وكالة أميركية: المهندسون النفطيون العراقيون يميلون للاحتجاجات وإيقاف عمل الحقول

Wednesday 20th of November 2019 07:56:21 PM ,
العدد : 4552
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد

ما تزال عمليات انتاج النفط العراقي والتصدير مستمرة عند معدلاتها القصوى رغم التظاهرات الواسعة التي تشهدها البلاد،

لكن محللين يقولون ان الوضع يتطلب متابعة ومراقبة من احتمالية ان تكون حقول نفط وموانئ معرضة لاضرار يسببها تصاعد الاحتجاجات، مشيرين الى ان عدم الاستقرار الحكومي قد يؤخر مشاريع تطوير حقول النفط .

واستنادا لتقرير حالة الموانئ اطلعت عليه وكالة غلوبال بلاتس الاميركية للطاقة الثلاثاء، فان صادرات النفط الخام من ارصفة التحميل في البصرة وقفت لحد الآن خلال هذا الشهر عند معدل 3.6 مليون برميل باليوم. وسجل هذا ارتفاعا عن معدل صادرات شهر تشرين الاول الماضي الذي شهد يومين من ظروف جوية سيئة والذي كان بحدود 3.45 مليون برميل باليوم .

وقالت مصادر حكومية ومسؤولو شركات نفط تعمل في العراق ان الانتاج قد تراجع بسبب تعطل حصل لفترة وجيزة في وقت سابق من هذا الشهر عندما اغلق محتجون طرقا ما ادى الى اغلاق حقل القيارة الذي يبلغ انتاجه 30,000 برميل باليوم .

وذكرت وزارة النفط بداية هذا الاسبوع ان انتاج النفط الخام للشهر الماضي بلغ بحدود 4.58 مليون برميل باليوم .

وقال احد المصادر طالبا عدم ذكر اسمه "ليس هناك اي ضرر على الانتاج، لقد تم اتخاذ جميع الاحتياطات ."

ويشهد العراق، الذي يعتبر ثاني اكبر منتج للنفط في أوبك، صدامات متزايدة بدأت منذ مطلع شهر تشرين الاول بين مواطنين غاضبين والحكومة اشتملت على العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية اخرى خصوصا مدينة البصرة الغنية بالنفط. وتضمنت مطالب المتظاهرين المزيد من التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل .

وقامت قوات امنية حكومية بإجراءات قمعية حادة لردع المحتجين تخللتها استخدام ذخيرة حية واطلاقات مطاطية وقذائف مسيلة للدموع تسبب عنها ازدياد عدد القتلى ليصل الى المئات .

في بعض الحالات قام محتجون بغلق طرق مؤدية لحقول نفط في البصرة ولميناء أم قصر ما منع شاحنات تحمل نفطا خام وبضائع اخرى من الوصول الى المنشأة. ومن بين اشياء اخرى تجمع مواطنون ايضا عند بوابات شركة ذي قار النفطية في الناصرية وشركة نفط ميسان في العمارة .

وقال محللون من مؤسسة ميدلي غلوبال للاستشارات في تنويه صدر مؤخرا عنهم انه "في حال بدء شركات نفط وغاز اجنبية بسحب موظفيها غير الاساسيين فعند ذلك سيكون من الضروري الاعتماد بشكل كلي على مهندسين محليين وفرقهم لتشغيل معدات النفط والغاز والذين، حسب مصادر محلية، يتوجهون بشكل متزايد للالتحاق بحركة الاحتجاج وإيقاف العمل ."

وتقول وكالة بلاتس، انه تعذر لديها الاتصال بشركة اكسون موبيل الاميركية التي تدير حقل غرب القرنة 1 وأخلت جزءا من موظفيها سابقا من العراق لمخاوف أمنية، للحصول على تعليق، وكذلك تعذر الاتصال بشركات برتش بتروليوم البريطانية وإيني الايطالية ولوك أويل الروسية الذين لهم نشاط نفطي في العراق .

أما شركة شل الهولندية التي تتولى تنفيذ مشروع تجميع ومعالجة الغاز في البصرة فقد ذكرت لوكالة بلاتس انه "ليس هناك مؤشر في الوقت الحالي على أي ضرر أو ارباك في انشطتنا ."

وحذر محللون ايضا من أن أي غلق مستمر لميناء أم قصر قد يشكل قلقا كبيرا في حال وقف صادرات زيت الوقود والذي يتم نقله عبر شاحنات من مصافي العراق الوسطى والشمالية، مشيرين الى ان ذلك سيجبر المصافي على التوقف لافتقارها الى سعة خزن كافية لزيت الوقود ومن المحتمل ان يخلق ذلك شحة وقود خطرة في البلاد.

بغض النظر عن المخاوف الحاصلة حاليا، فان عدم استقرار الحكومة قد يؤدي الى عرقلة المصادقات على مشاريع وتقويض خطط العراق المرسومة لتعزيز طاقة الانتاج الى 8.5 مليون برميل في اليوم بحلول العام 2025 .

وقال محلل في وكالة بلاتس "سيستمر عامل البيروقراطية وعدم الكفاءة بتبطئة خطى تطوير البنى التحتية لصناعة النفط وتنفيذ المشاريع المرسومة، ويجب عدم التغاضي كليا عن احتماليات التعطل عن التجهيز الناجمة عن الاحتجاجات ."

عن: وكالة غلوبال بلاتس للطاقة