موقع أميركي: فصائل الشبك تحجم جهود إعادة الأقليات إلى سهل نينوى

Saturday 29th of February 2020 09:19:04 PM ,
العدد : 4621
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد 

مع طرد مسلحي داعش من جميع المناطق التي كان يحتلها في العراق عام 2017 بضمنها الموصل ومناطق سهل نينوى المسيحية عاد الى هناك ما يقارب من 32,000 مسيحي من سريانيين وكلدان ليجدوا بيوتهم قد احرقت ونهبت ودمرت من قبل داعش،

ولكن هناك امر آخر بدأوا يشكون منه وهو تواجد فصائل مسلحة تابعة للحشد من جماعة الشبك، يزعمون بأنهم يسيطرون على مناطقهم.

اليوم، بلدة بغديدا والتي يطلق عليها المسيحيون ايضا اسم قرة قوش يتواجد فيها مقاتلون من جماعة الشبك الشيعة والتابعين لفصائل الحشد الشعبي، وبلدة برطلة وهي ثاني اكبر مدينة مسيحية اخرى في سهل نينوى تتواجد فيها ايضا هذه القوات التي تسيطر على مكاتب حكومية ونقاط تفتيش فيها.

امجد 33 عاما، مسيحي سرياني يعمل في محل معدات كهربائية يقول في حديث لموقع اميركا مغازين، ان عناصر قوات الشبك يحاولون السيطرة على المدينة من خلال نفوذهم.

ويمضي امجد بقوله "قبل ايام قليلة كان هناك بعض عناصر الحشد في محطة بنزين. كانت المحطة تزود كل شخص بكمية 40 لترا بانزين ولكنهم يعطون اكثر من هذه الكمية لاتباعهم واقاربهم".

بعض الاهالي المحليين في سهل نينوى يشكون من تقييدات على تنقلهم بين منطقة واخرى. يقول جورج 31 عاما صاحب محل الكترونيات في برطلة "لدي شريك في العمل من الموصل، قبل عدة ايام اوقفوه عند نقطة تفتيش ورفضوا السماح له بالدخول".

كمال 60 عاما صاحب محل بقالة في بلدة برطلة يقول انه بهذه الاوضاع غير الطبيعية ليس للمسيحيين مستقبل في العراق.

البعض يعتقد ان التوترات الاخيرة بين الولايات المتحدة وايران عقب مقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني قد ادت الى حساسية من قبل عناصر الحشد هناك تجاه المسيحيين على اعتبارهم موالين لاميركا.

ويقول أمجد "لقد زاد هذا من بغضهم علينا على اعتبار ان اميركا بلد مسيحي".

من جانبه يقول قس الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الموصل بطرس موشي "التوترات بين ايران والولايات المتحدة لم تغير شيئا حتى الان، ولكن هذا لا يعني ان الوضع جيد".

واضاف قائلا "طالما ان النفوذ الايراني ما يزال حاضرا في العراق وخصوصا في مناطق سهل نينوى، فان هناك خطورة من احتمالية حصول مشاكل وصعوبات اكثر تؤثر على النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي مع المناطق المجاورة لنا". 

وبخصوص حادث اختطاف ثلاثة فرنسيين ومسيحي عراقي من قبل مسلحين مجهولين اثناء تواجدهم في بغداد يعملون لدى منظمة فرنسية غير حكومية تعنى بمساعدة المسيحيين المشرقيين قبل مدة، قال القس موشي "حادث اختطاف الفرنسيين الثلاث ومرافقهم العراقي لم يحزننا فقط بل ان هذا الحادث زاد من مخاوفنا وعدم اطمئناننا بالمستقبل".

العواقب المباشرة لتصاعد حالات انعدام الامن غالبا ما تكون عواقب عملية وهي الهجرة. اعداد كثيرة من المسيحيين الذين عادوا بعد طرد مسلحي داعش قرروا التخلي عن الجهود لاعادة توطين انفسهم في مجتمعات ومكونات سهل نينوى. انهم يغادرون الى الولايات المتحدة واستراليا واوروبا. هذه المشكلة توضحت على نحو خاص في بلدة بغديدا المعروفة باسم قرة قوش. رغم ان الوضع الاقتصادي ضعيف، فان مهاجرين يقولون ان الافتقار الى الامن والتوترات الطائفية هي من دفعتهم لمغادرة نينوى. كثير من السكان المحليين في سهل نينوى يقولون ان التوجه للهجرة سيقل او يتوقف اذا ما تم تسليم مهام الامن الداخلي في المنطقة لقوات الامن العراقية بدلا من قوات الحشد.

بشار، حارس امني من برطلة يقول "اذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه فان الامور ستذهب الى الاسوأ. لن يكون هناك مستقبل في برطلة طالما انهم يسيطرون على كل شيء. نريد منهم ان يغادروا المدينة".