تشكيل هيئات تحقيقية على خلفية تقرير حكومي اتهم قوات الأمن بقتل المتظاهرين

Wednesday 23rd of October 2019 08:45:56 PM ,
العدد : 4532
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

أعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس الاربعاء، تشكيل هيئات تحقيقية للتحقيق بحوادث استشهاد وإصابة المتظاهرين والقوات الأمنية خلال الاحتجاجات التي اندلعت مطلع الشهر الحالي.

وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان انه "استنادا لاحكام المادة 35 / 3 من قانون التنظيم القضائي، اصدر رئيس مجلس القضاء الاعلى بيانا بتشكيل هيئات تحقيقية في كل محافظة من المحافظات التي حصلت فيها التظاهرات"، لافتا إلى أن "الهيئة الواحدة تتكون من ثلاثة قضاة تحقيق وعضو ادعاء عام يتولون التحقيق بخصوص حوادث استشهاد واصابة المتظاهرين والقوات الامنية والاعتداء على وسائل الاعلام وعلى ضوء ما ورد بتقرير اللجنة الوزارية العليا المحال من الحكومة".

ودعا مجلس القضاء الاعلى "المدعين بالحق الشخصي من الشهداء والمصابين وذوي المفقودين ووسائل الاعلام الذين تم الاعتداء عليهم إلى مراجعة تلك الهيئات كل حسب المحافظة الساكن فيها وفي حال تسجيل اخبارات سابقة لتلك الحوادث فانه يجب على المحاكم المسجل لديها ايداعها لدى الهيئات التحقيقية حسب الاختصاص المكاني للحادث لاكمال التحقيق فيها".

وتوصلت لجان تحقيقية شكلتها الحكومة بشأن التظاهرات، امس، الى نتائج اعتبرها ناشطون غير منطقية فيما دعت كتل سياسية منها معارضة الى استقالة الحكومة.

خلص تقرير اللجنة الحكومية إلى أن 157 شخصا، معظمهم مدنيون، لقوا حتفهم لأن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة والذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات. فيما تجاوز عدد الجرحى الـ5400 جريح. وبدأت الاحتجاجات على ارتفاع معدل البطالة وسوء الخدمات العامة والفساد في الأول من تشرين الأول واتخذت السلطات إجراءات عنيفة لقمعها.

ويقول المحتجون إن الفساد والتناحر بين الزعماء السياسيين هما السبب في عدم تحسن ظروفهم المعيشية على الرغم من حالة السلم في العراق بعد عامين من إعلان النصر على تنظيم داعش.

وجاء في تقرير اللجنة "وجدت اللجنة أن الضباط والقادة فقدوا السيطرة على قواتهم خلال التظاهرات مما تسبب بحالة من الفوضى". وانه لم تصدر اية اوامر من الجهات العليا باطلاق النار الحي على المتظاهرين.

وأضاف أن اللجنة توصلت إلى أدلة على أن نيران قناصة استهدفت المحتجين من داخل مبنى بوسط بغداد. وتابع قائلا "تأشر (اكتُشف) وجود موقع للقنص في إحدى هياكل الأبنية مقابل محطة وقود في وسط بغداد وعند الكشف على الموقع عُثر على عدة إطلاقات فارغة لسلاح قنص". وذكر التقرير أن 149 مدنيا وثمانية من أفراد قوات الأمن قُتلوا قبل أن تهدأ الاضطرابات في السابع من تشرين الأول. ويعتزم المحتجون استئناف التظاهر يوم الجمعة.

وأوصت اللجنة بإقالة قائد عمليات بغداد المسؤول عن التعامل مع الاضطرابات وعشرات المسؤولين الأمنيين الكبار الآخرين منهم قائد شرطة بغداد.

كما اوصت لجنة التحقيق باحداث التظاهرات باعفاء قادة شرطة ميسان وواسط والديوانية والنجف. وتضمنت التوصيات تشكيل مجالس تحقيقية بحق بعض القادة والضباط.

كما تضمنت إعفاء قائد عمليات الرافدين وقائد شرطة ذي قار، كما تضمنت تشكيل مجالس تحقيقية بتسعة قادة وضباط في المحافظة.

كان مسؤولان أمنيان عراقيان قالا لرويترز الأسبوع الماضي إن فصائل مسلحة مدعومة من إيران نشرت قناصة على أسطح مبان في بغداد خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي أصبحت الأكثر دموية في العراق منذ سنوات.