التحالف الدولي يخلي قاعدة K1 ويستعد لترك التاجي وبسماية والقصور

Sunday 29th of March 2020 08:05:30 PM ,
العدد : 4635 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 بغداد / المدى

أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إخلاء قاعدة "كي 1" العسكرية في محافظة كركوك وتسليم ممتلكات بقيمة مليون دولار إلى الحكومة العراقية، لافتا إلى أن الأمر لا يتعلق بالهجمات الأخيرة على مواقعه أو تفشي فيروس كورونا.

وأكد التحالف الدولي، في بيان، نشره عبر تويتر، امس الأحد "جرت اليوم 29 آذار مراسيم تسليم المنطقة الخاصة بالتحالف الدولي ضمن قاعدة كركوك الجوية من قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب إلى القوات العراقية".

وأضاف "يقوم التحالف بإعادة تمركز مواقع قواته في العراق.. وإن عملية نقل القواعد التي تم التخطيط لها مسبقا، ليس لها علاقة بالهجمات الأخيرة ضد القواعد العراقية التي تستضيف التحالف أو الوضع الراهن لجائحة كوفيد 19 بالعراق".

وتابع "سلمت قوات التحالف ممتلكات بقيمة مليون دولار عند خروجها من مجمع قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب القاعدة الجوية العراقية K1".

الى ذلك كشف مصدر امني، ان القوات الاميركية بصدد الانسحاب من قواعد التاجي وبسماية والقصور الرئاسية بالموصل، فيما حذر مسؤول عراقي من تلك الانسحابات التي من المحتمل ان تكون وراءها نية مبيتة.

وقال المصدر ان "القوات الاميركية بصدد الانسحاب من قواعد التاجي (25 كيلومتراً شمالي بغداد)، وبسماية (18 كيلومتراً جنوبي بغداد)، إضافة إلى موقع القصور الرئاسية في الموصل، بينما تحبس بغداد أنفاسها في ما يتعلق بوضع قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين، إذ توجد فيها قوة هندسية وفنية أميركية ضمن عقد صيانة وإدارة سرب مقاتلات "أف 16" العراقية، والتي تعتبر عماد سلاح الجو العراقي".

واضاف ان "الكوادر الفنية والهندسية العراقية مازالت غير قادرة على إدارة السرب من حيث التجهيز القتالي أو الصيانة بشكل كامل"، مشيرا الى ان "جميع القوات التي انسحبت أو التي ستنسحب في الأسابيع المقبلة تتجه إلى قاعدتي حرير (75 كيلومتراً شرقي أربيل)، وعين الأسد (110 كيلومترات غرب الرمادي)".

وتابع ان "خريطة الانسحاب التدريجي جرى الاتفاق عليها مسبقاً وبشكل سريع مع الجانب الأميركي، بصفته قائداً للتحالف الدولي، إذ هو الذي حدد القواعد التي لم تعد هناك حاجة للبقاء فيها لانتفاء السبب، وهو المعارك والرصد والإسناد المروحي والمدفعي"، مشيرا الى ان "قوات التحالف تركت تجهيزات وبنى تحتية بالمواقع التي تخلت عنها كهدية للقوات العراقية، إضافة إلى معدات عسكرية مختلفة".

واكد ان "قاعدتي عين الأسد وحرير في أربيل، غير مطروح الانسحاب منهما، بل على العكس هناك تطوير وتأهيل لهما من قبل القوات الأميركية".

وحذر مسؤول عراقي من "أن تخفي خطوة الانسحابات المتتالية نيّة مبيتة من قبل الأميركيين لتصعيد أكبر داخل العراق ضد من تسميهم واشنطن وكلاء إيران"، لافتا الى ان "خطوة انتقال الأميركيين من القواعد سهلة الاستهداف، أو الواقعة ضمن مدى ترسانة الفصائل المسلحة، قد تعني أنهم يريدون تأمين حياة جنودهم قبل تنفيذ سلسلة عمليات ضد قيادات وزعامات بفصائل مسلحة". وخلال الأسبوعين الماضيين شهدت بغداد خمس هجمات صاروخية استهدفت قاعدتي التاجي وبسماية والمنطقة الخضراء حيث تقع السفارة الأميركية، وغرفة عمليات لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأسفرت الهجمات، التي طاولت قاعدة التاجي، عن مقتل أميركيين اثنين وبريطاني واحد ضمن وحدة مهام قوات التحالف الدولي، فضلاً عن إصابة 13 جندياً آخرين، جميعهم أميركيون.

وردت واشنطن، منتصف الشهر الحالي، على القصف بسلسلة غارات عنيفة على مواقع ومعسكرات لفصائل الحشد الشعبي في بابل وكربلاء والأنبار، نفذتها مقاتلات أميركية، أسفرت عن مقتل 14 عنصراً ونحو 55 جريحاً، بحسب مصادر طبية.

ووجهت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) القادة العسكريين بالتخطيط لتصعيد القتال الأميركي في العراق، وأصدرت توجيهات الأسبوع الماضي بإعداد حملة لتدمير فصائل مسلحة مدعومة من إيران هدّدت بمزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية.

لكن القائد الأعلى لقوات الولايات المتحدة في العراق حذّر من أن مثل هذه الحملة قد تكون دموية وتؤدي إلى نتائج عكسية وتهدّد بالحرب مع إيران. وفي مذكرة الأسبوع الماضي كتب القائد، الفريق روبرت ب. وايت، أن الحملة العسكرية الجديدة ستتطلب أيضاً إرسال آلاف القوات الأميركية الأخرى إلى العراق وتحويل الموارد عما كانت عليه المهمة العسكرية الأميركية الرئيسة هناك والتي تتمحور على تدريب القوات العراقية على محاربة تنظيم داعش.

وقد وصف العديد من المسؤولين الأميركيين تفاصيل توجيه البنتاغون ورد فعل الجنرال وايت على أنه اتصالات عسكرية داخلية سرية - بسبب معرفتهم المباشرة بمحتوياتهما.

يأتي التبادل وسط قتال محتدم داخل إدارة ترامب حول السياسة تجاه إيران ومسار الحرب الأميركية في العراق، والذي بدأ قبل أكثر من 17 عاماً.