نافذة من موسكو..روسيا في مواجهة كوفيد ـ 19 : لقاح فيروس كورونا سيكون جاهزا خلال 11 شهراً

Sunday 29th of March 2020 05:58:48 PM ,
العدد : 4635 (نسخة الكترونية)
الصفحة : آراء وأفكار , د. فالح الحمراني

 د. فالح الحمراني

بلغ عدد الحالات المسجلة رسمياً لعدوى فيروس كورونا في روسيا حتى صباح يوم 28 آذار 1264. إصابة ، وتوفي 6 أشخاص من الفيروس الفتاك ، وتعافى 45 مريضاً من المستشفيات.

واستنفرت روسيا كافة طاقاتها التكنولوجية / الطبية وكادرها من الأطباء المؤهلين في مكافحة الأوبئة وأمراض الفيروسات وعلمائها ومختبراتها لاستحداث أدوية فعالة لمعالجة مرض كورونا الفيروسي والوقاية منه، ودخلت وزارة الدفاع في العملية واسعة النطاق فأنشأت مراكز المكافحة والتصدي لانتشاره في العديد من أنحاء البلاد.

وما زالت الحياة في موسكو تسير بصورة عادية رغم إغلاق أماكن احتشاد المواطنين، وتعمل وسائط النقل بما في ذلك مترو الأنفاق، وهناك القلة الذين يرتدون القناع على الوجه. وقالت رئيسة الوكالة الفيدرالية البايولوجية / الطبية فيرونيكا سكفورتسوفا إن لقاح فيروس كورونا، الذي يتم تطويره من قبل الوكالة الطبية والبيولوجية الاتحادية، سيكون جاهزًا خلال 11 شهرًا. وتم الإبلاغ سابقًا عن أن الوكالة تقوم بتطوير لقاح ضد فيروس كوفيد ـ 19 ، وهناك بالفعل ثلاثة نماذج أولية، وقد بدأت بتجربتها على الفئران.

وخاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمة. وأعلن العطلة عن العمل من 30 آذار إلى 5 نيسان مع الحفاظ على الأجور، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يجب أن يحد من انتشار كورونا فيروس في روسيا. وقد ذهب الطلاب الروس بالفعل في إجازة حتى 12 نيسان ، وتحولت جامعات البلاد إلى التعلم عن بعد. كما اعلن الرئيس الروسي في خطابه عن حُزمة من الإجراءات الاقتصادية، بما في ذلك دفع خمسة آلاف روبل لكل طفل، والإعفاءات الضريبية، وتمديد تسديد القروض لأصحاب المشاريع والشركات الفردية.

وتركت جائحة فيروس الكورونا ظلالها العميقة على الساحة الروسية، لا سيما على برامج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السياسية والاقتصادية التي اعد لها بشكل دقيق. وبعد أسبوع من إعلان الرئيس بوتين أن انتشار فيروس الكورونا في روسيا "تحت السيطرة" ، اضطر الى تأجيل الاستفتاء العام في 22 نيسان لتعديل الدستور. ووعد بوتين أن التعديلات ستدخل حيز التنفيذ فقط بعد موافقة شعب روسيا عليها. وقال الرئيس بوتين إن تأجيل التصويت خطوة جادة لكنها ضرورية. "نرى مدى حدة تطور الوضع المتعلق بوباء كورونا فيروس في العالم. في العديد من البلدان، ويستمر عدد الإصابات في التصاعد". وقال بوتين يوم الأربعاء في خطاب متلفز: "لقد تضرر الاقتصاد العالمي بأكمله". مؤكدا "ان الأولوية المطلقة لنا هي صحة وحياة وسلامة الناس. لذلك، أعتقد أنه يجب تأجيل التصويت إلى تاريخ لاحق". وتابع بوتين في خطابه محذرا "ككل، ما زلنا قادرين على كبح ... انتشار المرض ... ولكن من المستحيل بشكل موضوعي منع دخوله بالكامل إلى بلدنا". - لا تفكر، من فضلك، لن أتعرض للمرض: "ولن يؤثر علي!" يمكن أن يؤثر على الجميع .... الشيء الأكثر أمانًا الآن هو أن تكون في المنزل". عن حُزمة من الإجراءات الاقتصادية، بما في ذلك دفع خمسة آلاف روبل لكل طفل، والإعفاءات الضريبية، وتمديد القروض لأصحاب المشاريع والشركات الفردية.

وكان الرئيس وفي لفتة لدعم المرضى والاطلاع عن كثب على سير المعالجة من المرض وفعاليته قد زار الثلاثاء للمستشفى الروسي الرئيس حيث يجري العلاج من عدوى فيروس كورونا. وابلغ دنيس بروتسينكو، رئيس هذا المستشفى، بوتين أن روسيا بحاجة إلى "الاستعداد للسيناريو الإيطالي". في إشارة الى تفشي موجة الوباء في إيطاليا، حيث مرض ما يقرب من000 70،شخص وتوفي 6820

وشرعت الحكومة الروسية في مجموعة كاملة من الإجراءات لمكافحة انتشار فيروس COVID-19: وسيتم إغلاق المطاعم والحانات والموتيلات ومعسكرات الأطفال ومنتجعات التزلج في وقت مبكر من 28 آذار، وقد نصحت سلطات مكونات الفيدرالية الروسية بحظر جميع الفعاليات العامة وإغلاق دور السينما.

