واشنطن تصعد تحذيراتها رداً على إخراج القوات الأجنبية: داعش يعود والمستثمرون يغادرون

Wednesday 15th of January 2020 09:21:47 PM ,
العدد : 4590
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

تصاعدت الحرب الكلامية بين بغداد وواشنطن على اثر قرار البرلمان الاخير بالطلب من رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي بـ"طرد القوات الاميركية" التي تقود تحالفاً ضد داعش يتكون من اكثر من 80 دولة.

امس، حذر مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية من تبعات سحب الولايات المتحدة قواتها من العراق، لافتا الى أن ذلك قد يؤدي، في نهاية المطاف، إلى عودة تنظيم داعش. 

وكانت قوى سُنية، قد هددت قبل ايام، باعلان الاقليم في المناطق الغربية، في حال مضت بغداد باخراج القوات الامريكية، متخوفة ايضا من انهيار الوضع الامني هناك.

بدوره يقول النائب عن تحالف سائرون صباح طلوبي، بان الحكومة "جادة في اخراج القوات الاجنبية، لكننا غير مطمئنين للامريكان".

واضاف طلوبي لـ(المدى) ان "رئيس الوزراء يقدم تقارير شبه يومية عن خطواته باتجاه سحب القوات"، مؤكدا بان الولايات المتحدة "لن تتمكن من فرض عقوبات كما كان في عام 1991".

وقرر مجلس النواب مطلع كانون الثاني الجاري، إلزام الحكومة بإنهاء الوجود الأجنبي في العراق، وإنهاء مساعدة التحالف الدولي في محاربة داعش وحصر السلاح بيد الدولة.

بالمقابل حذر زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، امس، من تكرار السيناريو السوري في العراق، فيما اكد ان قرار جلاء القوات الاجنبية من العراق ليس من صلاحيات حكومة تصريف الاعمال.

وقال علاوي في بيان صحفي: "كان على البرلمان محاسبة الحكومة ومراقبة آليات تطبيق قواعد الاشتباك العسكري من حيث طريقة وتوقيتات الاشتباك، ونوعية الاسلحة المستخدمة، على ان يكون العراق كدولة دعت التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمساعدته في حربه ضد داعش وهي صاحبة القرار وليس غيرها، ولضمان ان لا يكون ساحة مفتوحة امام القوى الاقليمية والدولية".

وتساءل علاوي "لماذا بقي العراق يراوح بين البندين السادس والسابع من ميثاق الامم المتحدة وتدفق اكثر من 90% من امواله عبر مصرف في نيويورك بحسب قرار مجلس الامن، فمن هم المسؤولون عن ذلك، ومن الذي سيتحمل تداعياته، واين دور القوى الحاكمة من ذلك، ولماذا تتعالى اصواتها بالرفض بعد ان اوقعت العراق في مياه هذا المستنقع الآسن؟".

الى ذلك اكد مكتب عبد المهدي، امس، ان الاخير بحث في بغداد مع سفراء ثلاث دول قرار البرلمان بانسحاب القوات الاجنبية، فيما أكد على اعتزاز العراق بمواقف الدول الصديقة الداعمة لأمنه واستقراره.

وقال البيان ان عبد المهدي "استقبل سفراء كندا واستراليا وروسيا المعتمدين لدى العراق بناء على طلبهم، كلا على انفراد"، مبينا ان "اللقاءات تناولت العلاقات الثنائية والملفات المشتركة وبحث الأزمة الاقليمية وجهود التهدئة ومنع التصعيد وتجنيب دول المنطقة والعالم اي تداعيات محتملة للأزمة، الى جانب قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الاجنبية من العراق والتعاون ضد الارهاب، واستمرار التشاور والتواصل حول تطورات الأوضاع".

وأشار رئيس الوزراء، وفق البيان، الى "جهود الحكومة لحفظ أمن البلاد وسيادتها الوطنية وعدم تحويلها الى ساحة للصراعات الدولية، وتأكيد حرص العراق على إقامة وتعزيز افضل العلاقات مع الجميع وان يكون نقطة وفاق وسلام في محيطه العربي والاقليمي والدولي".

