بعبارة أخرى: مؤقتة الكرة : من اليوم تعارَفـْنا!!

Monday 9th of March 2020 08:11:16 PM ,
العدد : 4628
الصفحة : الأعمدة ,

 علي رياح

لم يمرّ في خاطري يومٌ أن يتدنّى الهيكل التنظيمي للكرة العراقية إلى مستوى نعرض فيه جانباً من الأسماء البارزة ومعها المغمورة في الوسط الرياضي على لجنة اختبار واختيار من الاتحادين الآسيوي والدولي ،

ليصار بعد المقابلة والجلوس أمام اللجنة والنظر في السيرة الشخصية ، إلى تسمية الهيئة المؤقتة التي ستدير شؤون الكرة العراقية لمدة يفترض أنها لا تزيد عن ستة أشهر!

وبالطبع ، لا يتحمّـل الاتحاد الآسيوي أو الدولي وزر هذا التوهين حدّ التشويه للكرة العراقية ، فما جرى خلال الٍأسبوع الماضي (سـابقة) لم يعهدها تاريخنا الكروي ، كما أنني لم أسمع بسيناريو نظير لها حتى في أكثر الدول تخلّفا في مجال كرة القدم .. فقد جرت العادة في مثل الشغور الذي عاشه اتحاد الكرة العراقي بعد استقالته الجماعية أن يجري ترشيح الأسماء إلى الفيفا الذي يقوم بالاختيار من دون أن يتجشـّم المرشحون المتبارون عناء السفر والخضوع لاختبار فيه - بالمحصلة - تشويه حقيقي لصورة الكرة العراقية!

والسؤال الذي يبرز هنا : مَـنْ الذي يتحمل وزر هذه السابقة ، وهل سنشهد في يوم قريب أو بعيد تكراراً لهذا الاختبار بكل تفاصيله في مكان آخر من العالم يعاني شغوراً كروياً ، أم أننا سنحتفظ لأنفسنا بالريادة في هذا الشأن المحلي الذي تمّ تدويله؟!

في صميم الإجابة على سؤالي ، أعيد الذاكرة إلى سنوات بعيدة مضت كان يتم فيها حلّ اتحاد الكرة العراقي أو عزل أعضائه بخبر صغير يتصدّر واجهة الصحف ، ولم نسمع يوماً أن الفيفا أو الاتحاد الآسيوي قد خاض في هذا الأمر ، أو أنه عارض مثل هذا الإجراء .. والسر طبعاً يكمن في قوة القرار العراقي حتى لو اتخذ شكلاً قاسياً .. كانت هنالك مركزية في القرار تمنع مثل هذا التشظي الذي عاشه اتحاد الكرة العراقي في السنوات الأخيرة ، حتى أننا – بالشقاق والانشقاق - توزعنا إلى مِلل ونِحل كروية لا رابط بينها ، إلا البحث عن المصالح الضيقة!

أذكر أن مثل هذا القرار صدر ونحن في عشق آباد عاصمة تركمانستان عام 1998 .. فبعد أن تلقى الشرطة خسارة رباعية قاسية أمام كوبيداغ في كأس الكؤوس الآسيوية ، صدر قرار فوري بعزل أعضاء اتحاد الكرة وتشكيل (لجنة إنقاذ الكرة في العراق) .. أذكر أن المباراة انتهت في حدود الحادية عشرة وخمسين دقيقة ليلاً بتوقيت تركمانستان ، وبعد العودة إلى الفندق اتصل بي رئيس الوفد ليبلغني بالقرار .. ردة الفعل هذه مهما اختلفنا عليها ، تؤكد أن الخسارة المؤلمة أضرّت بالكرة العراقية عموماً ، وأن الاتحاد وليس النادي وحده مسؤول عمّا جرى .. حتى أن أعضاء الاتحاد المعزولين لم يبلغوا بالقرار إلا عبر الجريدة اليومية التي تأخر طبعها ونزولها فجراً إلى الصباح كي تستوعب الخبر!

سمح الوضع الإداري المتهالك للكرة العراقية في السنوات العديدة الماضية بصنوف وألوان لم نعهدها من التدخلات الدولية التي لم نكن نسمع أو نعلم عنها شيئاً .. والوصول إلى مستوى (الاختبار فالاختيار) للمرشحين للعمل في الهيئة المؤقتة ، ما هو إلا نتيجة لكل تراكمات وأخطاء وتداعيات الماضي والتي نرجو لها زوالاً بعد اليوم..

فبعد اليوم سندعو إلى فتح صفحة جديدة من طبيعة العمل ، ونوع العلاقة بين أهل الكرة ، وسنردّد أبياتاً بليغة للشعر ، أظنها للشاعر البهاء زهير :

من اليوم تعارَفنا .. ونطوي ما جرى منا

ولا كانَ ولا صارَ . . ولا قلـتمْ ولا قلـنا

فهل لدينا حقاً مثل هذه القدرة والرغبة والإرادة لأن نبدأ من جديد؟!