مواجهة إيران خارج الأرض رُب ضارّة نافعة

Wednesday 13th of November 2019 07:11:26 PM ,
العدد : 4547
الصفحة : رياضة ,

 عبدالسلام الكعود: ثورة التُكتُك تحفز الأسود لمداواة جراح الشباب الثائر

 أسلوب كاتانيتش العقيم يثير مخاوفي . .وستراتيجية الاتحاد لا توصلنا للمونديال

 بغداد / إياد الصالحي

أعرب عبدالسلام الكعود رئيس نادي الطلبة الأسبق عن تفاؤله بإمكانية تحقيق أسود الرافدين الفوز على المنتخب الإيراني

في المباراة المرتقبة التي سيحتضنها ملعب عمّان الدولي اليوم الخميس ضمن الجولة الخامسة للدور الثاني في المجموعة الثالثة من التصفيات الآسيوية المزدوجة لنهائيات كأس العالم قطر 2022 وكأس آسيا الصين 2023.

وقال الكعود في اتصال مع (المدى) من العاصمة المغربية الرباط مساء أمس الأول الثلاثاء:" نعيش منذ شهر تقريباً ثورة عارمة يقودها الشباب العراقي الغيور في ساحة التحرير ببغداد وبقية المدن بمنظور سلمي ينادي بحتمية التغيير في الوطن. وبما أن الرياضة تنأى بنفسها عن السياسة ، فمن هنا جاء تقدير الفيفا لوضع العراق واستبق إجراءاته الاحترازية بنقل مباراتي إيران والبحرين خارج أرضنا بدلاً من قرار عودة الحظر الى الملاعب ، وهو أمر جيد وفقاً للظروف الجارية في مدينة البصرة حاضنة المباراة".

وأضاف :"أنا احبذ دعم اللاعبين معنوياً وعدم التوقف عند قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بنقل المباراتين ، فرُبّ ضارّة نافعة كما يقال ، وحساسية المباراة قد تدفع أنفاراً من المتعصّبين غير المنضبطين لترديد هتافات خارجة عن الرياضة ، وقد تخرج المباراة عن مبادئ اللعبة والخُلق الرياضي ونُصاب بالإحباط وندفع الثمن غالياً ، وهو ما لا يرضاه أحد".

وأشار إلى أن :"لا توجد صعوبة في مواجهة منتخبي إيران والبحرين ، كلاهما مجرّبان في مناسبات مختلفة ، ولدينا نتائج جيدة معهما ، المشكلة الوحيدة التي أرى أن الاتحاد العراقي لكرة القدم يتحمّل مسؤوليتها هي عدم الاستعداد المبكّر لمباراة الذهاب مع إيران التي كان يفترض إقامتها في ملعب الأخير نظراً لتزامن ظروف التظاهرات قبل مدة قليلة من إقامتها في البصرة ، وكان يمكن لاتحادنا أن يكتب للفيفا بضرورة نقلها على أن نلعب المباراة الأخيرة (الإياب) في ملعب البصرة أملاً أن يكون الوضع هادئاً حينها".

خطوة موفقة

ويرى الكعود أن :"اختيار اتحاد الكرة الأردن كأرض بديلة لأسود الرافدين خطوة موفقة كون منتخباتنا الوطنية ومنذ عام 2003 حتى يومنا هذا أعتادت أن تسجّل نتائج مشرّفة في ملاعب عمّان بدعم الجماهير العراقية الكبيرة والروح الأخوية الأصيلة التي يتعامل بها الأردنيون معنا فضلاً عن إبعاد لاعبينا عن اللعب في أجواء الخليج كون هناك جالية إيرانية وبحرينية كبيرة في المنطقة ، هذا ما يجعل فرصة الاستفادة من الزخم الجماهيري في الأردن أفضل بكثير وهذه نقطة تحسب للاتحاد وتتطلب تحشيد كل مقوّمات الدعم للخروج بست نقاط مهمة تحسم مشوار المنتخب في التصفيات".

وبشأن توقعه لنتيجة مباراتنا مع إيران قال :"جميع المباريات التي جمعتنا مع المنتخب الإيراني يُصعب التكهن بها لقوة المواجهة بين الفريقين ، وسواء أقيمت المباراة في ملعب عراقي أم إيراني أم محايد تبقى محافظة على نكهة الإثارة بفضل وفرَة النجوم والصراع التكتيكي المثير مثلما شاهدنا في آخر مباراة بينهما على أرض الإمارات ضمن كأس آسيا في كانون الثاني العام الحالي انتهت بالتعادل السلبي بعد الندية القوية طوال الشوطين تحت ضغط التحدي بقيمة تاريخ الكرتين في القارة وهو ما يميز طبيعة اللقاءات الكروية بين البلدين".

لا تغيير مع كاتانيتش!

