كواليس: نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي

Monday 13th of January 2020 07:39:47 PM ,
العدد : 4588
الصفحة : الأعمدة , سامي عبد الحميد

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد

- 2 -
في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي ظهر نموذجان متقدمان للمسرح العراقي الجديد ، الأول يتمثل في مسرحية (المفتاح) التي كتبها يوسف العاني وأخرجها سامي عبد الحميد وصمم مناظرها وأزياءها كاظم حيدر وسأكتفي بما قاله النقاد بوقتها عنها . قال (رشيد الرماحي : "(المفتاح) إذ تشق للمسرح العراقي طريقاً نحو الأصالة .. نؤكد شمول مشكلة الإنسان في كل زمان ومكان وواقع.." وقال (أحمد جاسم العلي) عنها: "أن مؤلفها تعدى المحلية في الموضوع وانطلق الى الآفاق العالمية ليعود ثانية ويسلط الضوء على القضية المحلية... "
ويقول (يوسف العاني) إن العالم يتقدم رغم الآلام والعذاب.." ويقول ناقد آخر "فلأول مرّة في مسرحنا العراقي تصبح الموسيقى والغناء عنصراً رئيساً وأساسياً في مسرحية المفتاح" .
ولابد أن نذكر إن (طارق حسون فريد) هو الذي لحق الموسيقى والغناء. وفي تحقيق إخراج (يجي زكي) عن المسرحية نشره في جريدة (الجمهورية) عنوانه بالجملة التالية (انطلاقة جديدة وعمل مسرحي رائد) . وذكر (حسام الصفار) بأننا نقف بهذه المسرحية على بداية الطريق لمسرحنا العراقي المستقبل". وجاء في جريدة (التآخي) عدد 16/6/1968 ما يلي: "لأول مرة يجابهنا يوسف العاني بطريقة جديدة وبشكل مختلف تماماً كما دأب عليه من قبل ليقدم لنا عملاً فنياً كاملاً يعبر عن وجهة نظر ناقده" . وكتب (ليث الحمداني) في جريدة (الثورة) يقول عن مخرج المسرحية: "تمكن من إبراز قدرات فنية وضعته في طليعة مخرجينا المسرحيين" . وعن مصمم المناظر فإنه "اشدت جدرانه وقدرته الفنية في الديكور والذي أعد تصميمه للمسرحية" .
وكانت مسرحية (الخرابة) هي النموذج الآخر للمسرح العراقي الجديد. وهنا أيضاً اكتفى بملاحظات النقاد عنها يقول الكاتب والناقد (خالد احمد مصطفى) يوسف العاني معني فيما يؤلف للمسرح، بكل (المودات) الجديدة التي أخذت نكتسح مسرح اليوم في العالم، ابتداءً من بيرانديلو ومروراً ببرشت وانتهاءً بفايس. وقد حاول العاني تطبيق هذا المزيج من (خرابته التي عرضت مؤخراً" . وقال الروائي (خضير عبد الأمير) "قدم المسرح العراقي نصوصاً متعددة منها العالمي ومنها المحلي وجميعها تكاد أن تنحصر في رؤية المخرج وفي خط المسرحية العام من درامي وميلو درامي وكوميديا منطقية تقليدية أو غير تقليدية في العرض ومنها الرمز والتجديد واللا شكل ... لكن قلما شاهدت خشبة المسرح مسرحية شمولية تنتقل شخصياتها عبر الزمان والمكان كمسرحية الخرابة" .
ويذكر الناقد (ثامر مهدي) : "تؤكد مسرحية (الخرابة) أكثر ما نؤكد ، على الخاصية التجريبية لاتجاه (يوسف العاني) الجديد ابتداءاً بصورة جديدة ومروراً بالمفتاح وانتهاءً بهذه المسرحية" . ويقول (سعدي أحمد) من وزارة التربية "إن مسرحية الخرابة تؤكد قدرة فناننا العراقي في أن يتخطى الكثير يوحقق الكثير .. ويقدم عملاً مسرحياً شاهقاً كمسرحية الخرابة... والى انتاجات جادة وجديدة من فرقة المسرح الفني الحديث ومن فرقنا المسرحية المجيدة." .
وذكرت الأديبة (بثينة الناصري) تقول: "الخرابة تجربة جديدة على المسرح العراقي تنتمي الى المسرح الشامل الذي يضم الدراما والغناء والرقص والوثائقية والبانتومايم".