تنازلات للناس والوطن

Sunday 9th of May 2010 08:24:00 PM ,
العدد :
الصفحة : كلام اليوم ,

المدىلانريد ان نبالغ في تفاؤلنا الا ان بعض المعطيات الواقعية اشارت الى ان مرحلة فك العقد ربما تكون قد انتقلت من التوقعات والامنيات الى الحلحلة، فالمواقف المتشددة بدت تقل حدتها من خلال التصريحات والمواقف لكل الكتل الفائزة، فالتيار الصدري يقول لاخط أحمر على المالكي، والعراقية تقول على لسان بعض قيادييها انها مستعدة للدخول في الحكومة من دون اشتراط رئاسة الوزراء،

 والائتلاف الوطني بدا اكثر انفتاحا للطاولة المستديرة، اما القوى الكردية فانها تعلن بوضوح بانهم لن يكونوا عائقا امام انطلاق حكومة الشراكة الوطنية، التوافق العراقية لاتمانع من المشاركة في الحكومة المقبلة بعد دراسة برنامجها. اجواء عامة من التنازلات وان كانت صغيرة أو بسيطة، وهو ما اشرنا اليه في كلام سابق، من ان المطلوب لتحريك الجمود السياسي واذابة الجليد بين الاطراف، ان تلجأ اطراف الاختلافات الى التنازلات، بل ودعونا الى تنازلات من طرف واحد لاجبار الآخرين على التعامل بالمثل. وتلك التنازلات ليست لاعتبارات شخصية ولا لمكاسب آنية، انها تنازلات من اجل تحريك العملية السياسية الديمقراطية الجارية في البلاد، ونستطيع ان نضيف ان المطلوب، لو استدعت الحاجة، مزيدا من التنازلات لفك العقد الاصغر والتي ربما تكون الاكثر تأثيرا في سياق العمل السياسي التفصيلي، او التي ربما تظهر في اطار الحراك السياسي الجديد. كنا نأمل ان تستطيع الكيانات السياسية،ان تلملم اوراقها وتتفق على برنامج عمل واتفاقات سياسية احترافية بعيدا عن اجواء التوترات وردود الفعل التي تظهر عند هذا الطرف أو ذاك. نقول كنّا نتمنى ان تكتمل صفقة الاتفاقات، قبل ان تلوح في الافق اخبار زيارة بايدن الى العراق، والتي فسرها الشارع العراقي، انها تأتي في سياق الضغط الاميركي للاسراع بتشكيل الحكومة المقبلة والتي لاتستثني مكونا ولاتهمش كيانا!