العمود الثامن: تك تك عبد الكريم خلف

Saturday 2nd of November 2019 09:35:50 PM ,
العدد : 4538
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

نظرا لوجود هجمة بالدعابل على جسر الجمهورية يرجى التحول إلى جسر السنك ، هذا ما نصح به الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة عبد الكريم خلف لنقل وقائع ما يجري من إرهاب وقتل لشباب ساحة التحرير. 

بالأمس لفت نظري الناطق عبد الكريم خلف وهو يؤكد لقناة العراقية أن لا جرحى في صفوف المتظاهرين متهما المتظاهرين، بـ "الذهاب إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات وإلقاء أنفسهم على الأسرة وإلتقاط صور السيلفي، ليظهروا أنفسهم كأبطال".. ولم يكتف "أدامه الله" بذلك بل أكد أن شباب التظاهرات تلقوا في البلدان الإمبريالية "تدريباً على أعمال العنف"، واصفاً الشباب بـ"الموتورين".. الناطق الذي كان قد عودنا أيام "البطالة" على ظهوره المستمر، بمناسبة وبدون مناسبة، في الفضائيات من أجل عيون "المئة دولار" يهل علينا هذه الأيام ثلاث مرات في اليوم، وبدون أي مناسبة ليروي لنا الحكاية التي ظلت غامضة طوال هذه المدة، فالشباب الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن النزاهة والفساد ومحاسبة المزورين اتضح أنهم يقودون عصابة خطيرة، وهم مسؤولون عن بيع قنابل الموتولوف واستيراد صواريخ من أميركا وإسرائيل، كل هذا عرفناه من خلال الناطق الذي قال وبالحرف الواحد إن قواته اعتقلت سائق تك تك يحمل قنابل مولوتوف ورمانات، وحاول فتح ثغرة في الحواجز الكونكريتية على أحد الجسور القريبة من ساحة التحرير، وإن هناك متظاهرين "هاجموا القوات الأمنية بالدعابل من خلال المصيادات". 

حديث السيد الناطق يثبت أن التشويش ليس في عقول الناس ، وإنما في عقول السادة الناطقين الذين يتصورون أنهم ينقلون كلاما يأخذه الناس على محمل الجد، وربما كان التشويش أوضح في عقول وأفئدة من يتوهمون أن مصير هذا البلد معلق على ما يدور في المؤتمرات الصحفية التي تعقدها شلة "الناطقين". وأحسب أن ما قاله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة لا يختلف في شيء عمّا يقوله أشقاؤه من الناطقين، فهي مجرد جمل مزوقة ومرتبة تضاف إلى أرشيف كوميديا الحكومة. ذلك أن فقرات العرض الذي يقدمه عبد الكريم خلف باتت محفوظة، ابتسامة خفيفة من السيد اللواء موجهة لجمهوره من العراقيين، يعقبها كلام كبير جدا عن ضرورة الوقوف بوجه المتظاهرين الذين يشكلون خطرا على الأمن الوطني، ومطالبة الناس بالاصطفاف وراء الحكومة في هذه المرحلة الخطيرة من مسيرة الوطن، ثم محاضرة في المهنية تُستخدم فيها كميات هائلة من المفردات المنتقاة بعناية، وأحسب أن السبق الإعلامي الذي انفرد به عبد الكريم كشف لنا حقائق كثيرة لا تمت بصلة إلى دولة القانون والديمقراطية التي صدعت رؤوسنا بها الحكومة وناطقوها. 

للأسف، هناك كثيرون شعارهم ليس إرضاء المواطن بل إرضاء من بيده الأمر والنهي .