بالمرصاد: روشتة الدكتور زينل تداوي عِلل اتحاد الكرة

Monday 9th of March 2020 08:08:38 PM ,
العدد : 4628
الصفحة : رياضة ,

 متابعة : المدى

الإدارة علم وفن وموهبة في جميع مجالات العمل المؤسّساتي خاصة في الجانب الكروي يحتاج لمثل هذه المواصفات لمهامّه الواسعة ومسؤولياته العديدة ليس في تمشية أموره وحسب ، وإنما في إعداد المدربين والحكام وتوسعة قاعد اللعبة لجميع الفئات ،

والنهوض بواقعها ، إضافة لارتباطه بالجماهير الكروية الكبيرة ، وللأسف من الصعب أن تجد عدداً كبيراً يتمتّعون بهذه الصفات ، وظلّت الساحة شبه خالية.

كلمات خبير لم تزل الكرة العراقية تدين له بمواقف مشرّفة صان كرامتها في أكثر من محفل دولي بُعث إليه لتسوية أزمة أو انتزاع حق ، ونجح في إرضاخ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لإرادة القرار العراقي حيث أرتبط بالمصلحة الوطنية ، كل هذا يحسب لإدارة د.عبدالقادر زينل صاحب الشخصية الأبرز في اتحاد كرة القدم منذ عام 1970 ولغاية 1997 حذّر في أكثر من مقابلة صحفية للمدى وزميلاتها طوال السنين المنصرمة من انعكاس المشاكل الإدارية على سمعة كرتنا ومنتخباتنا ، بسبب سلوكيات سيّئة لم نتخلّص منها بعد حيث يقول "في أغلب الدورات الاتحادية التي عملت بها ، كانت تطفو مشاكلات جمّة بسبب عدم الانسجام بين قسم من الأعضاء ، ما أدّى الى الاستقالات أو قرارات بتغيير أعضاء الاتحاد ، ولّدَتْ عدم الاستقرار" ، ويضيف في إشارته إلى ثقافة الاستقالة المفقودة عند الإداري الكروي العراقي "لو كنت أحد أعضاء الاتحاد ما بعد عام 2003 ومررتُ بظروف الانتكاسات التي شهدتها اللعبة على صعيد اخفاق المنتخبات في أكثر من بطولة لأعلنتُ بأعلى صوتي وأمام الملأ تفضّلوا هذه استقالتي احتراماً لنفسي وتقديراً لمشاعر الجماهير".

إن المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها كرتنا بحاجة الى هدوء في التفكير والتدبير ، وإذعان برغبة التنفيذ الى نصائح وتحذيرات أصحاب الشأن ممّن خبرتهم اللعبة في تحدّيات كبيرة ، فما يميّز العمل الإداري ونجاحهُ فقرتان مهمّتان هما نكران الذات وتحمّل المسؤولية ، وإن انتشال كرة القدم العراقية يتمثّل بالتخطيط الواقعي وفق ما متاح من الإمكانيات وأن يكون النهج مبني على أسس ستراتيجية وليست آنية! هذا يحتاج إلى ملاكات علمية وخبرات واسعة فنياً وإدارياً والأهم من كل ذلك أن يمتلك المرشّح للعمل في الاتحاد صفة النزاهة والعمل الجماعي وأن يحظى بتقدير عال وسمعة طيبة من الهيئات والمنظمات الرياضية الدولية والقارية والعربية لأن العلاقات وحدها لا تكفي ما لم يكن محط احترام يستند الى القناعة.

نتمنى أن تكون توافقات هيئة التطبيع التي ستدير الاتحاد لأشهر محدّدة تصبُ في مصلحة اللعبة ، وأن يتكاتف أعضاؤها من أجل تفادي جميع الأخطاء التي رافقت عمل اللجان التنفيذية السابقة للاتحاد ، من أجل انبثاق لجنة جديدة تتحمّل مسؤولية الإنقاذ وتداوي علل الاتحاد بـ "روشتة" الحكماء.