ما سر مبنى المطعم التركي؟ شباب قدموا شهداء ولم يتخلوا عنه

Sunday 3rd of November 2019 09:25:11 PM ,
العدد : 4539
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

تحول مبنى مرتفع يطل على ساحة التحرير بوسط بغداد، والذي يعرف باسم المطعم التركي، مسكناً مؤقتاً ومركزاً صاخباً للمحتجين الذين ينظمون مظاهرات ضد النخبة الحاكمة في العراق.

وفي الطابق الأرضي، تتولى مجموعة من الشباب، يطلقون على أنفسهم اسم لجنة الدعم اللوجستي، تنظيم تبرعات منها ملابس وأغذية وأغطية وبطاريات لتلبية احتياجات شاغلي المبني.

وقال أبو الباقر لوكالة "رويترز": "هنا لا أحد يعرف الآخر، كلنا واحد، كلنا عراق واحد". ويتزعم الرجل (35 عاما)، الذي يرتدي بنطالا مموها ويتشح بالعلم العراقي، المجموعة المؤلفة من 20 شابا ويشغلون ركنا في الطابق الأرضي بالمبنى.

وصاح شاب يرتدي قناعاً من الطابق الثالث قائلا: "نحتاج شفرات حلاقة!". وأضاف "ولا تنسون الصمونة" (الخبز).

وملأت مجموعات من الشباب طوابق المبنى الثمانية عشر. وداخل المبنى حيث يخلو الدرج من الإضاءة، يرقص المحتجون ويدخنون النرجيلة (الشيشة) ويلعبون الطاولة وينشدون أغاني عن سقوط النخب الحاكمة.

وتعرض المبنى، الذي كان مركزا تجاريا، للقصف في حربين وهجره قاطنوه في النهاية. وأطلق عليه اسم المطعم التركي نسبة للمطعم الذي شغل الطابق الأخير في الثمانينيات. ويطلق عليه المحتجون حاليا اسم جبل أحد نسبة إلى الجبل الواقع بالمدينة المنورة وشهد "غزوة" أحد في مهد الإسلام.

وقال محتجون إنهم احتلوا المبنى لمنع قوات الأمن من استهدافهم منه، مثلما فعلوا خلال الموجة الأولى لاحتجاجاتهم في أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

وقال إبراهيم خليل (28 عاما): "من هذا المبنى أطلق القناصة النار باتجاه ساحة التحرير، فسيطرنا عليها هذه المرة حتى لا يتكرر الأمر، لكن القوة الأمنية حاولت أكثر من مرة اقتحام المبنى مستخدمة العنف وقنابل مسيلة للدموع، سقط لنا شهداء ولكن لم نستسلم".

وقدم خليل، خريج قسم الهندسة الميكانيكية، نفسه على أنه المتحدث باسم الطابق 14، وقال إنه لم يجد عملا منذ ثلاثة أعوام. وأضاف "نبقى إلى أن يسقط النظام الفاسد وإلى أن تسقط الحكومة الفاسدة التبعية".

وعلى حافة شرفة الطابق التاسع جلست مجموعات من الشبان تلف أجسادها بعلم العراق، وبدا المحتجون أسفلهم على مسافة بعيدة في حين اكتظ الشارع بمركبات التوك توك.

وعلى مسافة من المبنى يظهر جسر الجمهورية الذي شهد اشتباكات دامية على مدى الأيام الماضية. ويؤدي الجسر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي توجد بداخلها مباني الحكومة والبعثات الأجنبية.

وتابع المحتجون من المبنى أقرانهم الذين تحصنوا بأدوات معدنية وصناديق القمامة في مواجهة قوات الأمن التي كانت تطلق عليهم الغاز المسيل للدموع.

وقال أحمد صلاح، الذي يواصل احتجاجه منذ تسعة أيام، "أقول نحن هنا اليوم، وغدا نقف بـ(المنطقة) الخضراء".