الفتح تتمسك بتكليف السوداني وسائرون تتعهد بـ قلب الطاولة

Saturday 14th of December 2019 09:21:29 PM ,
العدد : 4568
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

يبدو ان نقاشات الكتل السياسية للتوصل الى مرشح مقبول ـ على مستوى القوى السياسية ــ قد وصلت الى طريق مسدود قبل ايام من انتهاء المهلة الدستورية لتكليف رئيس وزراء جديد.

ويتمسك تحالف الفتح بالنائب المستقيل حديثا من حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون محمد شياع السوداني، فيما يتوعد تحالف سائرون بإثارة الشغب والفوضى داخل البرلمان في الجلسة المخصصة لطرحه.

كما يلمح ائتلاف سائرون المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى اقتحام الخضراء من قبل المحتجين وتعطيل الحياة السياسية التي تتعكز منذ أشهر في حال تكليف السوداني وهو شخصية مقربة من ايران ومن رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ايضا.

ويحاول الفتح ــ رغم الاعتراضات ــ طرح السوداني على انه مرشح "توافقي" معتمدا على اتفاقات بينه وبين دولة القانون.

وقال النائب عن تحالف الفتح عباس الزاملي لـ(المدى) ان "كتلة الفتح ستسمي مرشحها لرئاسة الحكومة خلال اليومين المقبلين قبل ارساله إلى رئيس الجمهورية لتكليفه"، مرجحا تكليف السوداني. 

واضاف ان "الامر مايزال غير محسوم بين الكتل والاطراف السياسية لاختيار شخصية قادرة على تحقيق النجاح في المرحلة القادمة"، معترفا أن "التكليف غاية في الصعوبة لكنه سيحسم قبل نهاية المهلة الدستورية".

واكد الزاملي وهو نائب عن الديوانية أن "تكليف رئيس الجمهورية لمرشح رئاسة مجلس الوزراء سيكون قبل يوم الخميس المقبل".

بالمقابل أكد مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية رفض الكشف عن هويته لـ(المدى) ان "الكتل السياسية لم تتفق (لغاية الآن) على اسم المرشح الجديد لرئاسة الحكومة"، معتبرا ان الاسماء التي يتم طرحها وتداولها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل اعلام "ترويجية" لصالح شخصيات واسماء معينة. 

وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي وعدد من وسائل الاعلام انباء عن قرب تكليف شخصيات سياسية عديدة لرئاسة الحكومة المقبلة، آخرها النائب محمد شياع السوداني.

ويبين المصدر أن "المهلة الدستورية الممنوحة لرئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكتلة الاكبر ستنتهي يوم الخميس المقبل المصادف 19/ 12 عند الساعة الثانية عشرة ليلا على اعتبار ان كتاب التكليف وصل من مجلس النواب إلى رئاسة الجمهورية في الرابع من شهر كانون الاول الجاري".

وفي بداية شهر كانون الاول الجاري وافق مجلس النواب بالاغلبية على طلب استقالة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي الذي قال إنه يسعى بذلك إلى الحيلولة دون انزلاق البلاد إلى مزيد من العنف والفوضى. 

وعلق المصدر أن "قضية تكليف مرشح جديد لا تعتمد على المطبخ السياسي فحسب بل هناك مطبخ المتظاهرين، وبالتالي لا يمكن للطبقة السياسية احتكار تسمية المرشح الجديد دون موافقة الجماهير المحتجة".

ولفت إلى أن "الكثير من الاسماء طرحت في الاجتماعات المغلقة بين القوى السياسية وآخرها محمد شياع السوداني الذي تم رفضه من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وكذلك المتظاهرين"، مؤكدا "تراجع حظوظ السوداني".

وتنظم المادة 76 من الدستور عملية انتخاب واختيار رئيس الحكومة من خلال تكليف رئيس الجمهورية، مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً، بتشكيل مجلس الوزراء، خلال خمسة عشرَ يوماً. وتوقع المصدر أن "الفترة المتبقية والمحددة في اقل من 4 ايام ستكون كافية لرئيس الجمهورية برهم صالح لتسمية مرشح الكتلة الاكبر عددا في تشكيل الحكومة"، مؤكدا ان "الاسماء التي يتم تداولها اغلبها سياسية وغير مستقلة".

واشار إلى أن "رئيس الجمهورية بات ينتظر الاتفاق النهائي للقوى السياسية على المرشح الجديد للمصادقة عليه وارساله الى البرلمان"، كاشفا ان رئيس الجمهورية لم يتسلم حتى الآن اسم اي مرشح لرئاسة الحكومة.

وتابع المصدر أن "رئيس الجمهورية متواصل وبشكل مستمر مع المتظاهرين للاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبل"، موضحا أن "المحتجين لم يقدموا اي مرشح سيشغل هذا المنصب".

ومن جانبه أكد مصدر مقرب من تحالف سائرون أن "هناك شبه اتفاق بين الكتل البرلمانية على تكليف النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد شياع السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة"، متوقعا ارسال "اسمه إلى رئيس الجمهورية منتصف الاسبوع الجاري".

وبين المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لـ(المدى) ان "كتلة بدر التي يتزعمها هادي العامري هي من طرحت اسم محمد شياع السوداني لقربه من تحالف الفتح ومن زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وكذلك ايران".

ولفت إلى ان "من اكثر الشخصيات المتبنية لطرح السوداني لرئاسة الحكومة هو وزير الداخلية السابق قاسم الاعرجي الذي بدأ يتفاوض مع الكتل والاطراف السياسية لاقناعها بالتعاون معه في حال تكليفه من قبل رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة الجديدة ضمن المدد الدستورية".

وكشف المصدر ان "نواب كتلة تحالف سائرون يحضرون لاثارة الشغب في جلسات مجلس النواب المقبلة في حال كلف رئيس الجمهورية السوداني بتشكيل الحكومة"، متوقعا دخول "المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء في حال اصرار الكتل على هذا الترشيح".