ومضات خليجي24: العامل النفسي حاسم وصادم للعنابي !

Wednesday 27th of November 2019 07:05:37 PM ,
العدد : 4557
الصفحة : الأعمدة , اياد الصالحي

 الدوحة / إياد الصالحي

قدم أسود الرافدين الاحتياط درساً مهماً للسلوفيني سريتشكو كاتانيتش قبل الاسباني فيليكس سانشيز ، على غير العادة في مثل هكذا مباراة توّجوا الأداء بفوز ثمين ،

في مستهل منافسات بطولة الخليج العربي 24 التي كافأتهم بُعيد حرب نفسية قاهرة حاصرتهم منذ ثلاثة أيام عقب تفرّغ ثمانية من لاعبي الشرطة في مهمة كأس الأندية العربية الأبطال ، وتصاعدت حالة القلق حتى عند مدربهم المستاء من تمسك الشرطة بجميع اللاعبين دون أن يترك نصفهم يتدربون معه ، فجاء الرد الحاسم من مصطفى محمد وابراهيم بايش وشريف عبدالكاظم ومحمد رضا ومحمد قاسم وحسن حمود وميثم جبار بأنهم بمستوى الآمال ليكونوا جاهزين أمام بطل آسيا ، وبالفعل كان درساً بليغاً لكاتانيتش بأن تجاهل الاستعانة بالبدلاء وراء تزعزع الثقة لديه بعدم الثبات على الأفضل أو منحه الوقت الكافي كلما لزم الموقف اختياره للمهمة الصعبة.

أما الدرس الذي تلقاه سانشيز كان أقوى ، فهو المدرب المعروف عن بروزه مع الفئات العمرية القطرية منذ عام 2006 وأهدى منتخب الشباب القطري عام 2014 كأس آسيا للشباب ، ومنه تأهل لتولي مهمة المنتخب الأولمبي ثم الوطني وحاز مطلع العام الحالي على لقب بطل آسيا في الإمارات ، وبرغم حذاقة الرجل في التدريب ، لم يستطع فك طلاسم الشباب السبعة العراقيين ولم يمنع فكره الثاقب من تواصل خطورتهم، ومال العامل النفسي لمصلحة أسود الرافدين بعدما أدركوا أن لا خيار لهم سوى المباغتة بالهجمات والمواجهة بضراوة ، في حين لم يَعد سانشيز لاعبي قطر على الصعيد النفسي ويحصّنهم من كسب النتيجة بقناعة وهمية في ضوء مأزق لاعبي الشرطة ! ففوجئ سانشيز بالثقة العالية والتركيز الحذر من قبل لاعبينا ، وتعطلت طلعات بيدرو وعبدالكريم حسن ولم نر الهيدوس بالحماسة ولا عفيف بالاقتحام ، ولم تنفع محاولات المعز علي في تعديل النتيجة ، لتكون المباراة واحدة من القمم الصادمة للعنابي مع نظيره العراقي في أمسية زهوه بقص شريط افتتاح البطولة.

***

واكبنا تصريحات أغلب مدراء المنتخبات المشاركة في بطولة خليجي 24 وتركزت جُلها على اعطاء فرصة حقيقية للاعبين الشباب ممّن يتوقع لهم التميّز والاستحواذ على الفرصة بجدارة ، فلم تعد بطولة الخليج موقعة ملتهبة بين النجوم الكبار حصرياً ، بل مشروعاً مهمّاً لاطلاق المهاريين الشباب ليصبحوا نجوم بطولات الخليج مثل عديد النجوم الذين فازوا بلقب الافضل أمثال القطري خالد بلان (البحرين 1970) وحبيب جعفر( السعودية 1988) والاماراتي ناصر خميس ( الكويت 1990) والبحريني طلال يوسف (قطر 2004) والسعودي ماجد المرشدي (عُمان 2009) والعُماني أحمد كانو (الكويت 2017) لا سيما ان تزامن بطولة 24 مع انتهاء الجولة السادسة من تصفيات القارة المزدوجة لمونديال 2022 وآسيا 2023 يخدم المستوى الفني لها ، فأغلب المنتخبات مُحافظة على معدلات اللياقة البدنية وهو عنصر أساس يمنحها الافضلية في تسيير أشواطها بما تتواءم مع تطلعاتها لتحقيق خطوات متقدمة في التنافس المشروع وصولاً الى لقب البطولة في ليلة تتويج عرّيس الخليج.

*** 

بإقامة لقائي امس بين عُمان والبحرين ، والسعودية والكويت ضمن المجموعة الثانية من بطولة خليجي 24 على أرض الدوحة الجامعة للاشقاء في أكثر من مناسبة ، تلتقي عناوين بارزة معا أهداف البطولة ومضامين التأسيس الاولى منذ عام 1970 وهي (كلنا واحد .. نلعب لنسعد الملايين من أبناء المنطقة .. كأس واحدة وثمانية فرسان بقلوب بيضاء وتنافس شريف ) وهكذا مزيد من الشعارات التي يرددها الجمهور فوق المدرجات أو يترجمها الصحفي الى تقارير ايجابية تعزز من استمرار الكرة الخليجية لتجمع المتنافسين وتقرّبهم وتوحّدهم، وتحسب للبطولة أنها نجحت في مد ذراعي السلام والمحبة لجميع الدول بعيداً عمّا تسبّبت به السياسة من جروح ، فكرة القدم تدحرج معها كل مخلفات التوتر وتتسدّدها خارج المستطيل الاخضر الذي يبقى واحة للتسامح والتآلف ، ويمكن القول إن بطولة الدوحة 24 نجحت مبكّراً بلمّ شمل المنتخبات الثمانية وردّدت (خليجنا واحد وشعبنا واحد) بهتاف صادق استشعرنا بحرارته في أمسية افتتاح النسخة 24 امس الأول ببهجة كبيرة وتفاؤل لا حدود له.