باختصار ديمقراطي: منافع الدوري الجديد

Wednesday 19th of February 2020 08:30:41 PM ,
العدد : 4615
الصفحة : الأعمدة ,

 رعد العراقي

وأخيراً انطلق قطار الدوري الكروي من جديد بعد توقف اضطراري ترجّل عن ركبه من أيقن أنه لا يمتلك فرص المنافسة أو مجاراة كبار الأندية ، ففضّل الركون الى الراحة ، وخاصة أنه ضَمَن البقاء للموسم القادم ليستقرّ عدد الفرق المشاركة عند خمسة عشر نادياً .

البداية حملت الكثير من بشائر الخير حين قدّمت جميع الفرق خلال الجولة الأولى أداءً متميّزاً ومستويات فنية متقاربة ترجمتها النتائج المتحققة التي أكدت أن الطريق لن يكون سالكاً أمام أندية المقدّمة في خطف اللقب ، وإن فرق الظل سيكون لها حضور قوي قد يخلط الأوراق ويبعثر الحسابات ويسهم في تحديد مسارات الوصول الى قمة الدوري.

رُبّ مصيبة توقف الدوري تعود بالنفع من حيث لم يكن أحداً يتوقع ذلك ، فأندية وسط ومؤخرة الترتيب استغلّت فترة التوقف لتلتقط الأنفاس وترفع من وتيرة إعدادها واستقطبت اللاعبين ممّا خلقت حالة التحفيز والرغبة لتقديم مستويات جيدة ، وهي تدرك أن رحلة الدوري لن تكون طويلة ، وإن فرصة اللاعبين لإثبات قدراتهم الفنية ستكون محدّدة بمباريات معدودة وهو ما يفسر الظهور الأول لجميع الأندية بتلك الصورة بغض النظرعن النتائج.

الفائدة لم تتوقف عند هذا الحد ، بل إن الشكل العام للدوري بـ (15) نادياً الذي كان مطلباً جماهيرياً منذ سنوات طويلة قد تحقق إجبارياً وليس اختيارياً ، ليتيح لذوي الشأن فرصة لتلتمس تأثيره في صناعة المنافسة الحقيقية ، وتقليص النفقات وضبط روزنامة المباريات واختزال الوقت الطويل الذي كان يستغرقه الدوري وما سببه من تأثير على استعدادات المنتخبات الوطنية للاستحقاقات الخارجية.

هذا التحوّل في آلية الدوري يضع أمام الهيئة المستقلّة القادمة مسؤولية البحث في خيارات رسم ستراتيجية جديدة لشكل الدوري العراقي القادم من خلال تقليص عدد الفرق المشاركة من 20 الى 16 نادياً تتنافس عبر مرحلتين ووفق ضوابط ملزمة ، فيما يتعلق بإمتلاك الأندية للملاعب الصالحة والقدرة على توفير متطلبات إقامة دوري محترفين أسوة بدوريات الدول المجاورة.

ثمرة الدوري الحالي ستكون ناضجة ومتاحة امام الكادر التدريبي للمنتخب الوطني ولا عذر لكاتانيتش المطالب بالتركيز على جميع المباريات ، وما تقدمة الأندية المشاركة ، فمتابعتها عن قرب مطلب مُلحّ لاكتشاف الكثير من المواهب التي قد تشكّل له حلولاً لبعض ما يعانيه في خطوط المنتخب الوطني وخاصة إن ما ينتظره من مباريات في التصفيات المونديالية تتطلّب العمل على معالجة نقاط الضعف وتجهيز بدائل تكون قادرة على تعزيز صفوفه وضمان البقاء على حالة الاستقرار .

نأمل أن تستمرّ حالة التنافس والجدية التي تخوض بها جميع الأندية مباريات الدوري في وقت عليها أن تدرك أن الفوز والتميّز قد يرتبط بحسابات دقيقة تقف في مقدمتها ضرورة أن يكون لديها خزين من لاعبين شباب متحفّزين لإطلاق مواهبهم من خلال منحهم فرصة إثبات وجودهم بدلاً من الاعتماد على بعض اللاعبين الذين بدأ عطائهم ينفد بسبب حكم العمر وأصبح تواجدهم المستمر أقرب للمجاملة من الفائدة الفنية المرجوّة من اشراكهم داخل الميدان ، تلك الرسالة نرجو أن تصل بتقدير ومحبة لتلك النخبة من اللاعبين ليرفعوا الحرج عن انديتهم وأن يخطّوا لهم طريقاً جديداً حسب القدرات الإدارية أو الفنية لكل منهم ، وسيكون لهم بالتأكيد تأثير وعطاء أكبر في منظومة الكرة العراقية الجديدة.