العمود الثامن: تغريدة المالكي وتخريف الجبوري

Wednesday 8th of April 2020 08:45:50 PM ,
العدد : 4644 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

ليس أمامك عزيزي القارئ، سوى أن تصدّق رئيس ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي، خصوصاً عندما يصرف وقته الثمين في زمن كورونا على تغريدات التويتر، يوماً يُغرّد مدافعاً عن الاحتجاجات ، ويوماً يُغرِّد من أجل الإسراع بإنجاز " تبليط " الخط السريع للإصلاح والتغيير ،

 التغريدة الأخيرة فاقت ما قبلها وما بعدها، فقد خاطب السيد المالكي الحكومة بأن تنظر بعين العطف الى :" العراقيين الذين يعانون أشد المعاناة وهم داخل البلاد في هذا الظرف الصعب بعد توقف الأعمال " ويطالب السيد المالكي مشكوراً أن تخصص لهم معونات مالية تمكنهم من سد احتياجاتهم .
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلاً، لماذا نتوسّل الأُمم المتحدة أن ترعى اللاجئين العراقيين، ولماذا نفرح حين يوافق البنك الدولي على التفكير بإقراضنا بضعة ملايين، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وسأكتفي بمتابعة أخبار السيد رئيس لجنة الصحة النائب قتيبة الجبوري ، والرجل احد عباقرة الطب ، حيث اكتشف ان " كورونا " هي فايروس سياسي ، مهمته تخريب اقتصاد العراق ، وهو الاقتصاد الذي ينافس اقتصاد الصين واليابان مجتمعة ، وماذا بعد ياعزيزي النائب ؟ .. فايروس استخبارتي ، ثم يطلق وصيته الطبية : لا تقلقوا فان تاثيركورونا اقل بكثير من تاثير الانفلاونزا ، ومشاهد الموت مجرد فوتوشوب !!
للأسف يعاني السيد المالكي من مشكلة عميقة مع العراقيين، فهم رغم ما يبدون من إخلاص ورغبة في متابعة تغريدات" فخامته"، لا يبدو أنهم يستطيعون حلّ ألغاز ما يقوله، لذلك نراه بعد كل تغريدة " طريفة " يخرج من على الشاشة، ليشرح لمستمعيه بإشارة من إصبعه، علّهم يفهمون، لكن يبدو من مجموعة التغريدات والخطب ، أنهم لا يريدون أن يفهموا أنّ الرجل غير مسؤول عن ضياع أكثر من 600 مليار دولار نهبت خلال ولايتيه " السعيدتين "!
من يفتح سجل السنوات الثماني التي قضاها المالكي على رأس السلطة التنفيذية؟ مَن يحاسبه على تحويل العراق إلى دولةٍ أصابها الإفلاس، وتربعت على عرش الدول الأكثر فساداً وخراباً؟ مَن يحاسب نواب يشيعون الخرافات والخراب ، ويسعون الى الضحك على عقول الناس بخطابات لا تصلح للاستخدام البشري .
لم تفاجئني تغريدة المالكي هذه المرّة، فالرجل يتخلى عن الموضوعية حين يكون الحديث عن عصره الذهبي، فهو يعتقد أن غالبية الشعب يحبون ذلك الزمن السعيد وإنجازاته العملاقة ويفضلونها على حكومات بلدان " زرق ورق ".
تتلاشى تغريدات المالكي ، ومثلها تصبح خطابات قتيبة الجبوري مجرد نكات ، أمام أرقام الفساد والموت وصور الفقراء والمعوزين الذين ضاقت بهم سبل الحياة .