لقاءات لحلحلة الأزمة

Saturday 8th of May 2010 07:49:00 PM ,
العدد :
الصفحة : كلام اليوم ,

المدىحراك اللقاءات في المشهد السياسي العراقي، يوجه رسائل ايجابية للمواطن العراقي، في ان تتحول بروتوكولات اللقاءات بين اطراف قيادة العملية السياسية الديمقراطية في البلاد، الى ممارسات واضحة وواقعية وحكيمة ومؤثرة للتقدم خطوة الى الامام

 باتجاه حلحلة العقد الناجمة عن تعقيدات الوضع العراقي وتشابكاته الجوارية والاقليمية والعالمية، والانتقال من جهة التنظيرات الى جهة التطبيقات العملية في المشتركات التي لم يختلف عليها قادة البلاد، رسميا وشعبيا. والحقيقة التي ينبغي ان لاتغيب عن بال هذه القيادات انهم يتعاملون مع شعب يستجيب للمتغيرات الايجابية، بل يساهم في صناعتها بامتياز، كما في مثال الانتخابات الاربع الماضية، وهو شعب لديه القدرة على التحدي وعلى تقديم تضحيات متطلبات هذا التحدي مهما كان قويا وخطيرا ومؤذيا. وهذه حالة نموذجية، ربما تفتقدها الكثير من المجتمعات،بما فيها المجاورة لنا، لذلك يتوجب على قادة البلاد ان يلتحقوا بمستوى هذه القدرات الاستجابية وتحريكها والاستفادة منها في الصراع مع اعداء العراق وتجربته الديمقراطية الفتية، وهو ما يتمثل في الاسراع بتقليص وتضييق المسافات بين المختلفين وتقديم التنازلات المشتركة، بل وحتى التنازلات من طرف واحد لاجبار المتعنتين والضغط عليهم من قبل القوى الاخرى لتقديم تنازلات مماثلة. لاحل امام الجميع غير ادراك خطورة الوضع العراقي، وخطورة قوى الماضي والظلام المتربصة لدفع العراق، كل العراق، الى حافة الهاوية. والحقيقة الاكبر التي ينبغي ادراكها والتوقف عندها وفهم دروسها الماضية، ان اي صراع من المحتمل ان ينفتح في الجسد العراقي، لن يكون اي طرف فيه فائزا في كل الحسابات والمنطلقات الحاضرة والمستقبلية. الاكيد ان الجميع سيخسر، فيما سيربح الجميع لو ساهموا في دفع العملية الديمقراطية في العراق الى الامام وقطعوا الطريق على الثعالب المتربصة بتجربتنا، ينبغي على الجميع التوقف عن ارعاب المواطن، بمفردات المربع الاول والعنف الطائفي بحجج التحذير، والتوجه الجاد لتجسيد حرارة اللقاءات الايجابية في واقع حياتنا السياسية.