وفقًا لتعليمات رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين ، تحتاج المناطق إلى تعليق عمل المطاعم العامة (المقاهي والمطاعم والحانات، وما إلى ذلك) من 28 مارس إلى 5 نيسان، باستثناء أولئك الذين يعدون لتوصيل الطعام.

وسيتوقف من 28 آذار حتى 1 حزيران، عمل الموتيلات واستقبال وإقامة الوافدين، والسكن، والفنادق في المنتجعات ومخيمات الأطفال الترفيهية. وتتاح فقط للأشخاص الذين يقومون في مهام عمل رسمية. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن الخدمة الصحفية بوزارة التربية والتعليم أنه سيتم إلغاء تنقل الأطفال، بما فى ذلك إلى معسكري الأطفال الروس الرئيسين أرتيك وأورلينكا.

وسيتعين على جميع المصطافين الذين تزامن وجودهم في المصحات ودور الإقامة ومخيمات الأطفال مع جائحة فيروس كورونا، أن يعزلوا أنفسهم في غرف قبل نهاية إقامتهم دون إمكانية تمديدها. ويجب على إدارة المرافق تنظيم وجبات الطعام في المباني حيث سيتم عزلها ذاتيا ، واتخاذ تدابير صحية ووبائية.

وبشكل عام، يُطلب من سلطات الأقاليم الروسية أن توصي المواطنين بالحد من السفر، بما في ذلك السياحة والترفيه. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الحكومة الروسية توصيات إلى السلطات الإقليمية لتعليق إقامة الحفلات الموسيقية والعروض والمباريات والمعارض وغيرها من أوقات الفراغ والترفيه والتسلية والرياضة والإعلان وغيرها من الفعاليات المماثلة مع "الوجود المباشر للمواطنين" مؤقتًا. وعلى وجه الخصوص، لن يكون من الممكن تنفيذ مثل هذه الفعاليات في حدائق الثقافة والترفيه وفي مراكز التسوق والترفيه.

تمت التوصية بإغلاق النوادي الليلية والمراقص ودور السينما ودور السينما وغرف ألعاب الأطفال. وأخيرًا، هناك حظر على تدخين الشيشة في المطاعم والحانات والمقاهي والأماكن العامة الأخرى.

وفرض الحجر الصحي على كافة المواطنين الذين يصل عددهم الى 100 ألف شخص القادمين من الدول الأجنبية، ودفع كل من يخالف تلك القواعد غرامة مالية، فيما ينظر البرلمان في عقوبة الحبس على كل من يتسبب في نشر الفيروس ووفاة آخرين. 

وفرضت بلدية موسكو قيودا في العاصمة الروسية أكثر صرامة من القيود الفيدرالية. قد بدأت السلطات الإقليمية في تنفيذ التوصيات بالفعل، وفي حالة موسكو وضواحيها، تكون القرارات الإقليمية أكثر صرامة من القرارات الفيدرالية.

وأمرت مدينة موسكو، التي أخذت انتشار كورونا فيروس على محمل الجد أكثر من الحكومة الفيدرالية، بإغلاق المطاعم والمقاهي هذا الأسبوع، وحظرت أي فعالية تجمع أكثر من 50 شخصًا. ودعت المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا للبقاء في المنزل لذا اعتبارًا من 28 آذار، لن يتم في العاصمة ومناطق ضواحي موسكو، إغلاق المطاعم والمقاهي فحسب، بل سيتم إغلاق المتاجر أيضًا (باستثناء تلك التي تبيع المواد الغذائية والسلع الأساسية)، وكذلك مصففي الشعر وصالونات التجميل والحمامات ومقصورة التشمس الاصطناعي. ولم تقتصر موسكو على الفعاليات الجماعية في الحدائق فحسب، بل أغلقت أيضًا أكبر الحدائق شعبية، على وجه الخصوص، حديقة الثقافة والراحة التي تحمل اسم مكسيم غوركي ومنتزه وسوكولنيكي ومجمع مركز معارض عموم روسيا منتزه ستاريتسنا وغيرها.

وانطلقت فرق المتطوعين من الشباب في العاصمة الروسية لدعم المسنين خاصة الوحيدين الذي عزلوا انفسهم في منازلهم بتوصية من إدارة بلدية موسكو وحتى منتصف نيسان، وتوصيل المواد الغذائية والأدوية والحاجيات التي هم بحاجة لها. وقدمت بلدية موسكو مساعدات مالية ب 4000 روبل أي ما يقارب 51 دولارا بسعر صرف العملة الأمريكية خلال هذه الايام.