وعن مدى قدرة المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش في تأهيل العراق إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المزدوجة ، قال :"لم أجد لدى كاتانيتش أي إمكانية للتطوير أو التغيير في البناء التكتيكي العام للكرة العراقية طوال مدة اشتغاله منذ أيلول عام 2018 حتى الآن ، تصوّروا في ملعب البصرة وبين الجمهور يلعب بتشكيل (4-5-1) ولم يعرف النزعة الهجومية قط ، متحفّظ في منطقة الوسط بذريعة عدم الاندفاع حتى أمام منتخبات ليس لديها القدرة على تهديد مرمانا أو أزعاج دفاعنا ، بعكس زيكو المدرب الوحيد الذي نجح معنا ولم نُحسِن المحافظة عليه ، وكنت أتوقع أنه سيصنع منتخباً عراقياً عالمياً بدليل أنه اصطحب مجموعة من اللاعبين الشباب وأحرج منتخب اليابان في ملعبه ، وكنا أفضل منه ضمن تصفيات كأس العالم 2014 ، وكان منتخبنا في يوم استقالة زيكو يحتل المركز الثالث في المجموعة الثانية من الدور الحاسم بخمس نقاط من خمس مباريات متخلفاً بفارق الأهداف عن أستراليا، وخاض الأسود تحت قيادته 21 مباراة، فازوا في 10 وتعادلوا في 6 وخسروا 5 مرّات".

وتابع :"لدي مخاوف كبيرة من أسلوب كاتانيتش العقيم الغالب على إدارته المباراة في الشوط الثاني تحديداً ، وهذا أحد أسباب خساراتنا للمباريات بإشرافه ، ومنها فقدان لقب بطولة غرب آسيا التاسعة أمام البحرين على أرضنا ، وللعلم أجد هناك مدربين وطنيين أكفأ من كاتانيتش حسب رأيي ، لكنّي مع مبدأ استقرار المنتخب واستمرار المدرب بإعطائه فرصة جديدة ، وسنراقب مدى تقديره لها ، وإذا ثبت العكس يجب استبداله فمصلحة كرتنا فوق كل شيء".

وذكر الكعود أنه :"بعد اعتزال اللاعب الكبير يونس محمود يعاني منتخبنا الوطني من غياب عنصر الخبرة في حسم نتائج المباريات برغم وجود المهاجم مهند علي (ميمي) المحترف في نادي الدحيل القطري والذي أتمنى أن يحرص على قيمته كونه المهاجم الأوحد بلا منافس ويعوّل عليه في التسجيل بعد انخفاض مستويات مروان حسين ومهند عبدالرحيم وعدم حصول علاء عباس على فرص كافية ما يقتل روح الإبداع في نفسه ، وللأسف كنا نراهن على خبرة علاء عبدالزهرة ليكون خير السند في المنطقة الهجومية ، لكن أهماله فترة طويلة واستدعائه في أوقات صعبة يؤثر على جاهزيته ويُحبط معنوياته ، وبالتالي يحتاج الى رعاية أكبر وسيقدم العطاء بما يليق بنجوميته ويعزز من حظوظ الأسود".

ستراتيجية الاتحاد

ووجّه الكعود انتقادات مباشرة الى الاتحاد بقوله :"غياب الخطط متوسطة وبعيدة المدى في ستراتيجية عمل الاتحاد واحدة من العوامل السلبية التي تضيّق أفق رؤية الأسود ليس في مونديال قطر القادم ، بل في البطولات التالية ، وليس تشاؤماً إذا ما أعلنت عن توقف مسيرة الأسود في المرحلة الحاسمة في حال كتب لنا الحظ التأهل عن هذه المجموعة ، فكأس العالم ليست بطولة عادية وتحتاج الى عقول وخطط وأموال وتنفيذ احترافي لأجندة علمية بأشراف خبراء متخصّصين ، كل ذلك لن نجده في الاتحاد الحالي وكذلك فشل سلفه لهذا السبب".

وبخصوص إبعاد المدرب اللاعبين جستن ميرام وأحمد ياسين عن قائمة مباراتي إيران والبحرين ، قال :"الانضباط داخل المنتخب ركيزة اساسية إذا ما أردنا النتائج الإيجابية وبناء منتخب قوي ، فتمثيل العراق شرف كبير يسمو فوق كل المهمات الأخرى ، وكان ينبغي مراعاة ذلك من ميرام وياسين اللذين مُنحا فرصة تاريخية بارتداء فانيلة الوطن ولم يقدّرا ذلك وتعاملا بمزاجية غريبة ، لهذا أنا مع قرار المدرب بالاستغناء عن أي لاعب يرى في مصلحته الخاصة ذريعة للتخلي عن مهمته الوطنية مهما كان المنتخب بحاجة اليه".

كرة السعادة

وأختتم عبدالسلام الكعود حديثه قائلاً : آمل أن يكون الفوز على إيران اليوم بمثابة هدية لشبابنا الصابر في مواقع التظاهرات طلباً لحقوقهم الشرعية ، فكرة القدم وحدها من تسهم في اسعاد العراقيين ومثلما فاض كأس آسيا 2007 بدموعهم وأنهى فصلاً موجعاً من فتن القتل والحقد والتناحر ، ستكون الكرة العراقية حاضرة لتبارك رجال ثورة التُكتُك وتداوي جراحهم ، وهنا أنحني لموقفهم الوطني المشرّف وأقبّل جباههم الطاهرة وأدعو لهم بالسلامة".