تظاهرات الصدر

وكان جوي هود، النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، قال "إذا صوتنا لصالح خروج القوات العسكرية للولايات المتحدة (من العراق)، ستخرج قوات التحالف في إثرها، ثم سيخرج المستثمرون وغيرهم، ما سيؤدي إلى تأثير الدومينو.. ومن المحتمل جدا أن يعود داعش".

وأوضح الدبلوماسي مساء الثلاثاء، أن كل مرحلة من هذا التسلسل ستترتب عليها تبعات سلبية خاصة بها، حيث سيتسبب خروج المستثمرين من العراق، مثلا، بإحداث خلل في نظامه المصرفي، وتابع: "الشركاء الستراتيجيون، عندما يرون أن ثمة مشكلات في علاقاتهم، يجلسون ويناقشون سبل الخروج منها.. نريد الجلوس والحديث حول خيار يمكن أن يكون هو الأجدى".

من جهته يقول النائب عن سائرون، صباح طلوبي، ان مواقف المسؤولين الامريكان تؤكد انهم "يماطلون في الخروج من العراق"، معتبرا دعوة زعيم الكتلة مقتدى الصدر، للخروج بتظاهرة مليونية هي "ضغط على القوات الامريكية".

واعلن المقرب من زعيم التيار الصدري صالح محمد العراقي عن موعد انطلاق التظاهرة المليونية التي دعا اليها الصدر لرفض الوجود الأجنبي في البلاد، كما ووجه نصيحة للمتظاهرين بتسع نقاط.

وقال العراقي في بيانه إنه "سنتظاهر من أجل التنديد بالاحتلال وانتهاكاته لسيادة العراق، لنعيش في عراقنا آمنين، ومع جيراننا وأصدقائنا سالمين".

ودعا العراقي الى "رفع العلم العراقي فقط لا غير، فعندما يُرفَع العلم العراقي تُنَكَّس باقي الاعلام، وتذوب فيه وتخشع له". وقال انه "لا بأس بلبس الاكفان، للدلالة على حب الوطن والفداء في سبيله".

واكد المقرب من الصدر، ان موعد التظاهرة هو يوم 24 القادم، دون تحديد مكانها.

وكان زعيم التيار الصدري، قد دعا الى تظاهرة مليونية منددة بالتواجد الامريكي. وقال الصدر في تغريدة له على (تويتر): "فهبوا يا جند الله وجند الوطن إلى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأمريكي وبانتهاكاته، فاجمعوا أمركم ولا تتوانوا". ويؤكد صباح طلوبي ان التظاهرة هي "لاستنفاذ كل الطرق السلمية لاخراج القوات الامريكية"، مبينا انه في حال رفضت واشنطن الخروج "سنلجأ الى المنظمات العالمية قبل ان نقرر المقاومة المسلحة".

وعقد زعيم التيار الصدري، الإثنين الماضي، اجتماعاً مع عدد من الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي في مدينة قم الإيرانية ومنهم زعيم كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، والقيادي في الحشد الشعبي أبو زينب اللامي. وأعلن رئيس تحالف الفتح هادي العامري عن تأييده للتظاهرة المليونية التي دعا إليها الصدر تنديداً بالوجود الأمريكي.

ودعا الشعب العراقي بكافة مكوناته الى الخروج بالتظاهرة المليونية التي دعا اليها مقتدى الصدر واعلان رفضهم للاحتلال الامريكي والاجنبي لتحقيق السيادة الوطنية الكاملة ارضا وسماءً.

بالمقابل قال النائب عن سائرون بان "رفع يد الامريكان من العراق وتحمل العقوبات هو اهون من بقائها وسرقتها لاموال العراق".

ودعا طلوبي الخارجية العراقية الى الاستعداد لعقد اتفاقيات دولية مع "تركيا، والصين، وروسيا" ودول اخرى تحسبا لانسحاب الشركات الاجنبية من البلاد، التي وصفها بـ"الفاسدة".