المونيتر: استقرار حذر يؤخر عجلة الإعمار في مناطق غربي الأنبار

Tuesday 28th of January 2020 09:01:50 PM ,
العدد : 4599
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة: حامد أحمد

بالون استطلاع أبيض يحوم في السماء على امتداد الحدود بين غربي العراق وسوريا، ولكن الطائرات المسيرة المسلحة ليست دائما ما تكون واضحة .

وفي الوقت الذي يصعب فيه التحقق من تقارير عن هجمات في المنطقة لصعوبة وصول وسائل اعلام، وردت تقارير في 24 كانون الثاني الحالي بان احد قياديي كتائب حزب الله العراقي ومقاتلين آخرين قد قتلوا في القائم بهجوم طائرة مسيرة.

بتاريخ 23 كانون الثاني، بعد اقل من شهر من القصف الاميركي لقاعدة كتائب حزب الله في القائم والتي اشعلت التوترات بين الولايات المتحدة وايران، أدعى لواء 45 في الحشد الشعبي بان دفاعاته الجوية منعت طائرة مسيرة أميركية من التحليق فوق قاعدته في المنطقة .

جميع القوات العراقية العاملة في منطقة القائم تقول انه من الناحية الرسمية جميع الاطراف يتعاونون فيما بينهم. مع ذلك هناك أفراد ضمن هذه الكتائب ذكروا لموقع المونيتر بانه هناك مشاكل غير محلولة بين قوات محلية وقوات غير محلية وان هناك مجاميع تعبر المنطقة الحدودية القريبة ليس لها تواصل مع الحكومة المركزية. 

سكان مدينة القائم اصبحوا والى حد كبير معتادين على فصيل قوات الحشد التي تتمركز الان خارج المدينة واغلبهم على امتداد الحدود. كثير من الاهالي يرغبون برؤية انسحاب قوات الحشد ولكنهم يقرون في الوقت نفسه بان الجيش العراقي لوحده قد لا يكون قادرا على حفظ الامن .

احد أفراد قوات الحشد المحليين في القائم، قال طالبا عدم ذكر اسمه: "السنة خائفون من تنظيم داعش اذا ما يغادر الاميركان، ومن القوات الشيعية الموجودة هنا الان، ولكن ليست هناك ستراتيجية ."

وردت تقارير عن وقوع هجمات قليلة لداعش خلال الاشهر القليلة. مع ذلك قال، أبو آية، قائد كتائب الحمزة المحلية للحشد في حديث للمونيتر بتاريخ 14 كانون الثاني إن تنظيم داعش هاجم وحدة قوات خاصة كوماندو متمركزة بين عكاشات ومعبر الوليد مع الاردن .

عضو الحشد الشعبي المحلي الذي رفض الكشف عن اسمه قال "كل الذين اعرفهم من الذين كانوا يحاولون اعادة اعمار بيوتهم قد توقفوا حال حدوث الهجوم على القاعدة. كانوا متخوفين من ان الاموال التي سينفقونها ستذهب سدىً. الكل يترقب الان ما ستؤول اليه الاحداث ."

الحدود مع سوريا فتحت في أيلول الماضي ورصدت المونيتر هذا الشهر التقدم باعمال لفتح طريق رئيس، والاعمال جارية لنصب جسور، ويبدو ان هناك شعورا عاما بأمن اكبر قد حل بالمدينة .

ولكن المخاوف الاعلى التي تراود اذهان سكان القائم هي ان هذا الاستقرار الحذر الذي تحقق بصعوبة قد يفقد .

صاحب محل في السوق الرئيس قال للمونيتر طالبا عدم ذكر اسمه إن "ايران والولايات المتحدة كل منهما هاجم الان اهدافا عسكرية فقط، وهي قاعدة كتائب حزب الله وقاعدة عين الاسد. لم يستهدفا مدنيين ولا اعتقد انهم سيفعلون ذلك ."

وقال عضو الحشد الشعبي "الاميركان مايزالون هنا، ولكننا لم نعد نراهم. انهم على بعد كيلو متر ونصف الى الشرق من نقطة تفتيش تابعة للحشد عند مدخل المدينة، نشاهد عجلاتهم عندما نمر بجانبهم في الطريق. وفقا لمعلوماتنا هناك اميركان ونرويجيين ولكن اغلبهم اميركان. ولكن لا احد يعرف. لم نعد نذهب الى بغداد". وهذا لا يشبه الوضع خلال عمليات التحرير في 2017 والمرحلة المباشرة التي تبعتها حيث كان هناك كثير من التعاون .

بعد مقتل سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في غارة جوية قرب مطار بغداد الدولي، ردت ايران بهجوم صاروخي على قواعد عراقية تضم قوات اميركية. كل هذه الامور تظهر بانه من الضروري جدا بالنسبة للعراق ان تكون له سلسلة قيادة واضحة .

الهجمات المستمرة على المنطقة الخضراء، مع وضع سياسي هش وتواصل الاحتجاجات وافتقار لرؤية واضحة من شأنها ان تعرض استقرارا تحقق بصعوبة للخطر .