خطة إيرانية لإبقاء عبد المهدي.. والفتح يطلب وساطة يونامي

Tuesday 3rd of December 2019 10:12:30 PM ,
العدد : 4561
الصفحة : سياسية ,

 متابعة/ المدى

قال تقرير بريطاني، امس الثلاثاء، إن تحالف الفتح بقيادة هادي العامري يستنجد بالأمم المتحدة لإقناع المتظاهرين بمرشحيه إلى رئاسة الحكومة الجديدة، فيما تحدث عن خطة إيرانية لإبقاء عبد المهدي على رأس حكومة تصريف أعمال حتى ضمان وصول شخصية جديدة موالية لطهران.

واكد التقرير الذي نشره موقع صحيفة "اندبندنت البريطانية"، وتابعته (المدى)، أن تحالف الفتح قدم مرشحين اثنين هما محمد شياع السوداني وإبراهيم بحر العلوم، لكنهما يصطدمان برفض سريع من الشارع.

وفيما يلي نص التقرير دون تصرف:

يستنجد تحالف الفتح في البرلمان بالأمم المتحدة، ليقنع الشارع بقبول أحد المرشحين الذين يقدمهم لمنصب رئيس الحكومة الجديدة، خلفاً لعادل عبد المهدي الذي تقدم باستقالته تحت ضغط حركة احتجاجية مستمرة منذ أكثر من شهرين.وتداول التحالف المقرب من إيران، ويضم ممثلين عن أبرز الفصائل المسلحة المشاركة في قوات الحشد الشعبي، أسماء العديد من المرشحين حتى الآن، لكنه يصطدم برفض سريع من الشارع، لكل ما يصدر عنه من مقترحات.يوم الاثنين، توصل التحالف الذي يترأسه زعيم منظمة بدر هادي العامري ويضم في عضويته زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وزعيم حركة النجباء أكرم الكعبي، إلى اتفاق على تسليم رئيس الجمهورية برهم صالح اسمي مرشحين اثنين، ليكلف أحدهما خلال 15 يوماً، وفقاً للدستور.

وقالت مصادر سياسية إن تحالف الفتح استقر على أن يكون مرشحه الأول لتشكيل الحكومة الجديدة، وزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم، فيما وزير الصناعة السابق محمد شياع السوداني هو المرشح الثاني، مؤكدة أن التحالف أبلغ رئيس الجمهورية بالأمر.

وينحدر بحر العلوم من عائلة شيعية عريقة، وسبق له أن عمل جنباً إلى جنب مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ورئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.أما السوداني فهو قيادي بارز في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، وهو وزير الصناعة في الحكومة السابقة بقيادة حيدر العبادي.وفجّر ترشيح بحر العلوم والسوداني عاصفة من الجدل لجهة إصرار الأطراف السياسية الموالية لإيران على الدفع بوجوه قديمة ومستهلكة وتعد جزءاً من حالة الفشل المستمرة منذ 16 عاماً، على الرغم من الاحتجاجات الشعبية التي خسرت مئات القتلى وآلاف الجرحى بهدف إحداث تغيير في بنية النظام السياسي، يضع حداً للفساد المستشري في أجهزة الدولة والمحاصصة الطائفية والقومية التي تتحكم بمقدرات البلاد.

وتعليقاً على هذه الترشيحات، يقول الكاتب والإعلامي قيس حسن إن ساسة العراق لن يتعظوا "ولو جرت بحور من الدماء"، مشيراً إلى أن "الكلام عن أنهم منفصلون تماماً عن الناس ليس مبالغة أو تشهيراً بل هو واقع معاش".

وأضاف أن "مئات الشهداء سقطوا من دون رحمة ولا تردد على يد هذه السلطة، والآلاف جرحوا جراحات بالغة والبلد في مخاض شاق وعسير، كل هذا من أجل رفضهم واستبدالهم وإبعادهم عن المشهد، فما الذي فهموه من درس هذه المذبحة العظيمة؟.. لا شيء إطلاقاً".

وتابع أن "ما تعلموه لا يرقى إلى ما تعلمه طفل صغير، (فهم) يعيدون تدوير الوجوه نفسها واللصوصية نفسها. ويعيدون إنتاج أنفسهم، كما تعيد الممالك إنتاج ملوكها وفرضهم حتى وإن كانوا مجانين".ويخشى تحالف الفتح أن يستمر الشارع في استهلاك المرشحين، لذلك يطالب بوساطة دولية، في ظل يقينه أن المحتجين لن يقبلوا وساطة أي طرف داخلي، ديني أو سياسي.ويرى النائب عن تحالف الفتح حنين القدو أنه "من الصعب الاتفاق على أي شخصية لخلافة عبد المهدي حالياً، ما يعني الحاجة الفعلية لوساطة أممية لإرضاء جميع الجهات السياسية والشعبية".وتابع أن "رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، سيكمل مشواره في حكومة تصريف الأعمال إلى حين إقرار قوانين انتخابات مجلس النواب والموازنة والمفوضية".

وتكشف إشارة القدو الأخيرة إلى حكومة تصريف الأعمال، جانباً من السيناريو الإيراني للعراق، حيث يستمر عبد المهدي في مهامه، بحجة صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن خليفته.وتتحدث مصادر سياسية في بغداد عن خطة إيرانية لربح الوقت، من خلال الإبقاء على عبد المهدي في موقعه رئيساً للحكومة، حتى وإن كانت لتصريف الأعمال، إلى حين إيجاد مخرج يضمن ترشيح بديل موال لطهران، من دون استفزاز الشارع الغاضب.

ويمنح الدستور العراقي مهلة 30 يوماً للبرلمان، من لحظة إقالة الحكومة السابقة، كي يصوت على الحكومة الجديدة، بعد أن يسمي رئيس الجمهورية رئيس الوزراء المكلف.

وحتى الساعة، ليس واضحاً متى بدأت هذه المهلة، وما إذا كان العد يبدأ من لحظة إعلان عبد المهدي استقالته في 29 من الشهر الماضي، أم من لحظة قبولها عبر البرلمان في الأول من الشهر الحالي. إذ يبرع ساسة البلاد في التلاعب بالمهل الدستورية واستهلاكها حتى اللحظة الأخيرة.

ووصفت الولايات المتحدة أحداث العنف التي شهدتها مدينة الناصرية في الأيام الأخيرة وراح ضحيتها 29 شخصاً على الأقل، بأنه أمر "صادم ومقيت" ودعت الحكومة العراقية إلى التحقيق ومعاقبة المسؤولين عن استخدام القوة المفرطة.

وقال ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى للصحافيين يوم الاثنين، "استخدام القوة المفرطة في نهاية الأسبوع في الناصرية صادم ومقيت".

وأضاف "ندعو الحكومة إلى احترام حقوق الشعب العراقي ونحث الحكومة على التحقيق ومحاسبة من يحاولون إسكات المحتجين السلميين بوحشية".