موقع أميركي: ضغوط المحتجين أفقدت القوى السياسية المبادرة وأفشلت حكومة علاوي

Wednesday 4th of March 2020 07:53:29 PM ,
العدد : 4625
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد احمد

اعلن رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال عادل عبد المهدي، غيابه الطوعي، الاثنين، داعيا الى انتخابات مبكرة، مما يعكس حصول فراغ في السلطة داخل العراق يزيد من تعقيد جهود التعامل مع اضطرابات واسعة داخل البلاد يرافقها تزايد حالات الاصابة بفايروس كورونا الذي انتشر على مستوى وباء حول العالم.

استنادا الى الدستور العراقي فان رئيس الجمهورية برهم صالح سيتولى منصب رئيس وزراء تصريف اعمال. وقال عبد المهدي انه سيعين احد نوابه او احد الوزراء ليترأس اجتماعات مجلس الوزراء ويدير مهام المكتب.

استقالة عبد المهدي جاءت بعد يوم من تنحي رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، من السعي لشغل المنصب بعد فشله في تشكيل كابينة ترضي جميع الاطراف السياسية في البرلمان. احتجاجات ضد الحكومة في البلاد مضى عليها اشهر استمرت بنفس الزخم بعد تنحي علاوي، وقسم من المحتجين يقولون انهم كانوا وراء تنحيه.

أحمد البدري، محتج من بغداد، يقول ان الضغوط التي تولدها الاحتجاجات تسببت في الخلاف الذي طرأ على تشكيلة الكابينة التي سبقت انسحاب علاوي.

وقال البدري لموقع ميديا لاين الاميركي الاخباري "العملية السياسية غير قادرة على الاتفاق على تشكيلة توزيع وزاري بين الاطراف بسبب وجود عامل آخر مؤثر في الساحة، انهم المحتجون".

عدم قدرة علاوي على تشكيل حكومة جديدة يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الاحزاب الشيعية. بغياب دعم من الاحزاب الكردية والسنية، وكذلك من حركة الاحتجاج، فان علاوي لم يكن قادرا على الايفاء بما تم تكليفه به، تاركا العراق لمستقبل سياسي مجهول.

رئيس الوزراء عبد المهدي كان قد قدم استقالته اولا في تشرين الثاني وسط احتجاجات شعبية عمت بغداد ومحافظات جنوبية اخرى، وفي شباط تم تكليف علاوي من قبل الرئيس برهم صالح لتشكيل حكومة ضمن فترة اقصاها 2 آذار على ان تحظى بتصويت البرلمان.

علاوي قال انه ساند الاحتجاجات بعد تكليفه ولكنه جوبه بالرفض من قبل المتظاهرين لانه سياسي قديم ونتاج ترشيح كتل سياسية حكومية.

علاوي وخلال الساعات الاولى من فجر 2 آذار تخلى عن التكليف بتشكيل حكومة عبر خطاب متلفز قال فيه انه تعهد بتشكيل حكومة مستقلة وفضل ان ينسحب حتى لا ينكث تعهده. كثير من المتظاهرين كانوا سعداء عقب مغادرة علاوي. وقال البدري إن تعيين علاوي كان مثالا آخر على المحاصصة الطائفية في تولي سلطة البلاد منذ الغزو الاميركي في عام 2003.

واضاف قائلا "علاوي هو استمرار لنهج المحاصصة العرقية والطائفية التي رافقت البلاد منذ العام 2003 في اختيار التشكيلة الوزارية وتوزيع المناصب بين احزاب السلطة".

طالب محتج آخر من بغداد يقول انه يأمل من الرئيس برهم صالح ان يختار مرشحا تنطبق عليه مواصفات المحتجين بدلا من مرشح جاهزتصادق عليه الاحزاب السياسية.

وقال المحتج كرار، "نحن مطمئنون ان علاوي اصبح خارج المشهد الان، ونأمل من برهم صالح ان لا يخذلنا مرة اخرى وان يرشح رئيس وزراء مؤقت غير جدلي".

غياب تأييد المتظاهرين وكذلك غياب دعم الاحزاب الكردية والسنية في تشكيل الحكومة يظهر بان احزاب الكتل الشيعية الكبيرة لم تعد قادرة على تشكيل حكومة جديدة بنفسها. فاضل ابو رغيف محلل سياسي عراقي وخبير أمني قال ان الوضع الحالي في العراق مرهون بسيطرة الكتل السياسية في البرلمان العراقي التي خلقت انشقاقات نتجت عنها تحالفات مختلفة.

واضاف ابو رغيف قائلا "يوجد هناك حاليا تحالف شيعي – شيعي وتحالف سني – سني وكذلك تحالف كردي – كردي بالاضافة الى تحالف آخر شيعي – سني. وهناك، من ناحية اخرى، تهميش واضح للمكونات السنية والكردية في البلاد".

ويمضي بقوله "ايران ترعى هذه التحالفات في العراق وتدعمها للحفاظ على نفوذها في البلد. طهران لها نفوذ في كل المنطقة وليس على بغداد فقط".

وفيما يخص الانتخابات المبكرة قال ابو رغيف ان الشعب العراقي لن يبقى صابرا لحد شهر كانون الاول لتحقيق ذلك خصوصا بغياب برلمان، فضلا عن تهديدات حالية صحية وسياسية.

في الوقت الحالي ليس هناك مؤشر لاحتمالية خفوت الضغط الشعبي المسلط على الحكومة لترشيح شخصية تحظى بقبول المحتجين. وقال المحتج كرار "احتجاجاتنا ولدت بعض النجاح ولكن الفوز الحقيقي هو عندما نقلب النظام السياسي التقليدي ليكون في صالح الشعب".

عن: موقع ميديا لاين الاخباري