرب ورؤيته للمرحلة القادمة ومتطلبات الوصول بالمنتخب للجاهزية القصوى قبل لقاء المنتخب الإيراني.

الأمر الآخر الذي يقع على عاتق الاتحاد هو تحقيق لقاءات مع الأندية من أجل دراسة تفريغ لاعبي المنتخب قبل فترة مناسبة تتيح للجهاز الفني تطبيق أفكاره وتحقيق الانسجام والمحافظة على الجهد البدني الذي ربما يستنزف في مباريات الدوري أو يتعرّض اللاعبون لأي اصابة مفاجئة ولا اعتقد أن موقفاً وطنياً مشرفاً يمكن أن يسجل لإدارات الأندية مثل هذا الموقف في المساهمة بنجاح مهمة منتخب الوطن.

فنياً فإن هناك أكثر من علامة استفهام سجلت على أداء الأسود برغم تصدّرهم المجموعة لحد الآن لا بدّ لكاتانيتش ومساعده رحيم حميد الوقوف عندها طويلاً وإيجاد الحلول المناسبة لها، فلازالت القوة الهجومية تعاني من أسلوب فرض سيطرتها على دفاعات الخصم بعد أن تقطّعت سبل التواصل والانسجام مع خط التموين الخلفي وظهرت محاولاتهم أقرب الى الفردية والاجتهاد في حين طغت الأنانية عند البعض وخاصة مهند علي برغم حيويته وحرصه إلا انه يحتاج لتوجيه ومتابعة بضرورة التعاون مع زملائه وخاصة أن المباريات القادمة لا تتحمل ضياع الفرص أو التسابق على التسجيل وإنما تتطلب أن يكون جميع اللاعبين يتحلّون بنكران الذات وأن يكون تسجيل الهدف بأقدام من هو أقرب وأكثر قدرة على طرق مرمى الخصم.

أما خط الوسط فإن الملاحظ هو كثرة تمريراته للخلف أو الاحتفاظ بالكرة دون فعالية مؤثرة للأمام، وهو ما يسبب ضياع الوقت دون جدوى ويقلل من المحاولات الهجومية أو الضغط على مرمى الخصم، وينسحب هذا أيضاً على خط الدفاع الذي يحتاج الى انسجام أكثر، وربما مراجعة بسيطة لمباراة كمبوديا الضعيف فنياً وكيف استطاع إخطار مرمامنا على قلة وصوله يمكن أن يؤشّر نقاط الضعف الذي يعانيه، في حين أن التفكير بفهد طالب بمواصفاته الجسمانية وردّة فعله قد يكون خياراً صائباً لتبديد هواجس حراسة المرمى ويرفع الضغط عن محمد حميد.

نقول: لننطلق من الآن لتجهيز أسود الرافدين لمهمة عبور حاجزي إيران والبحرين، ولا نُخدع بطول الوقت لحين لقاءنا أمام منتخب إيران الذي سيدخل المباراة وهو يُدرك أنها فرصته الأخيرة التي رُبما تطيح به خارج الحسابات، وهي نقطة أيضاً في صالحنا لو استثمرت بذكاء،وما أعظم فرصتنا، وما أعظم عقولنا لو نجحنا في اقتناصها في بصرتنا!