مصارحة حرة: دوري الطوارىء

Saturday 14th of December 2019 07:36:54 PM ,
العدد : 4568
الصفحة : الأعمدة , اياد الصالحي

 إياد الصالحي

لا مخرج قريب من أزمة توقف دوري كرة القدم الممتاز لموسم 2019-2020 كما يبدو في ظل استمرار ترقب لجنة المسابقات في اتحاد اللعبة لِما تؤول اليه ثورة الاحتجاج لملايين الشباب افترشوا ساحات الاعتصام في العاصمة بغداد والمحافظات منذ الخامس والعشرين من تشرين الأول الماضي ،

ما أضطرّ الاتحاد الى تأجيل موقفه الرسمي أكثر من مرّة تحت ضغط إدارات الأندية المُحرجة مع مؤسساتها الحكومية هي الأخرى.

مسؤولية كبيرة وخطيرة ، نقدّر فيها حَذر اتحاد كرة القدم من التسرّع في استئناف منافسات الدوري الذي بدأ في الثامن عشر من أيلول الماضي وأكمل أربع جولات من مشواره قبل التوقّف الاضطراري بسبب قطع الطرق نتيجة التظاهرات الشعبية التي تشهدها أغلب مدن العراق والخشية من عدم وجود غطاء أمني كافٍ لجميع العناوين المسؤولة عن نجاح المسابقة من لاعبين ومدربين وحكام ومشرفين وإعلاميين وجماهير.

بانقضاء نصف شهر كانون الأول الحالي ولم يلح في الأفق أي حل مرضٍ للمحتّجين ، مع وجود حكومة تصريف أعمال والتداول في كيفية استقرار الوضع الذي يستنّزف وقتاً طويلاً ، يكون الاتحاد قد أسقط من روزنامته تواصل الدوري حتى نهاية عام 2019، مع تأكيد علي جبار رئيس لجنة المسابقات وجود أفكار بديلة ستطرح بعد وضع سقف زمني للانتظار عمّا تسفر عليه ثورة الاحتجاج ، ولا نيّة لاتحاده بإلغاء الدوري.

تأكيد مثل هذا يمنح الأندية جرعة من الأمل بأنها لن تخسر أموالها في صفقات يستفيد منها طرف واحد ، بل يمكن أن تعاود المنافسة في المسابقة مهما كان شكلها ، وهنا نلفت عناية الاتحاد إلى مقترح يتناسب مع ظروف دوري الطوارىء للأشهر المقبلة من عام 2020 والتي تزدحم بمشاركات المنتخبات والأندية في بطولات عربية وقارية ومونديالية ينبغي تهيئة الأجواء المثالية للاعبيها ليحققوا التفوّق ويحسّنوا من تصنيف كرتنا دولياً.

بما أن الدوري توقف مع نهاية الجولة الرابعة في الثالث والعشرين من تشرين الأول الماضي ووجود عشر مباريات مؤجلة من الجولات السابقة تشكّل عِبئاً كبيراً على الروزنامة ، تكون المرحلة الأولى قد خرجت عن الضابط الزمني لها المحدّد وفقاً للائحة المسابقة مقارنة مع بلوغ المرحلة نفسها الجولة الثالثة عشر في السادس عشر من كانون الأول 2018 للموسم 2018-2019 ، وكذلك تزامن فترة الانتقالات الشتوية للفترة من 1 كانون الثاني الى 28 شباط عام 2020 المعتمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم ، بناء على كل ذلك ، لا بدّ من التفكير الجدّي الاسبوع الحالي على هامش اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد اليوم الأحد بالتدبير الناجع لآلية التنافس الجديدة والمحكومة بظروف البلد.

وهنا نقدّم مقترحاً للجنة المسابقات يدعم توجّهها باعتماد الدوري هذا الموسم مهما كان حجم الضغوط ، ونعيد ذاكرتها الى آلية موسم 2010-2009 لمرحلة النخبة ، ونرتأي تقسيم الأندية العشرين الى ثلاث مجاميع تلعب في ملاعب أربيل ودهوك والسليمانية بنظام الدوري من دور واحد يتأهل أبطال المجاميع مع أفضل ثانٍ الى المربع الذهبي ومنه يترشّح الفائزان إلى المباراة النهائية دون الحاجة لمباراة المركزين الثالث والرابع.

إذا ما أراد الاتحاد أن يستثمر العامل الزمني عليه أن يحسم أمره في الاجتماع المرتقب ، ويبدأ التنسيق مع مسؤولي إقليم كردستان ويوفر الدعم المالي من خلال مذكّرة تفصيلية الى لجنة القرار 140 يوضّح فيها حتمية استئناف المسابقة بالطريقة الجديدة لتأمين أجواء مستقرّة وقصر مدة التنافس في كل مجموعة وعدم التقاطع مع الاستحقاقات الوطنية خارجياً.

ربما تضيف لجنة المسابقات افكاراً اخرى للمقترح ، لكن الأمر المهم فيه أن روزنامة الكرة العراقية في شهر كانون الثاني ستكون مزدحمة بمشاركات عدة تربك الاندية ولا وقت متاح لتنظيم المسابقة سوى اختزالها بالآلية أعلاه خلال شهري شباط وآذار ، فمنتخبنا الأولمبي تحت23 سنة سيلعب في بطولة آسيا بالصين من 8 الى 26 الشهر ذاته ، وإذا تمكّن القوة الجوية من الفوز على مولودية الجزائر يوم غد الأثنين سيلعب يوم 4 الشهر نفسه أمام الرجاء الرياضي المغربي في ربع نهائي بطولة كأس محمد السادس للأندية الابطال 2019 ، وكذلك رفيقه الشرطة سيخوض لقاء الإياب مع الشباب السعودي يوم 20 منه للدور والبطولة نفسيهما ، وسيلتقي الزوراء منافسه بونيودكور الأوزبكي في 21 كانون الثاني ضمن ملحق دوري أبطال آسيا ، دون أن ننسى استحقاق المنتخب الوطني في التصفيات المزدوجة للمونديال وآسيا وما تتطلبه الاشهر المقبلة من تأهيل بدني للاعبيه من خلال مباريات الدوري.