لماذا أصبح الجوكر أحد أكثر الأفلام إثارة للخلاف هذا العام ؟

Saturday 9th of November 2019 05:54:52 PM ,
العدد : 4542
الصفحة : سينما ,

ترجمة / أحمد فاضل

يعد فيلم " الجوكر " أكثر الأفلام إثارة للجدل لهذا العام ، فقد استُقبل في مهرجان فينيسيا السينمائي بنسخته 76 في 31 أغسطس / آب استقبالاً حاراً ليحوز على جائزة الأسد الذهبي ،

وهي أعلى جائزة في المهرجان ومحطماً الرقم القياسي في شباك التذاكر منذ مطلع شهر أكتوبر / تشرين الأول هذا العام حيث بلغ 93.5 مليون دولار ، لكن بعض النقاد قلقون حول كيفية تفسير رواد السينما لقصة رجل يبدو مهرجاً ومريضاً نفسياً لينقلب إلى قاتل يدفع إلى العنف ، ربما لا ينبغي لنا أن نتفاجأ من أن أحدث نسخة من " جوكر " تثير الجدل ، لقد كان ذلك منذ عقود حين قام المبدعون والأدائون بدفع الحدود بالشخصية إلى العنف الذي طغى عليها منذ عام 1988 وميلها الشامل نحو العدمية والفوضى ، أصبح الجوكر بعدها رمزاً قوياً للعديد من الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو الغضب في المجتمع .

إن تاريخ تلك الشخصية الطويل لم يؤد إلا إلى إثارة النقاش حول ما إذا كانت نسخته الحالية التي تتسم بالعنف - بشكل خاص - تستحق أن تستحوذ على الشاشة الكبيرة الآن ، خاصة وأن المخرج تود فيليبس حاول في الواقع أن يكون الفيلم انعكاساً لعالمنا الذي نعيشه ، فقد تركز النقاش الدائر حوله على ما إذا كان الفيلم يتعاطف مع بطله الذي ولّد كل ذلك العنف بسبب مشاعر الرفض من قبل النساء في حياته ، هذا الجانب بالذات من شخصية " جوكر " يوازي القصص التي سمعناها عن مطلقي النار الذين بدأوا عمليات القتل بقتلهم الناس سواء في الشوارع أو المحال التجارية أو في البيوت ، ومع أن بعض النقاد قد دافع عن غوص الفيلم في الحياة الداخلية لهذا الشرير كوسيلة لفهم ما يدفع هؤلاء الناس إلى العنف بشكل أو بآخر ، يشعر آخرون بالقلق من أن سيناريو الفيلم لا يفعل ما يكفي لتوضيح أن أعمال الإرهاب التي قام بها جوكر شريرة وليست بطولية .

سُئل المخرج فيليبس والنجم خواكين فينيكس عدة مرّات أثناء قيامهما العمل في الفيلم ، ما إذا كانا قلقين من احتمال إساءة تفسيره أو إلهامه ، فقد رفض فيليبس هذه الفكرة ، وقال لوكالة أسوشيتيد برس :

" آمل فقط أن يراه الناس ويأخذونه كفيلم يجسد حالة الفوضى التي نعيشها ".

ولفهم سبب انقسام الآراء حول " جوكر " الجديد إلى حد كبير ، من المهم أن ننظر إلى الوراء في تاريخ الشرير وصعوده إلى الصدارة ، فمنذ ظهوره في المجلات المصورة شعر المشاهد بحجم مشاكله الصحية والعقلية وأنه قد تم التخلي عنه من قبل والده الذي لم يكن يعرفه ، يطارد امرأة ويشعر بالرفض من قبلها ، إنه يشعر بالاحباط بسبب أنواع الرجال الذين يستحوذون على اهتمام النساء لأن لديهم المال والقوة ، في النهاية يضع يديه على المسدس وليشيع الفوضى ، والآن بعد أن حظيت الجماهير أخيراً بفرصة مشاهدة الفيلم بعد أكثر من شهر من النقاش النقدي من على صفحات الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ، أصبح بمقدورهم أن يقرّروا بأنفسهم إلى أي مدى يمدون تعاطفهم معه ، مع أنه بات من الواضح أن الجدل لم يردع رواد السينما في الواقع بل ربما أثار اهتمامهم ، لذلك يمكننا أن نتوقع استمرار المناقشات حول أدائه وقيمته كقطعة فنية لعدة أشهر قادمة ، ولكن عندما تنحسر هذه المناقشات في النهاية , من الآمن المراهنة على أننا سنضع جوكر آخر على المحك لنجعلهم يستعرون مرة أخرى .