خفّفِ الوطءَ

Tuesday 7th of January 2020 07:28:48 PM ,
العدد : 4584
الصفحة : عام ,

خضر حسن خلف

خفّفِ الوطءَ، يا زمن الجدبِ

يا زمناً مغرماً بالوجومْ

فالبلاد حياة ٌ وذاكرة ٌ لا تغيبْ

والبلاد صلاة ٌ تشفُّ بأحلامنا

والشجون.

ونحنُ خطيئة تلك المرامي،

نتلقى سموم الرياح

بزهو القوافي ولا نستريبْ!

خفّفِ الوطءَ..

ما أثقلَ الوهم، والوهمُ أسودُ

تطلقُ فيه الضجيجَ المحابي

فيمور الحوارُ

شبيهاً بما مدَّ بوحُ البصيرِ الأصم.

فاتّئدْ

إنني أول الناكثين بمنزلتكْ

تتبنى الخيالَ، تخاتلُ إحساس جرحي

ولكنني الفيصل الآن فيما نؤول إليهِ

فلا تشتملْ

وتظلُّ تؤطّرُ هذا الهيام بما تشتهي

ففنّ الوعيد بما ضجّتِ الرأسُ

غنِّ الوعيدْ!

خفّفِ الوطءَ،

أعيننا مُلئت بالغبارِ،

وفتّتَ شدوُ الحناجرِ حزنٌ

وقد ألِفتنا سجايا

لم نكنْ لنصدّقَ أنّكَ راعي شمائلها

فتمادتْ على مسلك الاحتمال،

تطاولَ تاريخُ أنفسنا سلّماً للعبورْ.

إنّ سرّ التقاطع بين التوهّج والانطفاءِ 

قيامةُ نارْ

والدماءُ قيامتنا الجامعة

إنها الضوءُ يسقطُ بين الخطى

نحو دنيا الحضور.

"يا شاغلي في المدى

حتّام تبغي السأمْ

والشعرُ مني انبرى

يتلو عليك الحُلمْ

انظرْ عبرتُ الصدى

فاصرخْ بملءِ العدمْ

صوتي مداه النغمْ"

هُم صدحوا فيكَ ضرباً من الشعرِ

غضّوا لواحظهم والبصائرَ

عمّا اصطفى الموتُ

ناموا على ريش أحلامنا،

حلموا بالنيابة عنّا

وما برحوا يحلمونْ!

أينَ خبّأتَ عينيكَ إذّاكَ يا زمناً

مغرماً بالوجومْ؟

قُلْ لنا، فالطفولة لحنٌ

يؤطر بالكلماتِ الهيامَ 

وخطوكَ ذاكرة ٌ لا تغني،

تمرُّ على عشبة الروحِ دونَ وضوءْ

والطفولة لمّا تزلْ

تنهرُ الخوف بالأمنياتِ

وتصدحُ ملء الحناجرِ في قاعة الدرسِ،

في الطرقاتِ:"موطني.. موطني"

خفّفِ الوطءَ..

ماذا تبقى لنا غيرَ أحلامنا،

ورؤىً للجمالِ،

ودربِ طويلٍ سنهزمُ فيه الـ"خيال المآتا"

وما الرمحُ إلا عصىً

تتكسرُ تحت وجيب الخطى!

فاستعرْ من طيوف النبيين ذاكرة ً، 

وتحسّسْ بها مجدَ هذي البلادِ التي

حَمَلتْ دفءَ نياتنا صحواً وأسئلة ً!