نقطة ضوء: كلام في الصحافة الرياضية

Sunday 26th of January 2020 08:01:24 PM ,
العدد : 4597
الصفحة : الأعمدة , د.علي عبد الزهرة الهاشمي

 د.علي الهاشمي

أتيحت لي فرصة زمالة الصحفيين الرياضيين الكبار سواء من رابط الكلمة التي جمعتنا كل في صحيفته التي يعمل بها أو من خلال اللجنة الرياضية لنقابة الصحفيين العراقيين في العقود الماضية التي تحوّلت في الوقت الحاضر الى الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية

فقد كانت اللجنة الرياضية تضمّ شخصيات بارزة في الصحافة الرياضية ، يأتي في مقدمة العاملين فيها شاكر إسماعيل وإبراهيم إسماعيل اللذين لا تجمعهما قرابة سوى تشابه اسماء آبائهما إضافة الى ضياء حسن وقاسم العبيدي وعبد الجليل موسى ونصر الله الداوودي وينتمي الى هذه اللجنة خمسة وثلاثون صحفياً رياضياً يتوزّعون على الصحف المجلات العراقية التي لا تتعدى اصابع اليدين .

وكانت بعض الممارسات الخاطئة ترافق مسيرة العمل منها: إن البعض يلتصق بالاتحادات الرياضية أكثر من ارتباطه باللجنة الرياضية لنقابة الصحفيين ، لكن كانت هناك رقابة شبه مركزية تحتّم على الاتحادات أن تطلب من اللجنة ترشيح من يرافق الوفود الرياضية ، ومع ذلك كانت تحصل بعض الخروقات لهذه القاعدة ، فبعض الاتحادات تحاول إغراء بعض الصحفيين ومحاولة استمالتهم نحوها ، فكنا نعرف من يسافر مع هذا الفريق أو ذاك المسؤول قبل فترة مناسبة للسفر ، حيث يبدأ الصحفي الرياضي بكتابة تصريحات استباقية من بنات أفكاره وينسبها الى رئيس اتحاد اللعبة ويشيد بمواقفه وكونه أمضى وقتاً طويلاً مع اللاعبين وحثهم على الابتعاد عن الغرور وأوصاهم بأن يضعوا الوطن في قلوبهم والشعب في حدقات عيونهم وطلب منهم أن يكون عطاؤهم متواصلاً يستمد استمراره من ذلك المعين الشعبي الذي يرفد الرياضة العراقية بالطاقات الشبابية الرياضية المتجدّدة وبعدها يكتب عن رئيس الوفد كيف استطاع تذليل الصعاب في البطولات الماضية وكان لمهارته وحنكته دور في تغيير القرعة والحصول على فندق تتوفر فيه كل أجواء الراحة للاعبين وملعب مناسب للتدريب مستثمراً علاقاته المؤثرة في خدمة الفريق والرياضة العراقية ، حينذاك عرفنا أن الصحفي حجز مقعده على الطائرة مسافراً مع الفريق وحالما يحطّ رحاله يبدأ بالتفكير في كيفية إيجاد المبرّرات والاسباب في حال خسارة الفريق العراقي ، فالملعب شهد أمطاراً غزيرة لم تشهدها تلك البلاد من قبل أو الثلوج انهمرت ولم تكن فرقنا العراقية قد اعتادت على هذه الأجواء ، أما إذا كانت الشمس مشرقة فإن الحكم كان ظالماً في قراراته وسهّل للفريق المنافس الوصول الى مرمانا دون وازع من ضمير وخانه التوفيق وغابت العدالة في قيادته للمباراة حيث لم يحتسب الأخطاء على الفريق المنافس في وقت كانت صفارته بالمرصاد لأي احتكاك بسيط ، أما الحكم الجانبي فإن رايته ترتفع حتى قبل حدوث التسلل واذا لم يجد الصحفي مبرّراً خاصة بعد تطور وسائل الاتصال وثورة التكنولوجيا استطاع أن يعيش المشاهد المباريات لحظة حدوثها من قارات العالم المختلفة فإن الصحفي لا يجد غير سوء الحظ سبباً في الخسارة وكل هذه التبريرات ليست في محلّها تتسم بغياب الضمير المهني واخلاقيات العمل الصحفي التي تؤكد على أن الرأي حر، ولكن الوقائع مقدّسة لا يجوز أن يتدخل فيها المزاج الشخصي للصحفي لكي لا تفقد الأحداث حقيقتها وموضوعيتها .

وفي الوقت الحاضر، وبعد أن تراوح عدد الصحفيين الرياضيين بين (150 - 200) صحفي حيث لا توجد إحصائيات دقيقة أصبح من الصعوبة السيطرة على الصحفيين وكل منهم يعمل بشطارته ويوظف قلمه للتقرب من الاتحادات لينعم بالسفر أو الامتياز ممّا يستوجب عقد لقاءات أو مؤتمرات لتوضيح حقوق وواجبات الصحفي وخاصة من يحمل هوية الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وتشذيب الأخطاء التي تقلّل من هيبة الصحافة الرياضية وقيمها الجليلة وإفهام الجميع أن العمل الصحفي الرياضي أمانة ومسؤولية يجب أن يتحلّى بها من اختار هذه المهنة طريقاً في الحياة واضعاً الحقيقة نصب عينيه وأن تكون أعلى الفضائل التي يتمسّك بها لا يغرّه منصب أو جاه أو أمتياز ويعبّر بمواقفه عن إنتمائه للاتحاد العراقي للصحافة الرياضية فعلاً وليس شكلاً موقفاً ثابتاً وليس عابراً ، وبالمقابل على الاتحاد أن يتخذ الإجراء المناسب بحق الذين يخرقون انضباط العمل الصحفي الرياضي.