في فيلم وثائقي عن مشوار حياته : عملاق السينما الفرنسية جان بول بلموندو يستعيد ذكرياته الفنية

Wednesday 8th of January 2020 06:56:23 PM ,
العدد : 4585
الصفحة : سينما ,

عدوية الهلالي

في مطلع العام الجديد ، سيتم بث الفيلم الوثائقي الذي يتعقب آثار الممثل الفرنسي الشهير جان بول بلموندو والذي أخرجه المخرج سيريل فيجوير ،

ويتضمن الفيلم مسيرة حياة وعمل عملاق الشاشة الفرنسية بهيئة رحلة يخوضها مع ابنه ليمر خلالها بأماكن ذكرياته ويلتقي فيها برفاق عمره مع تواصل الحوار بينهما طوال الطريق ، وهي تجربة مثيرة أججت حماس الفنان ودفعته الى انجاز الفيلم على الرغم من تراجع حالته الصحية في السنوات الأخيرة وتعرضه لإصابة بسكتة دماغية عام 2001 عندما كان في كورسيكا ماأدى الى إصابته بالشلل في ذراعه اليمنى وفقدانه الكلام ، لكنه بدأ بالتحسن تدريجيا وتغلب على الأزمة الصحية وعاد ليمارس حياته الطبيعية لرغبته الشديدة في الحياة واعتياده على ممارسة الرياضة مع انها تركت آثاراً واضحة عليه ..

مجلة لوبوا الفرنسية أجرت حواراً مع بلموندو ليتحدث عن فيلمه الوثائقي فقال إنه استمتع بالتجربة خاصة وإنها قدمت الكثير لابنه لأنه لم يكن يرغب بعمل فيلم وثائقي عن حياته لولا رغبة ابنه بذلك ، كما أن صيغة الفيلم لطيفة فهو يخوض محادثة مع ابنه طوال الطريق ولو كان خاضها مع شخص آخر غيره لما كانت النتيجة نفسها فليس هنالك أحد غيره يتقن ذلك ..

وقال بلموندو لمجلة لوبوا إن تصوير الفيلم الوثائقي أعاده الى مواقع تصوير أعظم افلامه فقد كان سعيداً جداً بزيارة البرازيل على سبيل المثال والتي صور فيها فيلمه ( ) وتردد عليها عدة مرات لما فيها من حياة مبهجة وشعب رائع ويقول إنه التقى فيها الصبي الصغير الذي شارك في فيلمه وقدم رقصة جميلة وتبين له أنه تزوج وانجب تسعة أولاد وكانت مفاجأة جميلة بالنسبة له ..

ومن رفاقه الذين قابلهم في طريقه الفنانة أورسولا اندريس التي كانت شريكته في فيلم ( ) وقد قال عنها إنها لازالت جميلة كما كانت دائماً ولم تتخلى عن عشقها للحياة مثله تماماً ..وهنالك أشخاص تحدثوا عنه في الفيلم واشادوا به كثيراً ومنهم الفنان جان دوجاردان الذي قال إنه تعرف عليه لدى أحد أصدقائه ولم يكن معروفاً بعد لكنه أصبح شهيراً الآن وكان من الرائع أن يلتقيه ،ولدى سؤال المجلة له أن كان يعتبره خليفة له في السينما الفرنسية اليوم قال بلموندو إنه لايحب أن يرث ممثل ممثلاً آخر فعلى الرغم من حبه الشديد لجان دوجاردان لكنه يجد أن لديه شخصيته الخاصة القوية جداً فهو من الأشخاص الذين يتألقون ذاتيا وليس من الضرورة أن يكون شبيهاً له ، كما التقى بلموندو برفيقه الفنان البرت دوبوتيل والفنان غي بيدوس الذي قال عنه إنه كان صديقاً مقرباً منه والتقيا عندما كان بلموندو في سن الثامنة عشر وبيدوس في السادسة عشر وقد قاما بجولة خلال شبابهما ونالا الكثير من المرح لكنهما امتهنا التمثيل بعد أن كانا ينويان دخول معهد الموسيقى ..

ولدى سؤاله عن الأفلام المفضلة لديه من مجموع أفلامه العديدة التي قدمها قال بلموندو انه يحب جميع أفلامه حتى تلك التي لم تكن جيدة بما فيه الكفاية لكنه كان مؤمناً بها عندما قدمها وقتذاك ولازال يحتفظ بذكريات رائعة عنها ..ويقول إن بعض جمهوره يفضل فيلم () والبعض الآخر يفضل فيلم ( المحترف) لكنه يحب جميع أفلامه ويسعده كل ماحققه في مسيرته الفنية ..

وعما يود أن يأخذه الفرنسيون منه قال بلموندو :

-عندما كنت صغيراً ، كان والدي يقول لي :" صغيري ، أعمل ، أعمل ، أعمل ) ..وعملت ..لقد مثلت لعشر سنوات على المسرح ولم يكن ذلك سهلاً ، إذ يعتقد الناس بأن النجاح جاء ببساطة لكني عملت بجد لأحقق ماحققته ..أما شباب اليوم فأود أن أقول لهم :" اعملوا ، اعملوا "..لقد كان والدي يصطحبنا باستمرار لمشاهدة متحف اللوفر وعندما سألته عن سبب ذلك قال لنا :" لتتعلموا من أسلافكم "..وأنا لازلت اتعلم ممن سبقوني حتى بعد أن تجاوزت الثمانين بسنوات ..