واشنطن بوست: القوى السياسية تتخبط في تنفيذ مطالب المتظاهرين

Monday 2nd of December 2019 09:09:35 PM ,
العدد : 4560
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد

صادق البرلمان الاحد على استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وسط احتجاجات مستمرة داعية لاصلاحات كاسحة، مهيئا بذلك الارضية لأزمة سياسية جديدة في وقت تتخبط فيه الطبقة الحاكمة في محاولاتها لتلبية مطالب ينادي بها المتظاهرون .

حسم الموقف في البرلمان جاء بينما اصطدم محتجون مع قوات امنية في بغداد ومدن اخرى كجزء من محاولة لاسقاط نظام يحابي نخب رجعية.

المتظاهرون، حيث الآلاف منهم يعتصمون في ساحة التحرير وسط بغداد دعوا الى تشريع قانون جديد للانتخابات ووضع حد لنظام المحاصصة في تقاسم السلطة وسرقة موارد البلد من قبل نخب سياسية متنفذة .

الحركة الاحتجاجية الراسخة، التي مضى عليها شهران الآن، قد شكلت أخطر تحد يواجهه النظام السياسي العراقي منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003. 

وكشف مسؤول من حقوق الانسان الاحد، طالبا عدم ذكر اسمه، عن مقتل اكثر من 430 متظاهرا خلال الاضطرابات .

نواب ومحللون قالوا الأحد ان مغادرة عبد المهدي، الذي تم تعيينه العام الماضي بعد اشهر من مساومات داخل البرلمان، تمنح السلطات فرصة لتفعيل تغيير حقيقي. لقد سئم العراقيون من معدلات بطالة عالية وانتشار للفساد مع غياب خدمات حكومية. فهم يشيرون الى موارد العراق النفطية الهائلة كدليل على تعرض ثروة البلد للهدر والنهب .

احمد الميالي، محلل سياسي يقول "العراق لديه فرصة تاريخية لتشكيل حكومة قوية، حكومة خالية من تدخلات خارجية ."

وأعلن عبد المهدي خططه للاستقالة الجمعة بعد اندلاع اعمال عنف في مدن عدة مساء قامت خلالها قوات أمنية بقتل 45 متظاهرا على الاقل خلال فترة 24 ساعة فقط. واقترح المرجع الديني الاعلى علي السيستاني، ان يعيد البرلمانيون النظر بدعمهم لحكومة عبد المهدي . ولكن يقول بعض البرلمانيين انه من غير المحتمل ان يتفق البرلمان على بديل. وامام رئيس الحكومة والقوى السياسية 15 يوما فقط لاختيار رئيس وزراء الذي هو بدوره سيُمنَح 30 يوما لتشكيل حكومة .

زعيما الكتلتين الاكبر، مقتدى الصدر وهادي العامري المدعوم من ايران، كانا مختلفين علنا بشأن استقالة عبد المهدي. في بيان له الشهر الماضي تعهد الصدر بعدم اللجوء مرة اخرى الى اي تحالف سياسي مع العامري بعد تراجع الاخير الواضح من اتفاقية لاخضاع عبد المهدي لتصويت سحب الثقة في البرلمان .

المسؤولون مكبلون ايضا بالتفضيلات السياسية لقوى خارجية مثل الولايات المتحدة وايران، اللذان كان لهما دور كبير في مساومات جرت وراء الكواليس قبيل تعيين عبد المهدي العام الماضي .

ناجي السعدي، عضو في تحالف سائرون التابع للصدر، يقول: "نتمنى حقا ان تترك ايران هذه المرة الشعب العراقي ليختار مصيره بنفسه ."

ويضيف المحلل السياسي الميالي قائلا "فاعلية إيران الآن ليست نفسها التي كانت قبل الاحتجاجات. المسؤولون الايرانيون لم يعودوا احرارا لتشكيل حكومة مقربة من طهران ."

حتى بينما يدلي برلمانيون بتصريحات شفوية بالحاجة لتغيير فانهم يقرّون بان أي قائد جديد سيرث دولة مضطربة مهشمة تترنح من قمع أمني يبدو أنه تسبب فقط بزيادة ارادة المحتجين صلابة .

وكشف مسؤولون الاحد عن مقتل متظاهر من قبل قوات امنية في بغداد بينما كان الطرفان يشتبكان في شارع الرشيد. حيث سعت قوات امنية لمنع متظاهرين من عبور جسور رئيسة وسط بغداد تؤدي للمنطقة الخضراء المحصنة حيث مقرات الحكومة وسفارات اجنبية .

في النجف اعلنت محكمة الاحد عن اصدار أوامر بالقاء القبض على "اولئك المسؤولين عن قتل محتجين".

دون ذكر مزيد من التفاصيل، وقال محافظ النجف انه سيمثل امام سلطات قضائية لتقديم افادته حول حالة الاضطراب .

حسين العقابي، عضو لجنة قانونية في البرلمان، يقول "الحل الافضل الآن هو ان تجعل جميع الكتل تتفق على شخص يحظى بموافقة المحتجين ايضا ."

ومضى العقابي بقوله "على رئيس الوزراء الجديد ان يضع مصالح الشعب اولا، وهذه الثورة اولا وان يحارب الفساد. عكس ذلك سيكون بمثابة انتحار سياسي لجميع النخبة السياسية ."