استئناف عمليات التحالف الدولي بعد توقف دام شهر

Saturday 1st of February 2020 09:23:46 PM ,
العدد : 4601
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة: حامد أحمد

اعلن الجانبان العراقي والاميركي عن استئناف العمليات المشتركة بين الجيش وقوات التحالف ضد داعش، وذلك بعد تعليق لمهام التحالف ضد داعش دام اكثر من ثلاثة اسابيع وسط دعوات لإخراج القوات الاجنبية من البلاد .

وقال الجانب العراقي الخميس ان جيشه استأنف عملياته المشتركة ضد داعش مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وجاء في بيان لمكتب رئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي، ان المهام قد استؤنفت في محاولة لمضاعفة زخم التقدم الحاصل ضد احتمالية عودة مسلحي داعش لتجميع صفوفهم من جديد قبيل التوصل لاتفاقية عراقية اميركية جديدة قد تؤدي الى تقليص كبير بعدد قوات التحالف المتواجدة في البلد .

وجاء في بيان عبد المهدي: "بالنظر لأنشطة عصابات تنظيم داعش الارهابية المستمرة في كثير من مناطق العراق، ولغرض الاستفادة مما تبقى من وقت لقوات التحالف الدولية فقد تقرر اتخاذ اجراءات مشتركة توفر تسهيلات لقواتنا المسلحة ."

من جانبه اعلن التحالف الدولي بان القوات المسلحة العراقية استأنفت عملياتها مع قوات التحالف لملاحقة بقايا وخلايا تنظيم داعش النائمة. واكد متحدث باسم التحالف الخميس عن انتهاء فترة تعليق انشطته في العراق .

وقال المتحدث باسم التحالف ميلس كاغنز "استأنفنا عملياتنا مع القوات المسلحة العراقية لالحاق الهزيمة بما تبقى من مسلحي داعش."

وكانت العمليات العسكرية المشتركة ومهام التدريب للتحالف قد عُلقت بعد توجيه الرئيس ترامب أمرا بقتل القائد العسكري الايراني الجنرال قاسم سليماني عبر هجوم صاروخي بطائرة مسيرة على رتل قرب مطار بغداد الدولي وكان معه في العجلة نائب قائد قوات الحشد ابو مهدي المهندس الذي قتل معه في الغارة. هذا الهجوم الاميركي اثار امتعاضا واسعا في العراق ضد اميركا مما حفز احزابا سياسية شيعية في البرلمان على الدعوة لطرد القوات الاجنبية.

رغم ان اعلان الخميس لم يكن مفاجئا، فانه يؤكد على حساسيات متزايدة تحوم حول تواجد القوات التي يشكل الاميركان الغالبية منها. وبينما اقر مسؤولون عراقيون واميركان في تصريحات خاصة في ان استئناف العمليات قد بدأ قبل اسبوعين مضت، فانه في العلن لم ينف احد منهم ذلك أو يبقي على كتمانه الامر .

بغداد وواشنطن تباحثا علنا بشكل جدلي حول القضية، وان طلب عبد المهدي بان يقوم دبلوماسيون اميركان بوضع جدول زمني لمغادرة القوات قد جوبه بالرفض من قبل ادارة الرئيس ترامب .

عبد المهدي يتعرض لضغط متزايد لوضع نهاية لوجود القوات او على الاقل اعادة التفاوض بالاتفاقية التي تسمح بتواجد اكثر من 5,200 جندي اميركي للمساعدة في محاربة ما تبقى من مسلحي داعش في البلاد. الاسبوع الماضي خرج ما يقارب من 200 الف متظاهر في مسيرة دعا لها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للدعوة تجاه اخراج القوات الاميركية من البلاد .

من جانب آخر اعرب مسؤولون غربيون عن خشيتهم من ان أي تسرع بعملية تقليص للقوات قد تسمح لمسلحي داعش بتجميع قواتهم من جديد في اجزاء من اراضي البلاد التي كان التنظيم يسيطر عليها سابقا، فان مسلحين يحاولون جهد امكانهم تأكيد وجودهم هناك، خصوصا في مناطق تصعب السيطرة الامنية عليها مثل صحاري العراق والمناطق النائية .

مسؤول غربي رفض الكشف عن اسمه قال: "خسارة تنظيم داعش للخلافة كانت كبيرة جدا، ولكن هذا ليس هدفنا النهائي. الهدف الرئيس هو الحاق الهزيمة بالحركة. انسحابنا في هذه المرحلة الحرجة قد يولد مشكلة كبيرة خلال سنوات قادمة."

الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية للجيش الاميركي، قال خلال مؤتمر صحفي "نحن باقون في العراق، انا واثق انه بعد كل ما قيل وحصل فنحن سنتفاوض لايجاد مخرج من هذه القضية ."

واستنادا لمسؤولين محليين ودبلوماسيين، فان خيارات قدمت لمكتب عبد المهدي تضمنت توسيعا لتواجد الناتو أو بقاء التحالف بدون تواجد اميركي. ولكن دول رئيسة اخرى في التحالف لم تبد ميلا للبقاء في حال انسحاب كلي للاميركان .

 عن: واشنطن بوست