( المدى ) تكشف كواليس اختفاء الناشطين: استدراجهم إلى أزقة البتاويين وخطفهم بسيارات مدنية

Sunday 24th of November 2019 09:42:23 PM ,
العدد : 4554
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

يتجاهل ضباط في جهاز امني حساس معلومات عن ناشطين في الاحتجاجات لانقاذهم من عمليات خطف تقوم بها جهات مسلحة بالتعاون مع اطراف في السلطة.

وكلف ذلك الجهاز خلال الاسابيع القليلة الماضية بمتابعة ما اسموه بـ"رؤوس التظاهرات" في بغداد لتصفيتهم بشكل تدريجي عبر سلسلة من الاعتقالات على طريقة "عصابات الخطف".

ومنذ ايام تابع ناشطون في العاصمة اخبار اختفاء عدد من المتظاهرين اثناء خروجهم من ساحة التحرير، كما رصدوا وجود سيارات سوداء مظللة قرب مناطق اختطاف المحتجين.

ورغم التصعيد من جانب السلطات فقد دشن المحتجون في بغداد ومدن الجنوب الاسبوع الخامس من الموجة الثانية للتظاهرات التي اندلعت في 25 تشرين الاول الماضي، بسلسلة من الاضرابات وقطع الطرق في شرقي العاصمة وفي النجف وكربلاء، الديوانية، البصرة، وميسان، وذي قار.وسُجلت امس، حالات قتل جديدة بين صفوف المتظاهرين في بغداد وذي قار والبصرة اثناء محاولة فك الحصار عن ميناء ام قصر، فيما توافد الطلبة الى ساحات الاحتجاج على الرغم من تهديدات وزارة التربية والاجهزة الامنية ضد إدارات المدارس.

واكد ضابط في جهاز امني حساس في اتصال امس مع (المدى)، "ابعاد" عدد من منتسبي ذلك الجهاز بسبب "شكوك" في تعاطف بعض الضباط مع المحتجين.

واستناداً للضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية المعلومات، انه منح "اجازة اجبارية لعدة ايام مع عدد من زملائه بسبب مواقفهم المؤيدة للمتظاهرين".ويكشف الضابط عن تكليف صدر اليهم بعد ايام قليلة من اندلاع الاحتجاجات بـ"متابعة رؤوس الاحتجاجات لاعتقالهم".

ويقول إنه وبعض الضباط في الجهاز "يتجاهلون بعض المعلومات التي تأتي اليهم من عناصر مزروعة مع المتظاهرين بزي مدني"، مضيفا بالقول: "نحاول دائما منع اعتقال الناشطين وخاصة النساء".

لكن رغم ذلك يؤكد الضابط انه خلال الاسبوع الماضي فقط تم "اعتقال 3 ناشطين في محيط ساحة التحرير بينهم رجل كبير في السن".

وقال الضباط وهو برتبة رائد ان قيادات الجهاز "ترددت في ارسال معلومات عن ناشطين في ساحة التحرير بعدما اكتشفت انهم ينتمون الى جهة سياسية معينة" دون ذكر اسم تلك الجهة.

وبحسب الضابط فان الجهاز يعطي المعلومات عن الناشطين الى اجهزة امنية اخرى –لم يذكرها- "تقوم باعتقالهم على طريقة عصابات الخطف عبر سيارات مدنية قريبة من مناطق التظاهرات بعد استدراجهم الى الازقة".

ويؤكد الضابط ان "المختطفين يسلمون بعد ذلك الى احد الفصائل المسلحة"، دون تحديد اسم تلك الفصائل.

وكانت مصادر امنية تحدثت لـ(المدى) في وقت سابق، عن وجود حالة من الرفض "غير المعلن" في داخل بعض الاجهزة الامنية ضد بعض الجهات العسكرية التي لا تلتزم بتعليمات عدم اطلاق الرصاص.

وقالت تلك الجهات إنها تخشى تورط الجميع بالدم العراقي بسبب "عناد" تلك القوات التي تستمر باطلاق النار.

محاولة جديدة لاستعادة الأحرار

ومنذ ايام تواجه القوات الامنية المتظاهرين بالرصاص الحي في المناطق القريبة من جسر الاحرار بذريعة الهجوم على "البنك المركزي".

امس، بث ناشطون مقاطع فيديو عن محاولة جديدة هي الثالثة في غضون اسبوع للاجهزة الامنية من أجل السيطرة على جسر الاحرار.

واظهر المقطع اصوات الرصاص الحي ضد محتجين بين ساحة الوثبة و"الاحرار"، فيما قال احد الاشخاص الذي يظهر صوته في التسجيل إن "مكافحة الشغب ترد بالرصاص بعد ان فشلت في ابعادنا عن الساحة".

وقال علي سعد، احد المتظاهرين في ساحة التحرير لـ(المدى) "شيع اليوم (امس) شهيدين في الساحة قتلا في المواجهات الاخيرة قرب جسر الاحرار".

وسجل في الايام الثلاثة الماضية مقتل 8 متظاهرين في محيط جسر الاحرار، بالاضافة الى عدد كبير من الجرحى.

في المقابل اشار سعد الى انه تم تسجيل عمليات قتل لمتظاهرين، يوم امس، بالرصاص الحي، تبدو وكأنها من "بندقية قناص". واضاف ان "بناية المطعم التركي تعرضت مساء اول من امس، الى اطلاق نار كثيف" من قبل اشخاص يستقلون دراجات نارية، فيما لم يسجل حدوث اصابات.

حرائق الرشيد

وتتهم السلطات بعض "المندسين" في محاولة التعرض الى المؤسسات الحكومية واحراق عدد من البنايات التراثية في شارع الرشيد، وسط العاصمة.

واكد المتحدث العسكري باسم الحكومة عبد الكريم خلف أن عصابات تستغل التظاهرات لمحاولة "تدمير وحرق مؤسسات الدولة، والموانئ، والمنشآت النفطية وأملاك المواطنين".

وقال خلف في تصريحات صحفية امس: "سيتم التصدي لهذه العصابات بحزم وبروح المسؤولية، ومنع التخريب، ومجابهة واعتقال من يقف وراءها".

وأصدرت وزارة الداخلية، امس ايضا، توجيهات للمواطنين بشأن الالتزام بالتظاهر السلمي، مؤكدة أن الالتزام بالتوجيهات يعد دليلاً على الوعي والثقافة.

وشددت الوزارة في بيان على "عدم المساس بالممتلكات العامة لان عائديتها للمواطن ووجدت لخدمته"، مضيفة أن "الجندي والشرطي هو اخ لك ووجوده لحمايتك".

وأوضحت أن "الحقوق تصل أسرع عند المطالبة بها بانضباط"، داعية المتظاهرين إلى "الابلاغ عن المندسين ومثيري الشغب على الرقم المجاني (130(".

وكانت مديرية الدفاع المدني، قالت امس، ان اﻏﻠﺐ اﻟﺤﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺒﺖ ﻓﻲ ﺷﺎرﻋﻲ اﻟﻨﻬﺮ واﻟﺮﺷﻴﺪ وﺳﺎﺣﺔ اﻟﺨﻼﻧﻲ "ﻣﻔﺘﻌﻠﺔ"، ﻣﺸﻴﺮة اﻟﻰ ان ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺪث مرتين او اﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎﻳﺔ اﻟﻮاﺣﺪة.

ويقول الضابط في الجهاز الامني ان "اغلب الحرائق كانت بسبب اخطاء القوات الامنية في رمي القنابل الصوتية والدخانية".