جماعات الكاتيوشا تستعجل الحرب وعبد المهدي يرفض العمل الانفرادي فـي إخراج الأميركان

Monday 27th of January 2020 08:37:51 PM ,
العدد : 4598
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

دان رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي، سريعاً، قصف السفارة الاميركية في بغداد، فيما تقاطرت بعد ذلك بيانات زعماء الحشد الشعبي والاحزاب، التي وصفت الحادث بـ"التخريبي".

وتشير بعض التسريبات، الى احتمال وجود اصابات، داخل السفارة، وهو اول استهداف مباشر ونادر للمبنى. وقتلت واشنطن، في غارة، عشية عام 2020، قرب مطار بغداد، الجنرال الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد ابو مهدي المهندس، عقب اصابة متعاقد امريكي في قصف لقاعدة في كركوك.

وسقطت 5 صواريخ كاتيوشا مساء الاحد، على المنطقة الخضراء بدون خسائر، بحسب ما اعلنته خلية الاعلام الامني. وتكرر "جماعات الكاتيوشا" استهداف قوات التحالف الدولي في القواعد العراقية.

بالمقابل قالت وسائل اعلام غربية، ان صاروخاً واحد او 3، اصابت مبنى السفارة الامريكية، واوقعت خسائر بين 3 الى 5 دبلوماسيين.

بدوره كشف وزير الخارجية والمالية الأسبق هوشيار زيباري، ان الصواريخ سقطت داخل مجمع السفارة الأمريكية وسط بغداد، ما أدى لإحراق مطعم السفارة.

وقال زيباري في تغريدة على (توتير): "تلقى مجمع السفارة الأميركية في بغداد صواريخ مباشرة من قبل الميليشيات الجامحة"، مبيناً أن "مطعم السفارة تعرض لأضرار وحرق".

واعتبر زيباري أن "هذه لعبة خطرة جداً من قبل الفصائل غير المنضبطة لتحفيز الموقف المتوتر... ويجب أن تتوقف".

ولم تحدد الحكومة العراقية حتى الان، هوية الفاعلين. واعتبر عبد المهدي في بيان ليلة الهجوم، ان استمرار هذا التصرف "الانفرادي اللا مسؤول" سيجعل العراق "ساحة حرب".

هجوم الأحد، وهو الثاني خلال أسبوع، الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية الأمريكية لهجمات صاروخية.

وليس ببعيد، قال رئيس الوزراء المستقيل، ان حكومته "مصممة على منع بقاء السلاح خارج الدولة".

هوية الفاعلين

من جهته، اعتبر النائب عن كتلة صادقون التابعة لعصائب اهل الحق محمد البلداوي، طريقة الهجوم على السفارة بأنها تختلف عن اسلوب الفصائل المسلحة.

وقال البلداوي في تصريح لـ(المدى) امس، ان "الهجمات السابقة على السفارة كانت تسقط في محيطها، وهذه اول مرة تصيب المبنى مباشرة".

واستناداً لذلك، يعتقد النائب، ان الهجمات نفذتها جهات غربية وخليجية "تريد منع اخراج القوات الاميركية من البلاد".

وصوت البرلمان، الشهر الماضي، على الزام الحكومة باخراج القوات الاميركية، فيما اكدت الحكومة، في مناسبات مختلفة، انها بدأت ترتيبات سحب القوات.

في غضون ذلك اكد القيادي في حركة عصائب اهل الحق جواد الطليباوي، امس، ان القصف الصاروخي الاخير "ليس من عمل فصائل المقاومة العراقية".

وقال الطليباوي في بيان "أكدنا في وقتٍ سابق انَّ فصائل المقاومة لن تستهدف السفارات والبعثات الدبلوماسية في العراق".

واوضح انَّ "الصواريخ المستخدمة في القصف هي من الاسلحة التي استغنت عنها فصائل المقاومة منذ اعوام".

واضاف ان "ردَّنا على عملية اغتيال الحاج ابو مهدي المهندس لا يقل عن مستوى رد الجمهورية الاسلامية على اغتيال الحاج قاسم سليماني".

بدوره، فسر رئيس تحالف الفتح هادي العامري، قصف السفارة الأمريكية على أنه محاولة لإعاقة رحيل القوات الأجنبية من العراق.

وقال العامري في بيان، امس، ان "هذه الاعمال التخريبية هدفها خلق الفتنة واعاقة مشروع السيادة ورحيل القوات الاجنبية الذي صوت عليه مجلس النواب".

وتابع: "نرفض الاعتداء على مقر السفارات والبعثات الدبلوماسية الاجنبية في العراق"، داعيا الحكومة، إلى "العمل الجاد في حماية البعثات الدبلوماسية وكشف المتورطين بها".

وكان عبد المهدي، قد كشف في بيانه الاخير بعد الهجوم بوقت قصير، انه قد امر قواته، بـ"التحري" عن الفاعلين، و"اعتقال من اطلق هذه الصواريخ لينال جزاءه امام القضاء".

تأجيل العمل العسكري

وكانت اغلب الفصائل المسلحة، استناداً للنائب محمد البلداوي، قد "التزمت بقرارات قادة المقاومة" بتأجيل العمل العسكري، ضد القوات الاميركية. ويضيف البلداوي: "هذه الاعمال هي لخلق الفتنة والتحريض ضد الحشد"، مبينا انها ستدفع الى "بقاء قوة اميركية اكبر داخل السفارة لحمايتها". بالمقابل اكد زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، امس، ان استهداف السفارة الأميركية في بغداد يزيد احتمالات تحول العراق إلى ساحة للصراع. ودعا الحكيم في بيان إلى "احترام قرار مجلس النواب بانهاء التواجد العسكري الاجنبي على الاراضي العراقية، وفقاً لرؤية تراعي سيادة العراق ومصالحه وأمنه".

وأضاف: "نعيد التأكيد على أهمية مراعاة التزامات العراق الدولية، وفي مقدمتها ضمان سلامة البعثات الدبلوماسية العاملة فيه".

وكانت تقارير اعلامية غربية، قد قالت ان حكومة بغداد، تلقت رسالة من واشنطن، تفيد بانها "سترد على الهجمات"، التي تكررت هجماتها 14 مرة على السفارة منذ ايلول الماضي.

الى ذلك، قال عضو لجنة الامن في البرلمان هريم كريم اغا، بانه "لا يمكن التكهن فيما لو سترد واشنطن على ذلك الهجوم او لا".

واضاف أغا في اتصال مع (المدى) امس، ان "الهجوم ليس في مصلحة العراق وسيقلل مصداقية الحكومة في المجتمع الدولي".

وانتقد النائب، دور الاجهزة الامنية في حماية البعثات، مطالبا الحكومة "بعدم الاكتفاء بالتنديد والقيام بإجراء للحد من تلك الهجمات".