مسؤولون عراقيون لنيويورك تايمز: تحمل ضغوط المطالبين بإخراج الأميركان أفضل من تبعات مغادرتهم

Sunday 12th of January 2020 08:40:53 PM ,
العدد : 4587
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد احمد

جدران السفارة الاميركية في بغداد كانت ماتزال تحترق وافراد مجاميع موالية لايران كانوا يرددون هتافات تهديدية من خارجها عندما كان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يحاول تفسير الموقف للرئيس الاميركي دونالد ترامب عبر الهاتف .

استنادا لعبد الحسين الهنين، مستشار رئيس الوزراء، فان عبد المهدي قال لترامب عبر الهاتف: "العراق بين صديقين احدهما يبعد عنا مسافة 5,000 آلاف ميل والآخر جار لنا منذ 5,000 آلاف عام. فلا يمكننا تغيير الجغرافيا ولا يمكننا تغيير التاريخ، هذا هو واقع العراق ."

كثير من العراقيين كانوا غاضبين من انتهاك الولايات المتحدة لسيادة بلادهم من خلال شن ضربات جوية على أرض عراقية. سلسلة ضربات جوية وقعت في كانون الاول تسببت بمقتل اكثر من 20 شخصا من افراد فصيل مسلح لدى الحشد الشعبي، هي من اثارت الهجوم على السفارة الاميركية . ضربة جوية بمعزل عن تلك وقعت الاسبوع الماضي قتلت اكبر قائد عسكري ايراني ونائب قائد الحشد الشعبي ادت الى تصويت البرلمان بطرد القوات الاميركية من البلاد مع وقوع هجوم مضاد بالصواريخ شنته ايران على موقعين عسكريين اميركيين في العراق فجر الاربعاء .

ولكن مسؤول عراقي رفيع قال ان الامتثال للضغط السياسي باجبار القوات الاميركية على مغادرة البلاد سيكون بمثابة "كارثة" بالنسبة للعراق عسكريا واقتصاديا .

المهمة الرئيسة للقوات الاميركية المتواجدة في العراق هي للمساعدة في محاربة وملاحقة تنظيم داعش. ويقول المسؤول العراقي، الذي رفض الكشف عن اسمه، انه لو غادرت هذه القوات فان التأثير لن يكون على تقييد المعركة ضد داعش فقط ولكن ستكون هناك جملة من تبعات مؤذية اذا فرضت عقوبات ونفذ ترامب تهديده ستشتمل على مغادرة بقية قوات التحالف الاخرى وصولا الى مصاعب مالية واقتصادية .

واضاف المسؤول قائلا "نعم هناك ضغط كبير من اطراف معنا تدعو لمغادرة القوات. ولكننا نستطيع تحمل هذا الضغط الكبير افضل بكثير من ان نتحمل تبعات مغادرة الاميركان ."

وقال المستشار الهنين "نحن في حالة هيجان في العراق، اجراءات سحب القوات الاميركية تسترجع جزءا من كرامة العراق بعد حادث الضربات الجوية الاميركية وخروقات السيادة العراقية ."

170 برلماني فقط من مجموع 329 صوتوا لاخراج القوات الاميركية مع امتناع اعضاء الكتل السنية والكردية عن الحضور .

احد الاعضاء القلة من السنة الذين حضروا جلسة التصويت وهو أحمد الجربا، رفع راية حمراء بقوله ان مغادرة القوات الاميركية قد تكون بصالح ايران .

وتساءل الجربة قائلا "بعد مغادرة الاميركان هل ان جيراننا اصدقاءنا أسيادنا؟"، مشيرا الى ايران ثم قال "هل سنسلم ثروة وقرارات بلدنا بايدي دول الجوار؟".

وقال الهنين، إن رغبة عبد المهدي هي انه في حال مغادرة الاميركان فانه لن تعود لايران مخاوف امنية وستترك العراق بحاله .

مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون ومحليون عراقيون كبار وضعوا سيناريوهات مخالفة، وقالو ان العراق قد يصبح بين اذرع ايران ويحرم من العملة الصعبة الدولار ويعزل عن الغرب . العراق قد يحرم من مصدره الرئيس من الدولارات لان ارصدته في بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك قد يتم تجميدها. حيث يقوم العراق بايداع مبيعات النفط هناك ثم يسحبها كمبالغ لتسديد رواتب وتنفيذ عقود .

مسؤول عراقي رفيع قال "يبدو ان مركز الرأي واتخاذ القرار في مكتب رئيس الوزراء يتجه نحو الشرق، فهم يكادون يتجاهلون العواقب الكارثية للطريق الذي يتجهون اليه ."

ولكن يبدو ان المؤشر الايجابي في بحث عبد المهدي عن تسوية وحل وسط لهذا الموضوع هو طلبه من مجلس الامن الوطني اعداد تقرير عن خيارات تتعلق بتطبيق التفويض البرلماني. عبد المهدي هو رجل اقتصادي وعمل وزيرا للمالية وهي خلفية توفر له ادراكا لثمن العزلة الاقتصادية حتى لو كانت ضغوط سياسية تلاحقه .

استنادا لمسؤول عراقي رفيع يعمل قريبا من المجلس، فان المجلس قدم ثلاثة خيارات، الاول يطالب القوات الاميركية المغادرة باسرع وقت ممكن، وهو خيار قد يكبح على الاقل تهديدات المجاميع المسلحة الموالية لايران من مهاجمتهم .

الخيار الثاني هو انسحاب مبني على التفاوض والذي قد يبطئ من عملية تقليص القوات وسحبها ويسمح في النهاية بمواصلة جهود القتال ضد داعش في بعض المناطق حتى مع انسحاب قوات من مناطق اخرى .

الخيار الثالث هو اعادة التفاوض ببنود الاتفاقية مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والذي قد يسمح ببقاء بعض القوات وفتح الباب ايضا لبقاء قوات من دول متحالفة اخرى. مجلس الامن الوطني اوصى بالخيار الثالث .

 عن: نيويورك تايمز