بغداد تتجنب خطة تطويق الخضراء.. واتهامات لجهات سياسية بشق الاحتجاجات

Sunday 1st of March 2020 09:28:16 PM ,
العدد : 4622
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

قضت ساحات الاحتجاج في بغداد ومدن الجنوب ليلة السبت/ الاحد، بالحوار حول دعوات التظاهر بالقرب من اسوار المنطقة الخضراء بالتزامن مع جلسة البرلمان التي كان مقررا لها ان تعقد يوم امس لمنح الثقة للحكومة الجديدة.

وبالنهاية، انقسمت الساحات الى فريقين: فريق دعا الى الالتزام بالمناطق التقليدية للتظاهر (ساحة التحرير)، والفريق الآخر، بقيادة الناشط علاء الركابي، الذي اتهم على اثر ذلك بتنفيذ اجندة صدرية، قرر فتح مناطق جديدة للاحتجاج في كرخ بغداد.

ومنذ اخفاق رئيس الوزراء المكلف، في جلسة الخميس الماضي بكسب ثقة البرلمان بدأ ناشطون بالتحشيد لتظاهرة كبيرة لسد الطريق امام اي محاولة اخرى لفرض حكومة، يعتبرها متظاهرون مدعومة من احزاب متهمة بالفساد وقتل المحتجين.

وهاجم متظاهرون، كابينة محمد توفيق علاوي، بسبب غياب الشباب في التشكيلة، وظهور اغلب الاسماء من مزدوجي الجنسية، وشكوك بوجود متحزبين ومتهمين بقضايا فساد في قائمة الترشيحات التي تسربت قبل ايام.

ويقول موسى رضا، ناشط في بغداد، ان "ساحات الاحتجاجات بقيت تتناقش في دعوة علاء الركابي، للتظاهر بالقرب من المنطقة الخضراء، وفي النهاية رفضت الفكرة لاسباب امنية وسياسية".

وفي فجر، امس، وصلت الى بغداد، عشرات من سيارات النقل القادمة من مدن الجنوب، للتظاهر بالقرب من المنطقة الخضراء من جهة الكرخ، وفقا لدعوة الركابي.

ويضيف رضا في اتصال مع (المدى): "لم نجد من الصحيح ان نفتح جبهة اخرى في التظاهرات، خصوصا وان القوات الامنية تتعامل بعنف شديد مع اي احتجاج خارج ساحة التحرير".

وفي الايام الاخيرة، التي سبقت اعلان محمد علاوي، استعداده لتقديم حكومته، بدأت السلطات وجهات مسلحة، بشن هجمات على ناشطين وحرق خيم للمعترضين على التشكيلة الوزارية الجديدة.

ومنذ الثلاثاء الماضي، قتل 4 متظاهرين، بالرصاص الحي والعبوات الداخلية، في ساحة التحرير وساحة الخلاني، كما اصيب العشرات خلال مصادمات مع قوات مكافحة الشغب.

وحتى منتصف نهار امس، لم يتقدم المتظاهرون، القادمين من الجنوب، خطوة نحو المنطقة الخضراء، كما طالب الركابي، فيما كان الفتور، حينها، يطغي على احداث جلسة تمرير الحكومة، بعد رفض عدد من النواب الدخول الى قاعة التصويت.

حصان طروادة

وفسر عدد من المتظاهرين الذين تحدثوا لـ(المدى)، بان تحرك الركابي، هو لتنفيذ اجندة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي يدعم حكومة علاوي.

ويقول سجاد علي، احد المتظاهرين في بغداد، ان "الركابي هو حصان طروادة الذي سيقتحم الخضراء باسم المتظاهرين، اذا رفضت حكومة علاوي، بطلب من الصدر".

وكان الصدر، قد الغى قبل ايام، مليونية دعا اليها في حال عدم تمرير الحكومة الجديدة، او فشلت القوى السياسية في عقد جلسة لطرح الثقة بالكابينة الجديدة، قبل ان يتراجع عنها بسبب مخاوف انتشار "فايروس كورونا".

وتضمنت خطة الركابي وزملائه لمحاصرة الخضراء توزيع متظاهرين من 8 محافظات، على 4 مناطق في جانب الكرخ في بغداد.

ووفق الخطة، التي اطلعت عليها (المدى)، للتحشيد الجديد الذي اطلق عليه "مهلة الشهداء"، ان تسند المهمة الرئيسة في الاحتجاج، امام مكتب رئيس الوزراء في العلاوي، الى المتظاهرين من سكان الناصرية.

بالمقابل، تكون ساحة دمشق، في جانب الكرخ، من مهمة متظاهري بابل، كربلاء، والنجف، فيما يلتزم متظاهرو ميسان وواسط، بالاحتجاج في ساحة الفارس العربي (مقابل معرض بغداد)، ومحتجو الديوانية والمثنى، تكون مهمة التظاهر في ساحة قحطان (قرب مستشفى اليرموك).

انتشار أمني

ولم تسند الخطة، دورا واضحا لمتظاهري بغداد، لكنها رحبت بتواجدهم. واكدت بالمقابل، بان اختيار الساحات، تم على اساس ان يكون بعيدا عن مهمة القوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء تجنبا لأي احتكاك ومنعا لأي إصابات.

بالمقابل اغلقت القوات الأمنية صباح امس، المنطقة الخضراء وسط بغداد، والتي تضم البعثات الدبلوماسية الأجنبية، قبيل ساعات من عقد البرلمان جلسة استثنائية للتصويت على حكومة محمد توفيق علاوي، ووصول المتظاهرين الى العاصمة.

ومنعت القوات الأمنية دخول العجلات المدنية، واقتصر الدخول على حملة الهويات التعريفية الخاصة بالمنطقة.

كما اغلقت القوات جسر السنك القريب من ساحة الخلاني والمؤدي إلى المنطقة الخضراء، وتم استقدام قوات إضافية إلى المنطقة تحسبا لأي طارئ. بدوره قال احمد علاء، ناشط في بغداد لـ(المدى)، ان "دعوة التجمع قرب الخضراء كان باتفاق 10 محافظات وليست مبادرة خاصة بالركابي".

وارسلت ذي قار، مدينة الركابي، 22 عجلة نقل كبيرة، الى بغداد امس، فيما قال علاء الركابي، ان مطلب المتظاهرين، هو "رفض مرشح الأحزاب محمد علاوي رفضا قاطعا".

واكد في صفحته على "فيسبوك"، ان من اهداف التظاهرة ايضا، هي"المطالبة بإكمال قانون الانتخابات والجداول المرفقة للدوائر الانتخابية المتعددة، وتحديد موعد لحل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة باشراف الأمم المتحدة".

كما تضمنت مطالب المتظاهرين، المطالبة بإجراءات جادة من قبل السلطات القضائية تجاه قتلة المتظاهرين ومن أعطى الأوامر بالقتل والقمع.